احتفل سجن المباحث العامة في أبها، بتخرج 22 من نزلائه بعد إكمالهم الدراسة الجامعية داخل السجن. جاء ذلك في حفل أقيم داخل السجن حضره مجموعة من مسؤولي الجامعات الثلاث التي تخرج منها النزلاء ومسؤولين من إمارة عسير والجهات الأمنية والحكومية بالمنطقة والإعلاميين والكتاب وذوي النزلاء.
وتفصيلاً حضر الحفل وكيل جامعة نجران محمد فايع عسيري، وعمداء الكليات، وفي مقدمتهم الدكتور صالح بن نمران الحارثي وعدد من طلاب الجامعة، ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتعليم عن بعد الدكتور عبدالعزيز العامر والدكتور عبدالإله بن سعود السيف، وعدد من عمداء الكليات والإعلاميين بالجامعة.
كما حضر الحفل وكيل جامعة الملك عبدالعزيز في رابغ هنيدي البشري وعدد من عمداء الكليات ووكيل إمارة منطقة عسير ووكيل الإمارة للشؤون الأمنية ومديري الدوائر الحكومية والجهات الحكومية بمنطقة عسير ونخبة من الإعلاميين والكتاب بالمنطقة وعدد من ذوي الموقوفين الخريجين.
وتضمن برنامج الاحتفال قيام الحضور بجولة على مرافق السجن الداخلية حيث أوضح مدير السجن ومساعده، مهام وواجبات السجن وفق رسالة السجن "إصلاح وتأهيل"، وشاهد الزوار كيف يدار السجن ب"عقول" شابة وناضجة ومؤهلة جعلت من الإصلاحية مؤسسة أمنية ذات عمل متقن وعصري وذات روافد علمية يشار لها وثبت أثرها في نتائج تخرج مجموعة من النزلاء من ثلاث جامعات في آن واحد إضافة إلى استمرار دراسة نزلاء آخرين في تلك الجامعات الثلاث وغيرها.
الحفل الخطابي بدأ بآيات من الذكر الحكيم فيما تم عرض فيلم عن "مسيرة خريج" ونفذت بعده مسيرة الخريجين.
وألقيت في الحفل كلمة المباحث العامة، وقصيدة شعرية بعنوان "معاً على طريق الوفاء"، تلاها كلمة الخريجين ألقاها مطلق السراح والخريج من جامعة نجران معيض الحواشي ثم كلمة جامعة نجران ألقاها وكيل الجامعة.
وأعلنت في الحفل نتائج الخريجين وتم تسليمهم شهادات النجاح من وكلاء الجامعات بالإضافة للهدايا والدروع المقدمة من إدارة سجن المباحث بمدينة أبها فيما التقى النزلاء الخريجون بذويهم في مشاهد جميلة.
الأستاذ الدكتور جبريل محمد البصيلي عضو هيئة كبار العلماء ألقى كلمة توعوية وتوجيهية خلال الاحتفال فيما كرمت وزارة الداخلية، ممثلة في المباحث العامة، الجامعات وعدداً من المؤسسات الحكومية والتعليمية والخدمية والأمنية بالمنطقة، فيما كرمت الجامعات قطاع المباحث العامة.
وجاء السماح للخريجين بمواصلة دراستهم رغم أنهم موقوفون ضمن المشروعات الإصلاحية التي تقوم بها وزارة الداخلية، لانتشال النزلاء الذين زلت بهم الأقدام إلى مهاوي الخطأ، حيث تحملت القيادة الرشيدة عقوق هؤلاء النزلاء، وجعلت من إصلاحهم ورعايتهم هدفاً ليعودا أعضاء فاعلين في المجتمع.
وأثبتت النتائج أن جميع من استفادوا من برامج الإصلاح وإعادة التأهيل يتجاوز 86.2٪ وخير دليل على ذلك هو تخريج هذه المجموعة من بعض جامعات المملكة المتميزة.
الاهتمام بالإصلاح ورعاية النزلاء في إصلاحية أبها حقق المفهوم الحديث للإصلاحيات المتمثل في ريادة العمل الأمني الحديث.
من جهتهم تحدث عدد من الموقوفين عن مشاعرهم حيث قال الموقوف إبراهيم موسى فلاتة: "الحمد لله أولاً وأخيراً تخرجت من جامعة نجران وأشكر إدارة السجن على تسهيلهم وأشكر الذين كانوا سببا -بعد الله- في مواصلتنا الدراسة واستلام الشهادة فلهم جزيل الشكر".
