«الفجر» تحصل على أسرار جديدة فى حياة الخطيب.. أسطورة الكرة المصرية ■ أول عرض لاحترافى قدمه عمر الشريف.. وكامل أبوعلى عرض علىَّ اللعب بسويسرا بعد اعتزالى ■ أمر بترديد الناشئين ب«أكاديمية الخطيب» النشيد الوطنى بعد انتهاء التدريب يومياً ■ طالبت المايسترو بالترشح لرئاسة اتحاد الكرة فرد: «أنا صالح سليم بس لو اترشحت هسقط» بيبو، هو اللقب الأقرب لقلب الكابتن محمود الخطيب، لاعب النادى الأهلى الأسطورى، الذى احتفل منذ أيام قليلة بعامه ال62، لأنه الاسم الذى طالما تغنت به جماهير القلعة الحمراء، التى وضعت لاعبها ضمن قائمة أشهر من لمسوا كرة القدم فى إفريقيا خلال ال50 عاماً الماضية. حب عشاق الكرة للخطيب لم يأت من فراغ، فطالما أسعدهم بيبو وكان عند حسن ظنهم به، ورغم البطولات العديدة التى جلبها لناديه وللمنتخب الوطنى، إلا أنه ظل متواضعاً أمام صوت الجماهير بشكل لا يمكن تخيله. كنت من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة لقاء «الخطيب» والجلوس معه ساعتين تقريباً بمقر أكاديمية الكرة بمدينة 6 أكتوبر والتى يمتلكها، للتحضير لحلقة فى برنامج «حكاية وطن» الذى يقدمه الكاتب الصحفى، عادل حمودة، على فضائية النهار، عن الكابتن صالح سليم، أحد الشخصيات التى صنعت أسطورة النادى الأهلى، وكان له دور بارز فى حياة بيبو. الخطيب كان قد قرر أن يتحدث معنا عن المايسترو، لمدة 10 دقائق ولكن الحديث عن الأهلى وصالح سليم، استمر 25 دقيقة كاملة، وبمجرد انتهاء الحوار تجمع حولنا عشرات من الراغبين فى التقاط الصور التذكارية مع بيبو، جميعهم وأنا منهم، لم نر الخطيب فى الملاعب، ولكن أسطورته انتقلت إلينا بشكل تلقائى ممن شاهدوه، ولم يرفض الخطيب أى طلب بالتصوير معه، لأنه كان سعيداً، ومتواضعاً بشكل لا يمكن وصفه، ولم يبد أى ضيق من مرور الوقت الطويل لتجهيز اللقاء. حب بيبو للنادى الأهلى وصالح سليم، ومصر، كان واضحاً بشكل لا التباس فيه، كانت عيناه تلتمعان بوضوح عندما تأتى أى من الكلمات الثلاث على لسانه، وعرفت بعد انتهاء اللقاء أنه وضع تقليدى فى أكاديمية الخطيب فى مدينة 6 أكتوبر، بترديد جميع الناشئين فى الأكاديمية للنشيد الوطنى بعد انتهاء التدريب وبحضوره شخصياً. رغم شهرته الطاغية التى لا تمسها السنوات الطويلة التى مرت منذ ودع الملاعب 28 سنة، إلا أن الخطيب ملتزم بالمواعيد إلى أقصى درجة، والتأخر عن موعد معه هو الأمر الوحيد الذى يمكن أن يبدل ملامحه من الهدوء إلى الغضب ولو كان التأخير دقائق معدودة، ويدفعه إلى إلغاء اللقاء لالتزامه مع آخرين لا يود التأخر عنهم ولو جزء من الدقيقة. «الهزيمة دافع ليك، والفوز المبالغ بداية الخسارة» هذه الكلمات قالها المايسترو صالح سليم، إلى الخطيب عندما تلقى خلال عضويته بفريق الشباب بالنادى هزيمة، ولا يزال بيبو يتذكر هذه الكلمات رغم مرور سنوات طويلة عليها، المايسترو قال أيضاً لبيبو الذى لم يكن بدأ مشواره الطويل مع القلعة الحمراء «أجيال الأهلى تُسلم بعضها، وأهم قاعدة هى الحفاظ على مبادئ وقيم النادى التى يشتهر بها». الخطيب قال إن أهم ما يميز الأهلى هو أن الأجيال تسلم بعضها بعضاً وهو أمر رائع جداً، لافتا إلى أنه بعد مرور 6 أشهر من اللعب فى النادى، أصبح ضمن الفريق الأول، وبدأت الجماهير تتعرف على اسمه وبدأت الثقة بداخله تزيد، وقتئذ قال له الكابتن صالح سليم: «أنا كلمتك وقت الهزيمة وطلبت منك ترفع راسك، دلوقتى لازم تحمد ربنا، بس الفوز ميخلكش تبقى مغرور، ولا