كل الوطن- هدايه درويش: بين الريبة والشك وكم من الشائعات والأقاويل تدور حول أداوت تعذيب ..سراديب تحت الأرض …زنازين مظلمة لا يدخلها هواء ولا ترى شمس فى سجون المباحث العامة . فى غياب مصادر تنفى أو تؤكد أو تفند تلك الأقاويل أصبح بيننا كمواطنين بشكل عام وإعلاميين بشكل خاص ،شبه يقين بان أجهزة المخابرات لديها ما تخفيه،الى أن كانت زيارتنا ضمن وفد اعلامى لسجن “المباحث العامة بالحائر” ، تلك الزيارة التى وضعتنا أمام حقيقة لا تقبل اللبس .
فى زيارة سجن الحائر ،ومنذ الوهلة الاولى ، وقبل ان ندلف الى داخل المبنى ،بدى لنا المشهد مختلف عما هو محفور فى ذاكرتنا ، فالمدخل لا يمكن ان يكون مدخل لسجن، ولا قاعاته قاعات سجن وممراته بعيدة عن ان تكون ممرات سجن . اليوم لم يعد هناك حاجز يحول بيننا وبين القيام بالعمل و الجهد كل الجهد فى مواجهة شائعات مغرضة ،لنكون ذراع اعلامى تعمل جنبا الى جنب مع اجهزة تسهر على امننا وأماننا ، لنقول بالحروف والصورة للداخل والخارج…ان بلدنا بخير وسيقى بإذن الله كذلك ،لن يتمكن الغادرون ، الحاقدون ، المخربون ان ينالوا منها ومنا.. سنقول بصوت يسمعه العالم ان فى المملكة أسود يقفون لهم بالمرصاد
قبل بدء الجولة كان لنا لقاء ..حوار مفتوح مع مدير سجن المباحث العقيد “محمد بن على ” ، سمعنا منه وسمع منا ..اجاب على تساؤلاتنا وحين سألتا عن المسموح والممنوع فى الحديث عنه عبر صحفنا اجاب ..”امامكم الساحة”
أرقام وإحصاءات عرضت المباحث العامة فيلما قام بتسجيله عدد من اصحاب الفكر الضال المتواجدين خارج البلاد يستعرضون قوتهم ، يهددون أمن الوطن والمواطن ، ثم كان عرض لجهود رجال الامن أثناء قيامهم بعمليات استباقية ومواجهات مع عدد ممن سكن الشر قوبهم وعقولهم
ثم عرض تضمن احصاءات لعدد الموقوفين منذ عام 1431ه حتى نهاية عام 1435ه
عام 1431ه: عدد الموقوفين 5501 موقوف
عدد المطلق سراحهم: 499 موقوفاً
عام 1432ه : عدد الموقوفين 4821 موقوفا
عدد المطلق سراحهم 1953 موقوفا
عام 1433ه: عدد الموقوفين 2815 موقوفا
عدد المطلق سراحهم 219 موقوفا
عام 1434ه: عدد الموقوفين 2289 موقوفا
عدد المطلق سراحهم 1311 موقوفا
عام 1435ه: 3069 موقوفا
( نسبة الانتكاسة بعد الخروج 12% وهى نسبة مقبولة وفق تقدير المباحث)
أبواب لم تعد مغلقة عبر اروقه وقطاعات وأقسام مبنى ” الحائر” وعلى مدى 9ساعات كانت لنا وقفات . لم يكن هناك أوامر أو تنبيهات ، الابواب كلها فتحت أمامنا، تحدثنا مع مندوب “هيئة التحقيق والادعاء ، “هيئة حقوق الانسان”،” الضمان الاجتماعى”،”الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ، مررنا على غرف المراقبة والتحكم ،غرف الخدمات المساندة المستشفى، قسم التنويم، والصيدلية،و الصالات الرياضية، والمكتبة العامة، عنابر واجنحة الموقوفين ،وعدد من الاقسام . مشاهد “الفعل ورد الفعل” فى جولتنا على بعض الاقسام اعترض طريقنا عدد من” الموقوفين” تحدثوا بصوت عال وجرأة كبيرة موجهين حديثهم لمدير السجن وعدد من الضباط الذين كانوا يرافقوننا ، خرجت من احدهم ” ع.ش”اتهامات كالسهام، الفاظ خارجة وسباب لولاة الامر بالأسماء ، لهجة مصحوبة بتهديد ووعيد تؤكد علي تصميم صاحبها بل اصحابها على النهج الضال والمنحرف، قوبلت بهدوء وتفهم من مدير السجن وباقى الضباط ، حاولنا توجيه سؤال لأحدهم ، اوقفنا بحدة قائلا انه لا يتحدث مع “النساء”، بينما قال احدهم ان الدولة ارغمتهم على دراسة مناهج يرفضون محتواها واصفا الدولة بالكفر والعمالة لأمريكا فى مكان آخر من المبنى التقينا عدد من الموقوفين ، عرض احدهم قضيته ، أكاديمي كان يقوم بالتدريس فى واحدة من الجامعات الحكومية، قال انه قام من خلال ايمانه بضرورة الجهاد ضد الصهاينة على الارض المحتلة قام بجمع المال دون اذن من الدولة ثم ارسله مباشرة للمقاتلين او كما اسماهم المجاهدين دون تصريح من اى جهة امنية.
