أصبح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أول وزير أجنبي يجتمع مع الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون أمس الاثنين (7 نوفمبر) في خطوة تسلط الضوء على الصراع الذي تخوضه إيران مع منافستها الإقليمية السعودية لضمان نفوذ لها في بيروت. وانتخب عون الزعيم المسيحي البارز والحليف المقرب من حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران رئيسا في الأسبوع الماضي. والتقى عون أيضا مع مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق من اليوم. ونقل المبعوث السوري منصور عزام وزير شؤون الرئاسة السورية تهنئة الأسد لعون بانتخابه رئيسا للبنان متمنيا أن يحقق ذلك استقرار لبنان والمنطقة. وأضاف "لم يكن هناك صفحة قديمة حتى يكون هناك صفحة جديدة. هي صفحة مستمرة إن شاء الله في علاقات متواصلة ومتوازنة العنوان الرئيسي لها هو المصلحة المشتركة للبلدين." وتدعم إيران -التي اعتبرت فوز عون انتصارا لحزب الله- الأسد سياسيا وعسكريا في الحرب الأهلية السورية. وقال ظريف الذي يرافقه في زيارته على مدى يومين وفد اقتصادي وسياسي رفيع المستوى إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع لبنان. وقال إن بلده ترى أن الحل السياسي للنزاعات في سوريا والعراق واليمن ممكن. وأضاف "أظهر الشعب اللبناني أن من الممكن التوصل لحل يقبله الجميع أو ما نصفه بالوضع الرابح للجميع. نأمل أن يفهم الآخرون أنه لا يمكن التوصل سوى لحل سياسي للأزمات في سوريا والعراق واليمن لكن مع استمرار مكافحة الإرهاب." وانتخب البرلمان اللبناني عون رئيسا يوم الاثنين الماضي مُنهيا بذلك 29 شهرا من الفراغ في سدة الرئاسة تلاه تكليف الزعيم السُني سعد الحريري بتشكيل الحكومة. واعتبر الفراغ الرئاسي مؤشرا على الصراع السياسي الكامن بين الأطراف السياسة في لبنان الذي زادته الحرب الأهلية في سوريا سوءا مما أصاب صناعة القرار والتنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية بالشلل وأثار المخاوف على استقرار البلاد. وسلطت الصفقة التي أتت بعون إلى سدة الرئاسة الضوء على الدور المتعاظم لحزب الله في لبنان في مقابل تراجع دور السعودية الداعمة الرئيسية للحريري والتي تركز جهودها حاليا على مواجهة النفوذ الإيراني في مناطق أخرى في المنطقة. وتدعم السعودية وإيران أطرافا متعارضة في كل من اليمن والعراق والبحرين. وقطعت البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في وقت سابق هذا العام بعدما أعدمت الرياض رجل دين شيعيا وهو ما أعقبه هجوم لمحتجين على سفارتها في طهران.