وأضاف بقوله: "مشاعري بهذا النجاح أعجز عن ترجمتها بالكلام، تذكرت والدي ووالدتي، بالنسبة لي الآن فأنا ندمت على ما فات، والحمد لله على كل حال. ولا أنسى أن أؤكد أن إدارة السجن مشكورة وفرت لي جميع سبل الراحة ومنها مذكرات الدراسة وتسهيلهم كل المعوقات. كما أودّ أن أشكر إدارة جامعة نجران ومسؤوليها وأساتذتها. كما أنصح الشباب ألا يأخذوا أي فتوى إلا من المشايخ المعتبرين؛ كوني أحد الذين أخذوا بفتوى من شيخ غير معتبر بحكم الذهاب إلى أماكن الصراع، وكانت هذه النهاية، حيث أصبحت أنا الضحية، بينما هم الآن يعيشون في رغد من العيش، والله المستعان". وزاد بقوله: "نتمنى كطلاب أن نواصل دراستنا في الماجستير ونتمنى من جامعة نجران أن تسمح لنا بإكمال الدراسات العليا. وأخيراً أكرر شكري لإدارة السجن على الخدمات التي يقدمونها لنا حيث يشهد الله أنهم لم يقصروا معنا حيث يوفرون أي طلب أتقدم بطلبه سائلا المولى عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء. كما نرفع الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على اهتمامه بنا والسؤال الدائم عنا، هذا الأمير الخلوق والرجل الطيب أسأل الله ألا يحرمه الأجر، وأن يجزيه خير الجزاء عنا".
واختتم فلاتة حديثه قائلاً: "أقول للمشايخ الذين غرروا بي: اتقوا الله في أبناء المسلمين، وأقول للشباب: لا تنخدعوا بهم".
كما تحدث الموقوف يحيى أحمد عسيري: "أشكر إدارة السجن على توفير الخدمات وإتاحة الفرصة لي لإكمال دراستي، وجزاهم الله خيراً فقد وفروا لنا البيئة المناسبة للدراسة. وتخرجت -والحمد لله- من جامعة نجران في تخصص دراسات إسلامية، وقد استفدت من السجن فوائد كثيرة، وأطمح إلى نيل درجتي الماجستير والدكتوراة إن شاء الله، وأشكر الدولة على حرصها علينا والاهتمام بنا، والأخذ بأيدينا. كما أشكر إدارة المباحث العامة على حرصها والاهتمام بنا، وجزاهم الله خيراً، وأنا عاجز عن الشكر. كما أشكر الأمير محمد بن نايف على حرصه على أبنائه، وأسأل الله أن يحفظ والديَّ ويرزقني برهما، وهما أول من بارك لي بالتخرج، وقد استفدت من أخطائي، وأخذت دورات شرعية في السجن وأشكر الجميع جزيل الشكر".
وتحدث الموقوف مصطفى أبا الغيث قائلاً: "أحمد الله على التخرج، أنا في فرحة كبيرة بأنني تخرجت من جامعة نجران، ولله الحمد، ولم أكن أتوقع ذلك. حاليا أحاول إكمال درجة الماجستير"، وأضاف: "وأشكر والدي على تحملهما معي وأشكر أهلي جميعاً وأقول لهم: لن تروا مني إلا ما يسركم".
وقال: "أودّ أن أشكر إدارة السجن على تعاملهم وأشكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على وقفاته غير المستغربة معنا".
شقيق الموقوف حسن مسعود الفيفي تحدث قائلا: "الحمد والشكر لله بتخرج أخينا من جامعة نجران وحصوله على درجة البكالوريوس، وأسأل الله أن يوفقه ويفك أسره وينصر حكومتنا الرشيدة ويدحر العدو. كما أودّ أن أشكر إدارة السجن حيث إنها كانت متعاونة معنا ومع النزلاء الطلاب وهيأت لهم كل شيء".
وقال المواطن حسين بن رشيد الوادعي -والد أحد الموقوفين-: "أشكر القائمين على إدارة السجن وإدارة المباحث العامة وسماحهم لابني بإكمال دراسته ورعايتهم لهم وتوفير متطلباته حتى تخرجه، أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يوفق رجال أمننا وحكومتنا الرشيدة لما يحبه ويرضاه، كما أشكر إدارة السجن على حسن الضيافة".