اعتاد المصريون من آن لآخر سماع مصطلحات غريبة عن مجتمعنا، وسرعان ما ينسجون حول تلك المصطلحات العديد من الروايات، قد تكون حقيقية وقد لا تتعدى كونها محض خيال فضفاض، و«البول بارتي» أحدث تلك المصطلحات التى أحدثت جدلا فى أوساط النميمة. سألنا فى المناطق التى تقام الحفلات بإحدى فيللاتها، وقادنا البحث فى المريوطية إلى «عم سليمان»، سمسار بالمنطقة، فسألته عن إذا ما كان بإمكانه توفير شقة لى فى ذلك المحيط لأتزوج بها، كسبب وهمى لبدء الكلام معه، وتجاذبنا أطراف الحديث، ثم سألته بطريق غير مباشر عن الحفلات المشبوهة التى تقام هنا. فقال: تقصد حفلات «بول بارتى»؟ إحنا بنسمع، بس محدش بيشوف، لكن فيه أكتر من فيللا هنا بتتأجر باليوم للشباب ب10 آلاف جنيه، وده مبلغ قليل جدًا، لأن عدد الشباب بيبقى كبير، وكلهم لابسين «مايوهات»، وبيفضلوا يرقصوا ويشربوا مخدرات وخمرة لحد ما يغيبوا عن الوعى، والمنظمين أكيد بيلموا المبلغ ده بسهولة. فسألته: طيب ليه ما تدخلش الفيللا وتشوفهم بيعملوا إيه؟ أجابنى بتعجب: ندخل فين بس يا أستاذ، ده البلطجية بيحاوطوا الفيللا، ومحدش يقدر يقرب منها طول ما الحفل شغال، وبنبقى سامعين المزيكا اللى شغالة من بعيد، المنظمين بيجيبوا البلطجية من نزلة السمان، البلطجى تمنه 500 جنيه فى الحفل، وبيتحكم فيهم سمسار بلطجية، إلا أن «عم سليمان» رفض الإفصاح عن اسمه، وقال بصوت خافت: مقدرش أقولك اسمه، ده ممكن يأذينى. أشار لنا «عم سليمان» على فيللا مشهورة بإقامة تلك الحفلات بالمريوطية، فوجدناها وسط منطقة سكنية، والدخول ب1000 جنيه، واصطحاب الشاب لبنت شرط أساسى للحضور، ويحيط ال«بودى جاردات» المسلحون بالفيللا من جميع الجهات، للتأمين، ويبدأ الحفل فى التاسعة مساءً، وينتهى الساعة الثالثة من عصر اليوم التالى، وقبل بدء الحفل بساعة يغلق باب الدخول، وتوضع عليه «كامل العدد»، ومع بدء الحفل يغلق البودى جاردات جميع غرف الفيللا، حتى لا يصعد الشباب والفتيات إلى إحدى الغرف، وإقامة العلاقات الجنسية، ومن يقوم بمخالفة شروط الحفل يُطرد، وهذه الشروط هي: ألا يتعدى أحد على الآخر، او يتحرش بالفتيات، أو قيام العلاقات الجنسية، أو تصوير الحفل ب«الموبايل». ما فعلناه فى المريوطية فعلناه فى الرحاب، فوجدنا فيللا الحفل قريبة جدًا من المجمع الطبى بالمنطقة، ويتم تنظيم الحفل يوم الخميس الأخير فى كل شهر، وسعر دخول الفرد الواحد 350 جنيهًا للشاب، ومجانًا للفتاة فى الأيام العادية، أما فى الأعياد والمناسبات، فيكون سعر الشاب 500 والفتاة 400، وتوجد غرف لتغيير الملابس وارتداء «المايوهات»، ويبدأ الحفل فى الحادية عشرة مساءً، ويستمر حتى الشروق، ومع تعالى الموسيقى يلقى الشباب بأنفسهم فى حمام السباحة، ويتبادلون القبلات.