عندما يتم وضع الرجال والنساء في موقف معين و لا يكن لديهم أي تحكم في مصيرهم، و يشعرون بالخوف الشديد من الأذى الجسدي و يعتقدون بأن كل السيطرة موجودة في يد الشخص الذي خطفهم ، ف هذا الموقف يُمكن أن يجعل الأشخاص يفكرون في طريقة للنجاة و يمكن أن يتطور هذا التفكير إلى إستجابة نفسية مثل : التعاطف و المساندة ل المآزق الذي وقع فيه الخاطف. لماذا سميت بهذا الإسم ؟ إسم (متلازمة ستوكهولم) تم إشتقاقه من عملية سرقة بنك عام 1973 في ستوكهولم، السويد، حيث تم إحتجاز أربع رهائن لمدة ستة أيام. و طوال فترة إحتجازهم و أثناء وجودهم في طريق الأذى، بدأ كل رهينة في الدفاع عن تصرفات اللصوص و بدأوا حتى في اللوم على الجهود التي تبذلها الحكومة لإنقاذهم. و بعد أشهر من إنتهاء محنتهم، واصل الرهائن إعلان ولائهم لخاطفيهم إلى حد رفض الشهادة ضدهم، بالإضافة إلى مساعدة المجرمين في جمع الأموال للدفاع القانوني عنهم. طريقة نجاة منتشرة : رد فعل الرهائن كان سلوكاً غريباً و يثير التساؤلات. و قد تم إجراء الأبحاث لمعرفة إذا كان حادث سرقة البنك هو حادث نادر, أو أن هناك رهائن آخرين في ظروف مماثلة حدث لهم نفس التعاطف، و الترابط و المساعدة ل خاطفيهم. و وصل الباحثون إلى نتيجة, و هي أن هذا السلوك كان منتشراً جداً. حالات شهيرة ل متلازمة ستوكهولم : في 10 يونيو 1991 قال شهود عيان انهم رأوا رجلاً و إمرأة يختطفون طفلة بالغة من العمر 11 عاماً و إسمها (جيسي لي دوغارد) عند محطة للحافلات المدرسية قرب منزلها في (ساوث ليك تاهو، كاليفورنيا). و لم يُحل لغز الإختفاء حتى يوم 27 أغسطس 2009، عندما وصلت الطفلة إلى مركز شرطة ولاية كاليفورنيا و سلمت نفسها. حيث ظلت محتجزة لمدة 18 عاماً في خيمة خلف منزل خاطفيها، (فيليب) و (نانسي جاريدو). (جيسي دوغارد) أنجبت طفلين أثناء إختطافها و أصبح عمر الطفلين 11 و 15 عاماً في وقت ذهابها الى قسم الشرطة. و على الرغم من وجود فرص كثيرة لهروبها أثناء مدة احتجازها، لكن (جيسي دوغارد) تعاطفت مع الخاطفين ك طريقة للنجاة. و توجد حادثة آخرى ،وقعت فيها (إليزابيث سمارت) ك ضحية ل متلازمة ستوكهولم بعد إختطافها لمدة تسعة أشهر و معاملتها بطريقة سيئة من خاطفيها، (بريان ديفيد ميتشل) و (واندا بارزي). حالة آخرى شهيرة في الولاياتالمتحدة ل (باتي هيرست)، و كان عمرها 19 عاماً عندما اختطفها جيش التحرير التكافلي (جيش التحرير التكافلي هو مجموعة إرهابية أمريكية ظهرت بين عامي 1973 و 1975 أطلقت على نفسها صفة جيش طليعي ثوري. وكان قائد تلك المجموعة دونالد ديفريز. و قامت المجموعة بعمليات سطو على بنوك وجريمتي قتل وأعمال عنف أخرى.). بعد شهرين من اختطافها، تمت مشاهدتها في صور و هي تشارك في عملية سطو على بنك قام بها جيش التحرير التكافلي في سان فرانسيسكو. و بعد ذلك تمت إذاعة تسجيل مُصوَّر من جيش التحرير, و ظهرت فيه (باتي هيرست) و هي تعلن عن دعمها و التزامها بقضية جيش التحرير. و بعد أن تم القبض على مجموعة جيش التحرير، و معهم (باتي هيرست)، قامت (باتي) بالتنديد ب جيش التحرير. و خلال محاكمتها قال محاميها أن سلوكها مع جيش التحرير كان تصرف من (اللاوعي ل البقاء على قيد الحياة). و وفقاً لشهادتها، فإن هيرست كانت مُقيدة، و معصوبة العينين و وضعوها في خِزانة مظلمة صغيرة و تم الإعتداء عليها جسدياً و جنسياً لمدة أسابيع قبل السطو على المصرف. ما الذي يسبب متلازمة ستوكهولم ؟ يمكن للأفراد أن يصبحوا فريسة ل متلازمة ستوكهولم في ظل الظروف التالية: - أن يكون الشخص المخطوف (الرهينة) متأكداً أن الخاطف لديه القدرة و الرغبة في قتله. - أن يكون الرهينة معزول عن أي شخص آخر في العالم ماعدا الخاطف. - الإعتقاد بأن الهروب مستحيل. - تضخيم التصرفات اللطيفة التي يقوم بها الخاطف و جعل الرهينة و الخاطف يهتمون ببعضهم البعض. و يعاني ضحايا متلازمة ستوكهولم بشكل عام من : العزلة الشديدة و(الاعتداء العاطفي والجسدي) مثل حالات الزواج التي تتصف بالعنف, و ضحايا زنا المحارم، و الأطفال ضحايا سوء المعاملة, و أسرى الحرب, و ضحايا الإختطاف. كل هذه الظروف يمكن أن تؤدي إلى تصرف الضحايا بطريقة متوافقة و داعمة للخاطف, ك تكتيك من أجل النجاة.