إحصائيات: 40% نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثًا في السنوات الأخيرة المطلقات: شباب الفيس بوك بيستخدمونا "غلط".. وعروض جنس المتعة "الأبرز" أستاذ اجتماع للمطلقات: "ابتعدوا عن العالم الافتراضي" "مطاريد المجتمع" ذلك هو المصطلح الذي يمكن أن يطلق على المطلقات بعد أن تركوا حياتهم الزوجية ولجأوا إلى الوحدة دون الارتباط بشخص، قد يكون لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية أدت إلى عدم رغبتهم في إكمال حياتهم الزوجية مع أزواجهن، ليواجهوا بنظرات حادة من أفراد المجتمع على أنهم عاجزين عن إكمال الحياة، ما يدفعهم إلى تحويل تلك الوحدة التي لجأوا إليها إلى عزلة تامة عن المجتمع المحيط بهم واللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
إحصائيات: 40% نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثًا في السنوات الأخيرة وتشير بعض الإحصائيات إلى وصول نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثًا في السنوات الأخيرة إلى 40%، بسبب عدم وجود تفاهم بين الزوجين في الإهتمامات والتطلعات، عدم القدرة على تربية الأطفال بسبب عدم مشاركة الطرفين، إفراض الزوج قيودًا على الزوجة، الشعور بالملل مع تكرار الأزمات، ضيق الحالة الاقتصادية، عدم وجود إحترام متبادل، خيانة الزوج، تلك الأسباب تؤدي إلى تعكر الحياة الزوجية ما يدفع الزوجة إلى طلب الإنفصال للخروج من ذلك الجو العكر إلى أجواء الإنطلاق التي عاهدتها قبل الزواج.
عزلة المطلقات واللجوء إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" " مطلقة من 10 سنين ومحدش يعرف .. الكل طمعان فينا وبيضحك علينا على الفيس بوك.. الخيانة حلها الطلاق.. مش عايزة أتجوز تاني".. تلك هي الكلمات التي أطلقتها المطلقات التي تحاورنا معهم حول أسباب طلاقهم ونظرة المجتمع لهم بعد وقوع حالات الطلاق، في محاولة منا لمعرفة الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى إنعزال المطلقات عن المجتمع سواء كانت أخطاء شخصية منهم أو نظرة خاطئة من المجتمع.
الحالات وصلنا لها عن طريق صفحات خاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت مسمى زواج مطلقات وأرامل الأسر الراقية في مصر وعدد من الصفحات الأخرى، يحاولن من خلال تلك الصفحات العودة للحياة الزوجية من جديد ولكن على أسس محددة حتى لا تتكرر المأسأة الأولى. "مطلقة منذ 10 سنين ومحدش يعرف" "مطلقة من 10 سنين ومحدش يعرف "تلك هي الكلمات التي بدات بها "أ.ص" حكايتها، فهي موظفة بإحدى المؤسسات الحكومية بالغربية، تزوجت من موظف قرر أن يحصل على إجازة دون مرتب ليسافر إلى السعودية بعد حملها الذي أسفر عن انجابها توأم، ثم يسافر إلى عمله بدولة السعودية دون أن يتابع أحوال أسرته، لتعاني من الإهمال الشديد وتبدأ التفكير في الطلاق. طُلقت وهي تبلغ من العمر 23 عامًا بعد أن أنجبت طفلتين، تعقدها من فكرة الزواج وخوفها من نظرة المجتمع لها، جعلها تخفي واقعة طلاقها 10 أعوام حتى بلغت من العمر 33 عامًا، عشرة أعوام تعامل على أنها متزوجة، فضلت إخفاء خبر طلاقها حتى لا يضعها الرجال في أذهانهم للإقتراب منها وتكون مجرد تجربة، لإقتناعها أن الرجال يحاولون التسلية بالمطلقات، على حد وصفها، كما إنها أخفت خبر طلاقها حتى لا ينظر لها أفراد المجتمع نظرة دونية.
