اعترافات وزير السياحة فى حوار خاص ■ التكنولوجيا سلاح الوزارة لعودة السياحة.. ومصر تأخرت عن العالم 13 عاما.. وندفع الثمن الآن كشف يحيى راشد، وزير السياحة خلال حواره مع «الفجر»، عن خططه لعودة السياحة المصرية إلى خريطة الجذب العالمية، التى تضمنت تنوع الأسواق السياحية، وزيادتها، والاعتماد على التكنولوجيا فى الفترة المقبلة، ولم يُخف تفاؤله بانصلاح الأحوال أقرب مما يتخيل البعض. وتطرق «راشد» إلى الحديث عن بعض المعوقات التى تعوق طريق التنمية السياحية، وأبدى امتعاضه من انتقاد شركة «JWT» المسئولة عن التسويق الدعائى السياحى لمصر، وطالب بتهيئة المناخ العام لمساعدتها فى مهمتها، كما أصر على منع احتكار بعض شركات السياحة للسوق. واعترف الوزير بأن الحج والعمرة يخضعان للأهواء الشخصية، حيث تتحكم المصالح فى المنظومة المحددة لتلك الشعائر الدينية المقدسة. ■ بداية.. منذ توليك الوزارة ما الخطط التى وضعتها لجذب السائحين مرة أخرى لمصر؟ - المنظومة السياحية مرتبطة بالعديد من العناصر، والظروف الحالية سواء الأمنية، أو السياسية، مدمرة للسياحة، لكن إذا قررنا أن نقوم بتشخيص علمى لما يحدث، فلا بد أن نقوم أولا بالعمل من خلال خطط عاجلة، ولا أنكر أننا نحن من وضعنا أنفسنا فى هذا المأزق، وأزمة السياحة بخلاف الأزمات الحالية التى تعانى منها البلاد تحتل أولوية كل أجهزة الدولة. وبنظرة تحليلية سريعة، فهناك العديد من الأسباب التى وصلت بنا إلى ما نحن عليه الآن من تعطل حركة السياحة الوافدة، وأحد أهم هذه الأسباب هو عدم تحديث صناعة السياحة حتى الآن، حيث كان لا بد لنا أن نستعين بأحدث الطرق التكنولوجية، بعدما أثرت التكنولوجيا بشكل قوى على تطور العالم كله، وللأسف نحن لم نتقدم خطوة واحدة نحو هذا التطور، فنحن متأخرون عن العالم بنحو 13 عاما على الأقل، وإذا لم ندرك ذلك سريعًا سننعزل عن المنظومة السياحية العالمية. ■ سبق أن أعلنت عن إطلاق الموقع الإلكترونى للترويج للسياحة المصرية.. وهو ما لم يحدث حتى الآن.. فلماذا التأخير؟ - لدينا بعض المشكلات فى تصميم الموقع الإلكترونى، ولا نريد أن نظهر بشكل دون المستوى المطلوب، خاصة أن الموقع سيمثل الدولة، والحقيقة أنى غير راضٍ عما يتم من تقدم فيما يخص الموقع الإلكترونى، وكذلك مجموعة العمل القائمة عليه. والأهم بالنسبة لنا فى الوقت الحالى، هو الوصول لطريقة مبتكرة فى التواصل مباشرة مع السائح، ما سيحقق مردودا إيجابيا سريعا وأفضل، لكن الموقع سيرتبط بأجندة سياحية مصرية، ستتضمن فعاليات رياضية، وثقافية، وفنية، وهذا ما سيتوافق مع الفكر الذى ستتركز عليه الوزارة خلال الفترة القادمة. ■ قلت إن مصر تتعامل مع 10 أسواق فقط.. فماذا عن التنوع فى الأسواق السياحية؟ - هذا هو العنصر الثانى، أو الملف الأكثر أهمية بالنسبة للوزارة فى الوقت الحالى، وللأسف اعتمدت مصر فى تسويقها سياحيا طوال عقود ماضية على ما يقرب من 5 أسواق رئيسية، و6 أسواق فرعية، وهذا ضعيف جدًا، إذا ما قورن بدول سياحية تعتمد على 70 أو 100 سوق سياحية. ولذلك لا بد من التقدم فى تنوع الأسواق بصورة سريعة، وخلق أسواق جديدة، ولا بد أن نكون مستعدين لربط هذه الأسواق بالدعاية الجديدة التى نخططها لمصر، وكذلك ربطها بحركة طيران جديدة، ليساعدنا ذلك كله فى النهاية إلى وضع مصر على خريطة دول العالم المصدرة للسياحة. ■ هل يعنى كلامك أن منظومة الطيران تعيق حركة السياحة المصرية؟ - للأسف، ملف الطيران المدنى المصرى متأخر جدا مقارنة بكل دول العالم، فأغلب شركات الطيران العالمية سجلت تحالفات مهمة حققت مصالح بلادها، مثل تحالف «صن إكسبريس» بين لوفتهانزا وتركيا، ونحن لم ندخل فى أى منظومة من هذه المنظومات التحالفية، التى تعظم من دورنا فى مجال الطيران، وبالتالى لم نتقدم، بل رجعنا إلى الخلف. ■ المؤكد أن السياحة تأثرت بالأحداث السياسية التى شهدتها مصر.. هل هناك تحرك على المستوى السياسى لمواجهة تلك الازمة؟ - بالتأكيد، والدليل على ذلك زيارتنا منذ اسبوع للعاصمة الألمانية برلين، إذ عقدنا عدة لقاءات مهمة هناك، اختتمناها بلقاء وزير المالية الألمانى، وناقشنا الوضع بكل صراحة، وناقشنا مشكلة فرض رسوم المغادرة، التى تقدر بنحو 24 يورو على السائح الوافد إلى مصر، بينما لا تزيد هذه الرسوم على 7.5 يورو فقط حال سفر السائح إلى أى دولة أخرى. كما التقينا عددا من البرلمانيين، وأعضاء الحكومة الألمانية من منظمى الرحلات السياحية لمختلف دول العالم؛ لحثهم على زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق الألمانية إلى مصر خلال موسم الصيف الحالى. ■ تحدثنا بتفاؤل منذ توليك الوزارة عن عودة السياحة.. هل ترى ما لا يراه الذى تكسوه حالة من الإحباط؟ - بطبيعتى أنا شخص متفائل، ولابد أن نكون مستعدين للعمل الجماعى اليوم أكثر من أى يوم آخر، وينبغى أن نثق بأن الأحوال سوف تتحسن، وسنتقدم للأمام فى القطاع السياحى، ولذلك لابد أن يتكاتف الجميع للنهوض بتلك الصناعة، ودورنا كمسئولين أن نبث روح التفاؤل فى نفوس الناس، مهما أُحبط البعض نتيجة للظروف الحالية. ■ الانتقادات مستمرة بشركة «JWT» المسئولة عن الدعاية السياحية لمصر.. فما رأيك؟ - أنا لست طرفًا فيما يخص ملف «JWT»، كما يعلم الجميع، وتوليت الوزارة فى ظل العقد المبرم بينها وبين الوزارة، ولكن دعينا نضع بعض الآليات فى الحديث عن هذه الشركة، فمنذ عام تعاقدت تلك الشركة مع الحكومة المصرية، ممثلة فى هيئة تنشيط السياحة، وهذا التعاقد سيستمر لمدة 3 سنين، مقابل دعاية سياحية لمصر بمبلغ 22 مليون دولار فى السنة، وتحصل الشركة على 1٫5٪ كعمولة من قيمة الدعاية، ما يعنى أن إجمالى العمولات لا يتعدى المليون دولار فى الثلاث سنوات، وليس صحيحًا ما قيل بأن الشركة تتقاضى 50 مليون دولار. ومنذ بدأت الشركة عملها لم تقم سوى بحملة دعائية واحدة، تم إطلاقها فى السوق العربية، وعند انتهاء تلك الحملة سنقوم بعقد مؤتمر صحفى لإعلان تفاصيل الحملة ونتائجها، فنحن نعمل بشفافية كاملة. وإذا لم تحقق الشركة الهدف المنشود منها سنكون أول المعترضين على أدائها. ■ هيكلة الوزارة وهيئة التنشيط والمكاتب الخارجية ملف يثير القلق.. فماذا عن المواصفات الخاصة للقيادات الجديدة؟ - أهم ما سيميز القيادات الجديدة خاصة فى المكاتب الخارجية، أن يتحدثوا لغات عديدة بشكل ممتاز، وسيكونون متخصصين فى التسويق، فلا يجوز أن ارسل شخصًا ليس لديه خبرة فى التسويق، فما الجدوى من سفره، فهدف الهيئة هو التنشيط والتسويق السياحى، أما هيئة تنشيط السياحة، فإعادة هيكلتها تحتاج إلى خطوات، سيتم تنفيذها خطوة بخطوة، بدءًا من إعادة هيكلة المكتب الخارجية، ثم الهيكل الداخلى، لنختار الأصلح. ■ وماذا عن احتكار بعض الشركات السياحية الذى تعانى منه السوق السياحية الداخلية؟ - صناعة السياحة لا يسمح فيها مطلقًا بالاحتكار، وأنا لن أسمح بذلك، بالعكس، العمل مفتوح لجميع الشركات. ■ متى سيعلن وزير السياحة عن نقل جميع العاملين بالقطاع إلى المقر الجديد بمدينة الشيخ زايد؟ - فى الوقت الحالى الفكرة كلها تنحصر فى ترتيب الأولويات، وتتصدر تلك الأولويات عودة السياحة، واستعادة «لقمة العيش»، وعودة الحركة السياحية. ■ ماذا عن السياحة الروسية؟ - أتوقع عودتها قريبًا جدًا. ■ موسم الحج يطرق الأبواب.. ودوما يثار كلام عن التلاعب فى القرعة.. فما رأيك؟ - للأسف الشديد منظومة الحج والعمرة تتدخل فيها المصالح الشخصية، رغم محاولاتنا لفصل المصالح الشخصية عن العمل، ومازلت أقول إن مصلحة المواطن هى الأهم، ودورى هو حماية المواطن، والحفاظ على حقوقه، وعلى المجتمع التكاتف لمنع استغلال تلك الشعائر الدينية استغلالا سيئا لتحقيق مصالح البعض، ولا بد القضاء على ذلك حتى نتمكن من تحقيق العدالة الاجتماعية فى مصر. ■ سبق أن أعلنت عن نظام جديد للحج والعمرة، لكن لم تعلن عن تفاصيله.. هل هى سر؟ - ليست سرًا، ولكن هناك أفكارا ومقترحات عديدة يتم دراستها حاليًا، هدفها الأساسى خدمة المواطن الذى يرغب فى أداء فريضة الحج، بالإضافة إلى تغييرات مرتبطة بمنظومة الحج فى السعودية، وأنا مع أى نظام يبعد الاستغلال عن الحج والعمرة، لأنها تتعلق بالإنسانية، ولذلك لدينا العديد من الخطط لتطوير منظومة الحج، لكن سيتم دراستها بعد الانتهاء من حج هذا العام، علاوة على قرار مجلس الوزراء بشأن تنظيم الحج، ولا بد أن نحترم هذه القرارات.