مازالت ظاهرة استهداف المصريين في ليبيا سواء كان العمال أو سائقي الشاحنات دون سائر الجنسيات، تطل برأسها من جديد، بعد تداول أنباء عن اختطاف 23 عاملا مصريا اليوم على يد مسلحين في البريقة. وشهدت ليبيا في الفترة الأخيرة العديد من حوادث خطف وقتل المصريين العاملين هناك على يد الجماعات المتصارعة منذ عام 2011 بعد سقوط نظام معمر القذافي، حيث أصبحت عمليات الخطف تجارة رائجة بين تلك الجماعات للحصول على المال، بشكل ممنهج. الإعلام الليبي: اختطاف 25 مصريا بغرض الفدية وأكد الإعلامي الليبي قصي الزوي، أن ثلاثة مسلحين يستقلوا ثلاث سيارات رباعية الدفع اختطفوا عمال مصريين يعملون في ليبيا، مشيرًا إلى أن العمال المصريين كانوا يستقلون سيارات ملاكي قادمين من منطقة "مسلاطة"، إلى "البريقة"، واستوقفتهم جماعة مسلحة وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وأضاف "الزوي"، في تصريحات صحفية له، أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في مدينة إجدابيا على علم بتفاصيل اختطاف 25 مصريًا عقب الحادث، مشيرًا إلى أن مجموعة من السائقين القادمين من منطقة البريقة كشفوا تفاصيل الحادث وعملية إطلاق النار التي تعرضت لها سياراتهم فور وصولهم إلى مدينة إجدابيا. وتوقع "الزوي"، أن يكون حادث الاختطاف لابتزاز المواطنين المصريين ومطالبتهم بدفع فدية حتى يتم الإفراج عنهم، مستبعدا أن يكون حادث الاختطاف قد تم على أيدى تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، لافتًا إلى أن العديد من العصابات المسلحة تقوم باختطاف العمالة الأجنبية في ليبيا لابتزازهم ماليا. الخارجية المصرية" نتأكد من وقوع الحادث من جانبه أكد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريحات صحفية له اليوم ، أن الوزارة تتحقق من دقة الأخبار المتناقلة حول اختطاف مواطنين مصريين في ليبيا. وشدد "أبو زيد"، التحذيرات للمواطنين المصريين من السفر إلى ليبيا في ظل الظروف الأمنية الراهنة التي تمر بها البلاد هناك، مناشدا المصريين المقيمين بالأراضي الليبية توخى أقصى درجات الحرص. محلل سياسي: لابد من تشديد الرقابة وعلق سامي عبد الخالق، محلل سياسي مختص بالشأن الليبي، أن الدولة المصرية من الصعب عليها تأمين كافة المصريين في ليبيا، لكن بإمكانها تشديد التأمين على سفاراتها، وعلى مكاتب شركات الطيران، أو على استثماراتها وشركاتها هناك، والرقابة البرية لاسيما على الحدود "المصرية- الليبية". وحذر "عبد الخالق"، في تصريحات صحفية ل"الفجر"، المواطنين من الاقتراب من أماكن المهاجرين غير الشرعيين، والسفر بشكل عام إلى ليبيا في الوقت الراهن، موضحًا أن إذا كان حال البلد المضيفة تشهد نزاعات أمنية وعدم استقرار فلن تستطيع مصر مطالبتها بحماية المصريين على أراضيها، وذلك لأنها غير قادرة على السيطرة على أرضها في وقت النزاع، فكيف ستحافظ على ضيوفها. يذكر أن في 30 يوليو الماضي، كان تردد أنباء عن خطف 12 مصريًا في طرابلس، فبعد بعد وصولهم إلى ليبيا بساعتين انقطعت أخبارهم لمدة أسبوع، وبصباح اليوم الأول من الأسبوع الثاني، وأجرت بعض المليشيات اتصالًا هاتفيًا بأحد أصدقائهم مطالبين فدية تصل إلى (2000)دينار مقابل إطلاق صراحهم.