تابعت معظم الصحف العالمية الصادرة اليوم، الخميس، الجدل الدائر حول محاكمة مبارك ومكان المحاكمة وقالت جريدة لوموند الفرنسية إن الشعب المصري ينتظر بشغف بدء دراما محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، وأشارت أن مسلسل محاكمة رموز النظام الفاسد بدأت أول حلقاته بالفعل مع نقل المحاكمات على الهواء مباشرة، ولكن قمة الدراما ستبدأ مع محاكمة مبارك في بداية شهر أغسطس بتهمة إصدار الأوامر بقتل المتظاهرين خلال المظاهرات التي أسقطت نظام مبارك خلال 18 يوما مع بداية هذا العام، مبينة أن محاكمة مبارك ستبدأ في 3 أغسطس وهو التاريخ الذي تنتظره أسر الضحايا بشغف كبير بعد إصابة الكثيرين بحالة من الإحباط بعد ضم قضية العادلي وزير الداخلية الأسبق إلى قضية مبارك، وصرح أحد أهالي الضحايا قائلا " لقد تعبنا من هذه التقارير التي لا تنتهي. توفي ابن أخي أثناء الثورة، من سيأتي بحقه إذا استمرت المحكمة بتأجيل محاكمة أولئك المسؤولين عن وفاته؟. فيما قالت جريدة لوفيجارو الفرنسية، في تقرير لها على موقعها على الانترنت، إن محاكمة مبارك أصبحت موضوعا يثير الخلافات بين الثوار من جهة وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد منذ سقوط نظام مبارك، على خلفية الشائعات سواء المتعلقة بالمظاهرات أو تلك المتعلقة بصحة الرئيس السابق، قائلة "يبدو أن وضع مبارك يمزق مصر". وأضافت الجريدة الفرنسية أن رجال الجيش لم يترددوا في التخلي عن مبارك في أسابيع الثورة، ولكنهم يترددون اليوم في أن يصبحوا أول دولة عربية، بعد العراق، تحاكم رئيس الدولة السابق. ناهيك عن الضغط من المملكة العربية السعودية التي تبذل أقصى جهدها لكي تنقذ مبارك حليفها السابق من تلقي نفس مصير صدام حسين. على الناحية الأخرى، وبحسب الجريدة، يحرص الثوار في الميدان وأسر الشهداء على تحقيق العدالة في ظل تقارير مختلفة عن تدهور صحة مبارك وتكهنات بعدم إمكانية محاكمته. وأنهت الجريدة الفرنسية تقريرها بأن الاحتمالات تشير إلى إمكانية عدم محاكمة مبارك أو على الأقل عدم حضوره هذه المحاكمة، وفي نفس الوقت لن يخاطر الجيش المصري بالظهور في صورة من يحاول البحث عن أي وسيلة من أجل حماية الرجل الذي كان في يوم من الأيام من رجال هذا الجيش. أما جريدة شيكاجو تربيون الامريكية فقد نشرت على موقعها الالكتروني تقريرا عن محاكمة مبارك أشارت فيه أن اليقين المسيطر على عدد كبير من المصريين هو أن الجيش لن يحاكم قائده السابق. ونقلت الجريدة عن محمد محمود منسق حركة الشباب في السويس، قوله "لدينا انطباع الآن أن مبارك لا يزال محميا من شخص ما، ربما من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو ربما من شخص بالخارج"، وأضاف أن بعض البلدان حريصة على حماية مبارك. وأشارت الجريدة الأمريكية أن محاكمة مبارك وضعت الجيش في حرج، حيث يتعرض للضغط على جانب المتظاهرين المطالبين بمساءلة الرئيس المخلوع وعلى الجانب الآخر تضغط دول الخليج لعدم محاكمة مبارك وإهانته لأن هذا الأمر قد يشكل تهديدا لحكام هذه الدول. وأكدت الجريدة الأمريكية أن بغض النظر عن مشاعر عدم الارتياح للجيش، فإن مصير مبارك ليس أهم من حماية سمعة الجيش وضمان دوره في المستقبل، وقد يكون هذا الدور مشابه لدور الجيش في تركيا. ويقول قال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة "بالنسبة للجيش فالحفاظ على المؤسسة العسكرية وسمعة الجيش أهم بكثير من حماية مبارك".