موقوف آخر ” يطلقون عليه “الفنان ” دخل عدد منا عدد منا الى غرفته ،توقفنا امام لوحاته حيث قام برسم ( الملك عبد الله رحمه الله- الملك سلمان-الامير مقرن ، والأمير محمد بن نايف) وقد كتب عبارة مبايعة للملك سلمان والأمير مقرن ، والأمين محمد بن نايف، ادارة سجن المباحث تقوم بتأمين كل ما يحتاجه من ادوات الرسم وقد بدى هادئا وهو يعرض علينا اعماله الفنية بعض الموقوفين كانت لهم شكوى تنحصر فى “طول مدة اصدارالحكم بين يدى القضاة ، وكذلك فى محكمة التمييز ،لم يشتك أى الموقوفين من نقص علاج او طعام او سوء معاملة من مدير السجن أو أى من ضابط او جندى او حارس. مما اكد على أن كل ما سمعناه من اقاويل وشائعات كان كذبا وتدليسا هدفه تشويه سمعة جهاز المباحث والقائمين عليه ونشر الخوف والقلق بين ابناء الوطن . نعم اخطأت …غرر بى معلمى! خلال مرورنا على أحد العنابر التقينا بأحد الموقوفين الشباب ، هادئ، خجول يتحدث بصوت منخفض عارضا قضيته تحدث ” ب .م ” :كنت فى التاسعة عشر من العمر لا املك الخبرة ، التحقت بحلقات تحفيظ القرآن ، هناك غرر بى من كان يقوم على تعليمى ، حدثنى كثيرا عن الجهاد والجهاديين وان الدين يحثنا على مساعدتهم ، وتقديم ما يلزم لهم والتستر عليهم ، ولصغر سنى وقلة خبرتى فى الحياة اقتنعت بكل ما قيل لى ، ذهبت للاستراحة التى يسكنها من وصفهم معلمى بالمجاهدين قاعة محاضرات فى سجن الحائر لرؤيتهم وتقديم المساعدة لهم ، هناك داهمتنا قوة من المباحث استكمل ” ب .م ” . حكم على 16 عاما ، امضيت منها 12 عام ، هيأت لى ادارة السجن الفرصة الكاملة لاكمال دراستى وتخرجت من كليه التجارة ، وأقوم الان بدراسة دبلوم فى المعهد العلمى وحفظ القرآن، كل أملى ان اخرج من السجن وأعود لأهلى ، وأكون فردا منتجا فى المجتمع بعد انقضاء محكوميتى . المستشفي المركزي جولتنا شملت المرور على المستشفى المركزى والإطلاع على تجهيزاته واستعداداته التى تكفل تقديم الخدمات الصحية للموقوفين على مدار اليوم والساعة ، غرف التنويم للمرضى او المصابين ، على اعلى مستوى من حيث التجهيزات والنظافة والمتابعة من هيئة التمريض والأطباء. قسم الحبس الانفرادى عبارة عن غرفة تحتوى على كافة المستلزمات ، تلفاز، دورة مياه، اضاءة كافية بيت العائلة.. وخدمة فندقية جولتنا شملت المرور على مبنى يطلق عليه بيت “العيلة” تم افتتاحه “قبل 8 أشهر يضم 17 جناحا ،يسمح “للموقفين أو الموقوفات باستقبال عائلتهم ،تضم اجنحة متفاوتة المساحة بما يتناسب مع عدد افراد الأسرة ” غرف نوم وحمامات ملحقة بالغرفة ، غرف طعام صالون وجهاز تلفزيون مفتوح على كل المحطات فضائية وارضية، مطبخ متكامل ،بحيث يمكن للأسرة ان تقوم بإعداد وجبات طعام فى حال أرادت ، فى بيت العائلة هيأت ادارة السجن خدمات فندقية ، نساء “سعوديات ” يقمن على خدمة الاجنحة وإعداد وجبات الطعام للأسرة ، ابواب الجناح تفتح ببطاقات ممغنطة. يسمح للموقوفين والموقوفات بشرط “حسن السلوك ” باستضافة ذويهم لمدة لا تتجاوز 72 ساعة فى “بيت العيلة” ، يضم مبنى بيت العيلة حديقة ، وملاعب للأطفال .