أكد أحمد بن محمد الجروان - رئيس البرلمان العربي - أن التجربة البرلمانية المصرية، تجربة رائدة وتعتبر مصدر أمل للعرب في التنمية، ومواكبة العصر والتصدي لظاهرة الإرهاب، وتضافر الجهود لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. وقال "الجروان" - في كلمته خلال احتفالية البرلمان المصري بمرور 150 عامًا على تأسيسه -: لقد شهدت الحياة السياسية المصرية طفرة من الحراك الشعبي بقيام ثورتي 25 يناير و30 يونيو، واستحقاقاتها الانتخابية التي واكبها البرلمان العربي ليتمخض عنها مجلس النواب المصري الحالي، ليكون علامة فارقة في تاريخ الحياة النيابية في مصر، والذي يمثل أحد الطفرات سواء في الاختصاصات الدستورية أو تنوع التمثيل لفئات المجتمع المصري وأخصها بالتمثيل المشرف للمرأة المصرية بنسبة 15%. وشارك في الاحتفالية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، و19 من رؤساء البرلمانات والمنظمات العربية والأفريقية و15 وفدًا برلمانيًا من دول العالم. وتابع "الجروان" أنه لمن دواعي السرور، أن أقف اليوم، ومن على هذا المنبر لمشاركة جمهورية مصر العربية، مصر العروبة، مصر الحب والسلام، احتفالية البرلمان المصري بمناسبة مرور 150 عام على إنشائه. وواصل "الجروان": مائة وخمسون عامًا بدءًا من العام 1866، تقف شاهدة على عراقة التجربة النيابية المصرية، التي قدمت نموذجا بين برلمانات العالم، والتي بنيت على أعرق ما توصلت إليه التجارب البرلمانية العالمية آنذاك، مائة وخمسون عاما، من العطاء والترسيخ لقيم الممارسة الديمقراطية، كمنارة ونبراسا استلهمت من فيضها الشعوب العربية والأفريقية النموذج والقدوة، فخرج مجلس النواب المصري المنتخب عام 1881 من رحم الثورة العرابية، ممتلكا اختصاصات رقابية لأول مرة، مقدما نموذجا في النظام البرلماني. وأشار "الجروان" إلى أن الشعب المصري العظيم قدم، بتلاحمه خلف قيادته الحكيمة، مثالًا يحتذى في العمل الدؤوب للخروج بمصر إلى بر الأمان، مشيدا بدور الشباب المصري الذي كان من بين الطلائع التي مكنت مصر من إحداث التغييرات الضرورية في مسارها لإرساء الديمقراطية وتجسيد أهداف خارطة الطريق بمراحلها الثلاث. وثمن "الجروان" دور المرأة المصرية في مشاركتها في صناعة المستقبل الواعد لمصر وللأمة العربية ضاربةً بذلك أروع الأمثلة في التفاني والعمل الجاد. وأشاد رئيس البرلمان العربي بالدور العظيم للقوات المسلحة المصرية وقوات الأمن وتقدم لهم بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات في ذكرى نصر أكتوبر العظيم الذي سيظل مبعثا للاعتزاز والافتخار، داعيًا المولى عز وجل، أن يؤيدنا بنصر من عنده لتحقيق آمال الأمة العربية، فيسود السلام العادل في الشرق الأوسط والعالم أجمع. ولفت "الجروان" إلى أن مصر العروبة، الحاضنة للحب والسلام، تعد مثلًا رائدًا في التنمية والاستثمار، وأرضية صلبة قوية في دفع عجلة التنمية في المنطقة، لما تتميز به من قوة بشرية هائلة في المنطقة، وبوابة التجارة إلى العمق الأفريقي، الشريك في التنمية، كما أن قنوات السويس الحديثة والمتطورة، والموانئ الجوية والبرية والبحرية، تعزز ثقافة الشعب المصري المنفتح على العالم، وعلى الشراكة الدولية، ورسالته للعالم بأن العالم العربي شريك أصيل في التنمية والتطوير. وطالب "الجروان" - في ختام كلمته - بتضافر الجهود البرلمانية مع الجهود الحكومية من أجل مواجهة الإرهاب حيث أن هذه الظاهرة المقيتة التي تطورت بشكل مخيف ومريب في الوقت نفسه، بعد ما انكشفت استعمالاته لزعزعة استقرار دول بل ومناطق بكاملها وأصبح يوفر الغطاء لتدخل قوى أجنبية في شؤون الدول الداخلية، متمنيا استلهام هذه الأجواء الاحتفالية المتزامنة مع نصر وعزة أمتنا العربية بنصر أكتوبر لبذل الغالي والنفيس لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا حول العالم.