45% من المدارس لم تتسلم حصتها من الكتب.. وتخزين كتب الفصل الدراسى الثانى فى الأمن المركزى.. يستعد 20 مليون طالب بالمراحل التعليمية قبل الجامعية للعام الدراسى 2016/2017، الذى سيبدأ يومى السبت والأحد المقبلين فى كل مدارس الجمهورية. وقالت وزارة التربية والتعليم إن كل الأمور تسير على ما يرام، بعدما طبعت نحو 86% من كتب الفصل الدراسى الأول، وهو الأمر الذى حدث بالفعل، لكن المديريات التعليمية بمختلف المحافظات لم تتسلم هذا الكم من الكتب التى أعلنت الوزارة عن الانتهاء من طباعتها. ويبدو أن العام الدراسى الجديد سوف يشهد المزيد من المفاجآت غير المحمودة، والتى قد تؤدى إلى حدوث كوارث بسبب أعمال الصيانة التى تتم فى المدارس، خصوصًا بعدما شهد العام الماضى وفاة أكثر من 10 طلاب داخل أسوار المدارس؛ بسبب وقوع الأبواب أو جزء من السور عليهم. ووصلت الكتب التى أعلنت وزارة التربية والتعليم عن الانتهاء من طباعتها بالفعل إلى مخازن الوزارة، إلا أن الأزمة -بحسب المعلومات التى حصلت عليها «الفجر»- تمثلت فى وجود ما يقرب من 30% من كتب الفصل الدراسى الأول فى مخازن الوزارة، ولم يتم تسليمها حتى الآن للمديريات التعليمية، وذلك بسبب تقاعس المديريات عن إرسال مندوبيها إلى مخازن الوزارة لاستلام الكتب المدرسية. وحتى الآن، لم يصل منذ انتهاء إجازة عيد الأضحى سوى 4 مديريات تعليمية فقط للحصول على الكتب المدرسية، بينما غابت نحو 23 مديرية بدون إبداء أسباب واضحة، وفيما يتعلق بال14% باقى كتب الفصل الدراسى الأول، فإن المطابع ما زالت تطبع الكتب، والسبب فى التأخير نوعًا ما يرجع إلى إجازة العيد. ووقعت الوزارة غرامة 2% على المطابع التى لم تسلم الكتب فى المواعيد المحددة لذلك، ويأتى فى مقدمتها مطابع المؤسسات الصحفية وبعض المطابع الخاصة، ومن المتوقع أن تصل باقى كميات الكتب وتوزيعها على المديريات التعليمية قبل نهاية الشهر الجارى، وأغلبها كتب المرحلة الثانوية. وقال مصدر مسئول ل«الفجر» إن ثلاث مطابع فقط هى التى انتهت من طباعة الكتب الخاصة بالفصل الدراسى الأول فى المواعيد المحددة، وتأتى على رأسها مطابع جهاز الشرطة، وطالبت المطابع التى انتهت من طباعة الطلبيات المخصصة منهم الوزارة بالكميات المخصصة لهم من كتب الفصل الدراسى الثانى، وهو الأمر الذى تدرسه الوزارة حاليًا، لضمان عدم تداخل كتب الفصل الدراسى الأول مع الثانى فى مخازن الوزارة. وتعكف الوزارة الآن على دراسة منحهم الكتب المخصصة لهم من الفصل الدراسى الثانى، على ألا يقوموا بتوريد الكتب إلى الوزارة إلا بعد تسليم كتب الفصل الدراسى الأول إلى المديريات وخلو المخازن من الكتب نهائيا، وعرض مسئولو مطابع الشرطة على الوزارة أن يتم تخزين كتب الفصل الدراسى الثانى فى مخازن الأمن المركزى حتى تخلوا مخازن الوزارة، ليتم بعد ذلك نقلها إلى مخازن الوزارة لتبدأ بعدها المديريات التعليمية فى استلام كتب الفصل الدراسى الثانى من المخازن. ونتيجة لذلك، عنف وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى مديرى المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، وطالبهم بضرورة إرسال المندوبين لاستلام الكتب من المخازن، وتسليمها للمديريات، التى تقوم بعد ذلك بتسليم الكتب إلى الإدارات التعليمية الفرعية، التى ستتولى فى النهاية تسليم الكتب مباشرة إلى المدارس. واعترفت مصادر بوزارة التربية والتعليم، بمعاناة الوزارة من مشكلة كبيرة فى تسليم الكتب إلى المديريات التعليمية، خصوصًا فى المحافظات الحدودية، والتى تأخذ كمية قليلة من الكتب وتستغرق أسبوعاً حتى تعود مرة أخرى لاستلام دفعة جديدة، ما سيؤدى إلى تأخر وصول الكتب إلى المدارس. وتفاديًا لذلك، هناك اقتراح بوجود متعهد لخط الصعيد والمحافظات الحدودية، يكون هو المسئول عن توريد الكتب إلى المديريات؛ لأن إمكانيات المديريات ضعيفة وتستهلك وقتًا طويلا حتى استلام الكميات الخاصة بها ما يضعها فى مأزق، وهذا المقترح من الممكن أن يتم تطبيقه خلال الفترة المقبلة؛ للقضاء على ظاهرة تأخر وصول الكتب الدراسية للطلاب. والوزارة تواجه أزمة كبيرة فى كتب اللغات -بحسب المصادر- إذ أصبحت هى المسئول الأول والأخير الآن عن توريد الكتب إلى الإدارات التعليمية، وحتى الآن ما زالت الوزارة تجرى حصرًا بعدد الكتب لمدارس اللغات، والتى تم إرسالها من الإدارات التعليمية، وذلك لتحديد الكميات المطلوبة، خاصة أن هذا النظام يطبق لأول مرة، وعلى سبيل المثال فى محافظة الجيزة، حيث تمت طباعة ما يقرب من 90 ألف كتاب للغات، ومن المتوقع أن يكون العدد أكبر من ذلك، وتجرى الآن عمليات حصر للكميات الموجودة، وفى حال الاحتياج لكميات أخرى سيتم الطلب من المطابع بطباعة الكمية المطلوبة. وعلقت المصادر على انسحاب 10 مطابع من المطابع المنوط بها طباعة الكتب الدراسية، والتى كانت فى الأصل 89 مطبعة، وصلت إلى 79 بعد انسحاب عدد من المطابع؛ لعدم تمكنهم من استيراد الأوراق اللازمة لطباعة الكتب، وطلبوا من الوزارة منحهم بعضاً من الوقت لاستيراد الورق، إلا أن الوزارة رأت أن المدة التى طلبتها المطابع طويلة، وقد تؤثر على تسليم الكتب فى الوقت المناسب. فقامت الوزارة بسحب الكميات المخصصة من تلك المطابع غير الملتزمة وتسليمها للمطابع الملتزمة مثل مطابع جهاز الشرطة، أما عن حصة مطابع الأهرام والمؤسسات الصحفية والتى تم تقليلها للنصف، فتلك المطابع لم تلتزم بالمواعيد المحددة خلال العام الدراسى الماضى، لذلك قررت الوزارة منحها نصف الحصة المخصصة لها، وفى حال التزامها بالمواعيد المحددة سوف تقوم الوزارة بإسناد باقى الكمية إليها، إلا أن تلك المطابع لم تلتزم حتى الآن، ما اضطر الوزارة إلى إسناد الكميات الباقية إلى مطابع أخرى.