حارة ضيقة، ومبنى جار عليه الزمن، بداخله معدات يتعدى عمرها ال45 عامًا، ومقعدًا بدائي الصنع، يجلس عليه رجلًا بشوش الوجه هادئ الملامح، لا يحمل للدنيا هم، ويترك كل ما يؤلمه وراء ظهره. " عم شعبان" الرجل البسيط ذو القلب النقي، والأيدي الماهرة قضي محررو "الفجر تي في" معه ساعات قليلة، ولكنها فارقة في حياتهم جعلتهم يستمتعون بما يفعله هذا الرجل العظيم بالرغم من إمكانيات المكان المحدودة، إلا انها جعلت صيته يذاع بين رؤساء جميع البلدان العربية. برع في صناعة المشغولات النحاسية، والأشكال الجذابة المختلفة، وتفوق بها فهي هوايته المفضلة منذ أن كان طفلًا صغيرًا؛ فماذا يفعل هذا عم شعبان وكيف وصل صيته إلى كافة الدول العربية؟. ورصدت كاميرا "الفجر تي في" مايفعله بداية من تطهيره للقطع النحاسية نهاية بحفرها وخروجها شكلًا فنيا ذو قيمه يهدى بها الرؤساء بعضهم وأساتذة الجامعات طلابهم. وفي البداية يقوم بتطهير النحاس الخام وسنفرته ووضع مادة تركيبات كيماوية لطباعته واخفاء العيوب المتواجدة بالأشكال وأخيرًا يقوم بحفره حسب المطلوب، يخرج الأشكال الآتية ك" الدروع والنياشين والمادليات". ويتابع "شغلنتنا دي ترفيهيه بس دلوقتي مافيش حد بيهادي دروع ولا ميدليات، دا أنا سرحت العاملة اللي عندي علشان الحال واقف وفاتح بيتي بالعافية". وعن الدول التي دومًا ما تفضل خروج الدروع والنياشين من تحت يديه "ليبيا"؛ فكانت تتعامل مع باستمرار، كما صنع العديد من الميدليات والدروع لاهل الفن والطرب ولم يغفل لاعبي الكورة فكان لهم السبق في هذا حين فوز فريق على آخر يطلب منه صناعة درع بشكل معين يقدم كهدية للفريق صاحب اللقب. ويستكمل عم شعبان؛ أن هذه المهنه ليست سبوبة بقدر ماهي فن يحرص على إبراز الجانب الجمالي فيه قدر الإمكان، فهو يعمل بها لحبه الشديد لها فقط؛ حتى وان لم يحصل منها على قوت يومه. وفي الختام؛ يطلب عم شعبان من المصريين السعى لحقيق حلمهم حتى ولو بأقل الإمكانيات ولا يتوقفوا عند حد معين ويقوموا بتطوير انفسهم من حين إلى آخر قائلًا:" أنا مورثتش المهنة دي أنا حبتها وتفوقت بيها ولسه بشتغل بحاجات بسيطة وبدائية.. بس فخور إني حققت حلمي من وأنا صغير وماحدش ساعدني اتمرمطت لحد ماوصلت بنفسي". لمشاهدة الفيديو اضغط هنا