أظهرت بيانات من الاتحاد العالمي للصلب أمس أن إنتاج الصلب الخام في العالم زاد 1.9 في المائة إلى 134 مليون طن في الشهر الماضي مقارنة بمستواه قبل عام. ووفقا ل "رويترز"، فقد ارتفع إنتاج الصلب الخام في الصين - أكبر منتج ومستهلك للمعدن في العالم - إلى 68.6 مليون طن بزيادة 3 في المائة عن أغسطس 2015.
وحددت بكين أولويات كبرى في تقليص كل من فائض قدرات الإنتاج وفائض المخزون والاقتراض، مع التركيز على صناعة الصلب المتعثرة في البلاد التي تتهمها الصناعات المنافسة الأميركية والأوروبية بإغراق الأسواق العالمية.
وتسعى السلطات الصينية إلى تخفيض 45 مليون طن من قدرة إنتاج الصلب للعام الجاري، وأعلنت في الشهر الفائت عن إلغاء إنتاج نحو 21 مليون طن حتى يوليو.
لكن الإنتاج الفعلي للصلب الخام قد ارتفع بنسبة 3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في العام الفائت في آب (أغسطس)، على ما كشفت أرقام المكتب الوطني للإحصاءات في ارتفاع من 2.6 في المائة سجلت في الشهر السابق. وتوقع لويس كويس رئيس قسم اقتصادات آسيا في "أوكسفورد إيكونومكس، أن يبقى الاستثمار خاضعا للضغوط فيما تبقى من العام بسب تباطؤ البناء العقاري والقدرة الإنتاجية الاحتياطية في قطاعات محورية، لكن مع تعافي الأرباح الصناعية أخيرا وكذلك الاستثمار فيفترض في الضغط للأسفل أن يخف.
ويشكل الحفاظ على النمو أولوية حيوية للحزب الشيوعي الصيني الحريص على تفادي تهديد الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن البطالة، ويقول "إن تحسن مستويات المعيشة في العقود الأخيرة يعزز أحقيتها في الحكم".
وقد تبقى البطالة مستقرة رغم تباطؤ النمو نظرا إلى أن صناعات الخدمات القائمة على "العمالة الكثيفة" كانت تحتل حيزا أكبر من الاقتصاد، ونقطة واحدة من إجمالي الناتج المحلي اليوم تنشئ 1.7 مليون وظيفة، أي بزيادة 400 إلى 500 ألف وظيفة عن فترة 2011-2013.
ورغم تحقيق الأرباح المطلوبة إلا أن صناعة الصلب الصينية ترزح تحت ضغوط خفض الطاقة الزائدة في القطاع الذي يتوقع تقليص إنتاجه وتسريح بعض عماله في غضون عامين من الآن.
وقالت جمعية الصناعة المعدنية في مقاطعة خبي في شمالي الصين، موطن ربع حجم إنتاج الصلب في الصين، "إن شركات صناعة الصلب المحلية شهدت ارتفاعا قويا في أرباحها في النصف الأول من هذا العام بعد انخفاض حاد للأسعار في العام الماضي".
وسجلت شركات صناعة الصلب في المقاطعة 15 مليار يوان "2.2 مليار دولار" من الأرباح في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بزيادة بلغت نسبتها 181 في المائة.
وأضافت الجمعية أن 63 شركة من أصل 78 شركة شملها الاستطلاع في المقاطعة حققت عائدات ربحية خلال نفس الفترة، بزيادة 15 في المائة على أساس سنوي.
يذكر أن سعر كل طن من الصلب كان أرخص من كل طن من المياه النقية في النصف الثاني من العام الماضي نتيجة للطاقة الفائضة الضخمة، وتقلص الطلب في ظل تباطؤ الاقتصاد.
وكانت شركة "شاندونج" للحديد والصلب قد ذكرت في تقرير مقدم إلى بورصة شانغهاي للأوراق المالية أن أرباحها الصافية بلغت 23.15 مليون يوان "نحو 3.5 مليون دولار" في النصف الأول، بزيادة أكثر من 210 في المائة على أساس سنوي نقلًا عن الإقتصادية.