عروض شبابية على المطلقات "الكل طمعان فيا" بدأت بها "س.ع" حديثها عن معأناتها بعد الطلاق بتلك الكلمات الموجزة، لتصف الوضع الذي وجدت نفسها فيه بعد توالي العروض عليها من بعض الشباب المتواجدين بمنطقة الجيزة التي تسكن بها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بممارسة العلاقة الحميمية معها بإقناعها أنهم يحبونها ويريدون الزواج منها، ولكن حبهم لها يدفعهم إلى التقرب منها قبل الزواج، مطالبين بممارسة العلاقة معها ثم يقدمون على خطوة الزواج. وتروي قصة زواجها وطلاقها قالة: "إتجوزت ابن عمي وأنا عندي 18 سنة ومكنتش فاهمة يعني ايه جواز بس حكم القوي بقه .. وبعد سنتين حسيت اني مش عارفه اكمل معاه وبدات مشاكلنا تكبر.. لحد ما في يوم ضربني فنزلت الشقة اللي تحتنا اللي هي شقة أبويا لأننا ساكنين في عمارة واحدة وهي بيت العيلة.. وصممت إني أطلق بعدها .. ومن ساعتها بيتبصلي في الرايحة والجاية على إني بنت مش كويسة والكل بقى طمعان فيا".
خيانة في أحضان العشيقة "الخيانة" كانت السبب الرئيسي وراء طلب "م.ن" الطلاق، وهي من إحدى المناطق الراقية بمصر، وذلك بعد أن وجدته في أحضان عشيقته داخل شقتها، أثناء عودتها من السفر بعد أن كانت في مأمورية خاصة بعملها في محافظة الاسكندرية، ما دفعها إلى طلب الطلاق على الفور ولكن زوجها رفض ما اضطرها إلى رفع قضية خلع بالمحاكم وبالفعل نجحت في الإنفصال عن زوجها بعد عدة جلسات. أوضحت أنها لجأت إلى موقع "فيس بوك" بالبحث عن الجروبات الخاصة بتجمع المطلقات والمطلقين الذين يقطنون في الأماكن الراقية، في محاولة منها للفوز بزوج جديد يقدرها دون أن تتعرض للفشل مرة أخرى بعد حالة الطلاق الأولى، ولكنها تعرضت لجشع أحد الشباب بعد تواصله معها عن طريق الشات وظل يحوم حول مشاعرها حتى تمكن من السيطرة عليها، وبدأ يتحدث معها عن رغبته في التحدث معها في أشياء مخلة بالآداب، وحاول استدراجها لأكثر من مرة ولكنها رفضت، قائلة:"غصب عني لاقيت نفسي بتكلم معاه في حاجات جنسية مكنتش متوقعة تطلع مني غير في الحلال".
عروض جنس المتعة يراود الخوف في الوقوع في الفشل للمرة الثانية المطلقات بشدة، وهو ما دفع "ش.ع"، وهي ربيت في مستوى اجتماعي مرموق، أن تظل منعزلة بعد أن طُلقت لخلاف مع زوجها بسبب عدم قدرته على توفير سبل المعيشة التي كانت توفرها لها أسرتها قبل الزواج، الأمر الذي أدى إلى تزايد الحدة في التعامل بينهما، ما دفعها إلى طلب الإنفصال لتعود إلى أحضان أسرتها التي توفر لها الظروف الاقتصادية الملائمة لحياتها. وقالت إنه عٌرض عليها من قبل الشباب عروض ل"جنس المتعة"، من خلال المحادثات الهاتفية، فرفضت في المرات الأولى، ولكن مع تكرار الطلب واستخدام الشاب لعبارات الحب من الحين للاخر اضطرت للموافقة قائلة: "هعمل ايه ما الوحدة بتضعف برضه".
أستاذ اجتماع للمطلقات: "ابتعدوا عن العالم الافتراضي" الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم التربية والاجتماع، قال إن المجتمع لا ينبذ المطلقات والدليل على ذلك هو زواجهم، موضحًا أن هناك طمع من بعض الرجال في المطلقات، لوجود أشخاص بدون أخلاق يستغلون رغبتها في النجاح في تجربة أخرى من الزواج، فيدخلونها لها من باب الوهم في الحب.
وأضاف "أبو حسين"، في تصريحات ل"الفجر"، أن المجتمع العربي "مش بيحب الست المدلوقة واللي بترمي نفسها"، لذلك يجب على المطلقات ألا تسعى إلى الطريق السهل حتى لا تفشل في الزيجة الثانة، لأن الطلاق يجب أن يكون صورة من صور النجاح التي تجعل السيدة متيقنة في اختيار التجربة الثانية.
وأشار أستاذ علم التربية والاجتماع إلى أن الدين شرع "الولي"، حتى يكون بصيرة للمرة في مثل تلك الأمور، ويجب عليه أن يكون فارضًا قيم معينة في المنزل حتى لا تندفع الفتيات إلى المجتمع الافتراضي للهروب من أزمتها.