إنك عملت كل حاجة فى الكورة، أنت لسه فى بداية المشوار ودى من الحاجات المهمة اللى دايما برددها». وكشف الخطيب أنه بعد انتهاء التمرين بالنادى أبلغوه أن الكابتن صالح يريده فى مكتبه فتوجه إلى هناك على الفور، حيث كان يجلس معه الفنان عمر الشريف، وأبلغه المايسترو أن الفنان المصرى يحمل عرض احتراف لبيبو مع فريق «سانتي» الفرنسى، وحينها نصحه المايستر والشريف: «بلاش، متدخلش نفسك فى الموضوع، بس أنا قولت أبلغك الرسالة عشان تبقى عارف». والخطيب يتذكر اليوم الذى حصل فيه النادى الأهلى على لقب نادى القرن فى إفريقيا، «كان الكابتن صالح برة مصر، والمجلس قرر وقتها إن لو الكابتن صالح مش هيروح أنا ساعتها اللى هروح استلم الجايزة من جنوب إفريقيا»، ولما عاد المايسترو من الخارج أبلغه بانه سيسافر وعدلى القيعى لاستلام الجائزة. وروى الخطيب رحلة السفر إلى جنوب إفريقيا التى استغرقت 8 ساعات، «طوال الرحلة تناقشنا فى أمور إدارة النادى، وليس فى ترتيبات استلام الجائزة، لأن كل شىء كان مرتباً بشكل دقيق». صالح كان الاسم الذى تكرر طيلة لقائى بالأسطورة بيبو: «صالح سليم ليس ديكتاتورياً كما يعتقد البعض، ولكنه كان رجلاً ديمقراطياً، يأخد برأى الجميع حتى إن كان مخالفاً لرأيه الشخصى، وكان دائما يقول عضو مجلس الإدارة، عضو مجلس جوه أوضة الاجتماعات، لكن أول ما يخرج فهو عضو عامل فى النادى فقط». وعن قصة اعتزاله، تذكر الخطيب آخر لحظاته فى الملاعب بقوله: «آخر مباراة لعبتها كانت ضد فريق الهلال السودانى فى نهائى بطولة دورى أبطال إفريقيا، ولعبت 10 دقائق فقط، وأصبت إصابات لا علاقة لها بكرة القدم، وحينها كان كابتن صالح خارج مصر، وسألنى عن مدى قناعتى بالقرار ونقلت له حزنى الشديد، ورويت له كواليس الاعتزال فقال لى: اللاعب الصح هو اللى يقدر ياخد قرار الاعتزال بنفسه، متسيبش حد ياخد لك قرار الاعتزال لا مسئول ولا جمهور ولا إعلام». بعد اعتزاله ب6 أشهر، كاد الخطيب أن يعود للمس الكرة مجدداً «جاء لى صديقى كامل أبوعلى وكان حينها عضواً فى مجلس إدارة ناد سويسرى وعرض على اللعب لمدة عام هناك، وفكرت جدياً فى العودة للملاعب، ودخلت معسكرا قاسيا جداً، وشعرت أثناء التمرين بأننى قادر على العودة، وفور عودة صالح سليم من الخارج، توجهت إلى مكتبه بالزمالك، وأبلغته بعرض كامل أبوعلى، واشتياقى للكرة، فقال لى بص يا محمود هتروح سويسرا، هتلعب أول ماتشين هتقلب الدنيا وهيقولوا النجم ده كان مستخبى فين، بس بعد كده يابنى هيخلوا عيل عند 17 أو 20 سنة يمسكك ويفضل يضرب فيك». ونوه الخطيب إلى رواية المايسترو له، بأنه لو كان احترف فى الصغر كان سيكون له شأن آخر، لكن حظه السيئ أن عرض الاحتراف جاء عقب الاعتزال، ونصحه بعدم العودة للملاعب، وبالفعل أبلغ بيبو كامل أبوعلى، برفضه للعرض السويسرى. وأوضح الخطيب فى حديثه أنه فى عام 1975 كان أداء المنتخب الوطنى سيئا، وهناك بعض المشكلات فى الإدارة، وفوجئ حينما دخل النادى قبل موعد التدريب بساعات بوجود الكابتن صالح و40 شخصاً حوله يتحدثون عن الأوضاع فى اتحاد الكرة، وجلست معهم استمع للحوار، وبعد نصف ساعة من الاستماع لحديث المايسترو قلت له: «طالما هناك خطأ فى الإدارة ليه متترشحش لاتحاد الكرة وتحل الأزمة؟»، صمت لدقيقة وجاء رده الذى كان بمثابه الصدمة لجميع الحضور: «عارف يا محمود يا ابنى أنا اسمى صالح سليم، لكن لو دخلت انتخابات اتحاد الكورة هسقط»، وهنا أبدى الخطيب استغرابه الشديد من الرد.