في لقاء تلفزيوني نادر مع سيف زاهر عبر قناة أون تايم سبورتس، تحدث محمد صلاح، نجم ليفربول وقائد منتخب مصر، بصراحة وشفافية عن محطات إنسانية ومهنية في مسيرته الكروية، كاشفًا عن لحظة بكائه مع المنتخب، وعن إحساسه العميق بالانتماء لمصر، بالإضافة إلى كواليس تجديد عقده مع ليفربول وتعامله مع المدرب الجديد أرني سلوت، وكذلك فوزه بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز. بدأ صلاح حديثه بالتعبير عن مشاعره الوطنية، مؤكدًا أن مصر تمثل له كل شيء جميل، وأنه يشعر بتلك العاطفة الوطنية بشكل أقوى كلما استمع إلى النشيد الوطني، مشيرًا إلى حبه الدائم للاحتفال بعلم مصر، وحبه للوطن منذ الطفولة. ووسط هذه الأجواء المليئة بالمشاعر، كشف صلاح عن اللحظة التي لم يستطع فيها تمالك دموعه، وهي مباراة مصر ضد الكونغو، التي حسمت تأهل الفراعنة إلى كأس العالم 2018. قال إنه بكى بعد تسجيله هدف الفوز من ضربة جزاء، مؤكدًا أن اللحظة كانت أكبر من أي وصف، وأن الجماهير واللاعبين عاشوا واحدة من أكثر الليالي تاريخية في الكرة المصرية. وتطرق صلاح إلى تقييمه للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، مشيدًا به بشدة، وواصفًا إياه بأنه من أذكى من تولى تدريب المنتخب المصري، موضحًا أنه استطاع أن يحقق الكثير في وقت كانت فيه الكرة المصرية تمر بظروف صعبة، بل ووصف عمله ب "تحويل القماش إلى حرير"، كناية عن إخراج أفضل ما في الفريق رغم محدودية الإمكانيات في تلك الفترة. وعندما سئل عن الفرق بين بيئة الاحتراف في الخارج ونظيرتها في مصر، أشار صلاح إلى أن اللاعب المحترف في أوروبا يعيش كرة القدم بكل تفاصيلها، حيث اليوم كله مخصص للرياضة، من التغذية إلى النوم وحتى تفاصيل الحياة اليومية. محمد صلاح: موسم استثنائي.. ورحيل كلوب كان مفاجأة كبرى محمد صلاح: الغربة صعبة على اللاعب المصري..وعودته للأهلي أو الزمالك قرار طبيعي أما في مصر، فيرى صلاح أن الأمور مختلفة، إذ أن معظم اللاعبين يعيشون كرة القدم بشكل جزئي فقط، وهذا برأيه أحد أهم الفوارق بين الاحتراف الحقيقي وما يحدث في المحيط المحلي. أما عن مستقبله في ليفربول، فقد تحدث صلاح بصراحة عن تأخر تجديد عقده مع النادي، موضحًا أن السبب يعود إلى سياسة الإدارة وليس لرفضه، لكنه أشار إلى أن الطرفين توصلا في النهاية إلى اتفاق مرضي. كما تحدث بإيجابية كبيرة عن المدرب الجديد أرني سلوت، مؤكدًا أنه شعر براحة كبيرة منذ اليوم الأول معه، وأن لغة الحديث بينهما سهلة ومباشرة، وهو ما جعله يشعر أن هذا الموسم هو الأمتع له مع ليفربول منذ انضمامه للنادي. الإنجاز الأبرز لصلاح هذا الموسم تمثل في تتويجه بجائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي، بعدما أنهى الموسم مسجلًا 29 هدفًا، ليصبح بذلك أول لاعب في تاريخ البريميرليج يتقاسم الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بالجائزة (4 مرات) مع الأسطورة الفرنسية تييري هنري. وقد سبق لصلاح أن فاز بالجائزة في مواسم 2017-2018، 2018-2019، و2021-2022، ليؤكد بذلك ثباته وتألقه في أقوى دوري في العالم. هذا الإنجاز جاء بعد منافسة شرسة مع نجوم كبار مثل ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل، وإيرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي، الذين سجلا 23 و22 هدفًا على التوالي. وقد اختتم ليفربول موسمه بالتعادل مع كريستال بالاس بنتيجة 1-1 على ملعب أنفيلد، حيث تقدم الضيوف مبكرًا قبل أن يتمكن صلاح من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 85، مؤكدًا حضوره في اللحظات الحاسمة كعادته. ما بين لحظات البكاء في استاد برج العرب، وفرحة الذهب في البريميرليج، يواصل محمد صلاح كتابة واحدة من أنجح وأثرى المسيرات في تاريخ الكرة العربية. فهو ليس مجرد لاعب يسجل أهدافًا، بل أيقونة تجسد الطموح والالتزام، وتستحق كل التقدير والإعجاب.