نجح السيناريست والمخرج د.عصام الشمّاع، في خلق الفرصة لمسلسله "الكبريت الأحمر"، ليحظى بنسب مشاهدة كبيرة بالرغم من عرضه خارج السباق الرمضاني، وشاء القدر أن يرى النور بعد عدد من الأزمات الإنتاجية واستغراق تصوير أحداثه عامين كاملين، في حين لعبت القصة التي كتبها "الشمّاع" دورا هاما في نجاح العمل لدى الجمهور، وظهر ذلك من خلال ردود الأفعال الإيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا". وفي السطور التالية، يكشف "الشمّاع" عن تجربته في تأليف "الكبريت الأحمر"، وإشرافه على تنفيذ المسلسل، من حيث أعمال المونتاج والمكساج قبل عرضه للجمهور، وإلى نص الحوار: كيف جاءت فكرة مسلسل "الكبريت الأحمر"؟ جاءتني الفكرة بسبب رغبتي في تقديم عمل فني يتناول العلاقة بين العلم والخرافات في المجتمع، ومن هنا انطلقت في كتابة مسلسل "الكبريت الأحمر" واستعنت بالكثير من الكتب حتى أتمكن من عرض القضية بالشكل العلمي الصحيح، وحرصت على الدخول في العمق و"أجيب من الآخر" بعكس الأعمال الأخرى التي عرضت الموضوع نفسه في السينما والدراما، والتي أرى أن بعضها تناول الفكرة اعتمادا على بعض المفاهيم التقليدية المتعارف عليها باستخدام المؤثرات البصرية التي تعطي نوعا من الإثارة في الأحداث. وهل ستتضمن النهاية مفاجآت للجمهور؟ لا يمكنني الحديث عن نهاية أحداث المسلسل، لأنه ما زال يُعرض حتى الأن، لكني أترك النهاية مفتوحة لترك مساحة من التفكير للمشاهد، والنهاية لا تتضمن انتصار جهة محددة على الأخرى، فيراها من يريد انتصار لفكرة السحر والشعودة على العلم، ويراها من يريد انتصار للعلم على هذه الخرافات، وأشارك في عملية المونتاج قبل عرض الحلقات، حتى أحافظ على التوازن في عرض الأحداث، خاصة بعد اعتذار المخرج خيري بشارة عن استكمال المسلسل، بعد تصوير 95% من أحداثه، فكان لزاما عليّ أن أتابع أعمال المونتاج والمكساج مع المخرج الجديد سيف يوسف. وما رأيك في أداء أبطال المسلسل لأدوراهم؟ حقيقة أريد أن أشكر جميع صناع هذا العمل، بداية من الأبطال أحمد السعدني، وداليا مصطفى التي أعتبر دورها مفاجأة كبيرة لي وللجمهور، وعبدالعزيز مخيون الذي أدى دوره بطريقة رائعة، مرورا بالممثلين مع اختلاف مساحات أدوارهم ولكن كانت جميعها مؤثرة في الأحداث، كما أنهم حرصوا على الالتزام بتفاصيل القصة والحوار كما كتبتهما، فجاءت الشخصيات مختلفة ومتنوعة، حتى التي جمعتها نفس الظروف والبيئة المحيطة، مثل "سندس" و"صفية"، وكذلك "جيرمين" و"إلهام". هل قصدت الإشارة إلى فشل ظباط الشرطة في الإمساك بالدجّالين؟ بالطبع أقصد هذا، لذلك اخترت أن تدور جميع الأحداث حول شخصية "معتز" التي يجسدها أحمد السعدني، وهو ضابط شرطة يقع في مواجهة "شمس" الذي يجسده عبدالعزيز مخيون، وهو رجل له اتصال بالجن ويسخرهم لتحقيق ما يريد ويحصل على المال من قاصديه في المقابل. كيف ترى حال السينما في الوقت الحالي؟ تعاني السينما من تراجع شديد يؤثر بشكل سلبي على صناع الأفلام، فيقدمون أعمال سيئة للجمهور، ويحكمون على نجاحها من خلال مواسم الأعياد وإقبال جمهور الشباب الذي يدفع "العيدية" ثمنا لتذكرة مشاهدة الأفلام الجديدة، وأرى أن الأمل الباقي هو الدراما والمسرح، وأتوسم خيرا في المواهب الشابة الموجودة على الساحة الفنية، ولكني لا أرى أملا في عودة السينما المصرية لمجدها السابق. أخيرا.. كيف رأيت الأعمال الدرامية التي عُرضت في رمضان؟ شهد الموسم الرمضاني هذا العام تقديم أعمال درامية شديدة التميز، ومنها مسلسل "ونّوس" من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني، وكذلك مسلسل "أفراح القبة" وهو تجربة رائعة جدا، أخرجها محمد ياسين، أحد أعلام فن الإخراج وأصفه دائما ب"المرعب"، وأرى أن موهبته الإخراجية تضاهي بل وتتفوق على مخرجين عالميين أمثال يوسف شاهين.