المكتب الثقافي والتعليمي المصري بواشنطن : جهات غير رسمية تقوم بمنح الدبلومة الأمريكية للطلاب بأختام "مزورة" .. ووزارة التربية والتعليم ضعيفة التواصل معانا مصدر بالوزارة ل"الفجر ": أكثر من 84 ألف طالب حصلوا على الدبلومة الأمريكية و9000 تقدموا لها عام 2016 تعتمد منظومة التعليم الأمريكي المطبقة منذ سنوات في مصر على قيام وزارة التربية والتعليم المصرية بمنح ترخيص العمل للمدارس المصرية الخاصة التي تقدم الدراسة الأمريكية بعد حصولها على اعتماد من أحد جهات اعتماد المدارس وبالإضافة إلى ذلك تقوم هذه الجهات باعتماد شهادات الدبلومات الأمريكية الصادرة من هذه المدارس ثم توثيقها من المكتب الثقافي المصري بواشنطن، ولكن يبدو أن الدبلومة الأمريكية فى مصر قد أصابها "الشروخ والتزوير" حسبما وصف تقرير واشنطن، مما يشير بأصابع الإتهام إلى قيادات داخل منظومة التربية والتعليم سواء سابقين أو حاليين بالإضافة إلى تعاون أحد منظمات المجتمع المدني، حيث أثبت التقرير أن الدبلومة قد أصبحت فى مصر "بيزنس" يتم من خلاله تحصيل الأموال الطائلة وليس نظام تعليمي. أرسل المكتب الثقافي والتعليمي المصري بواشنطن تقرير مفصل عن منظومة الدبلومة الأمريكية في مصر ل"الهلالى الشربيني" وزير التربية والتعليم، وحصلت "الفجر" على تفاصيل هذا التقرير الذى أكد أن الدبلومة الأمريكية في مصر تعانى من مشاكل كثيرة. دبلومة "مضروبة" قال التقرير الصادر من واشنطن أن من خلال مرور شهادات الدبلومة الأمريكية الصادرة من مصر على المكتب الثقافي والتعليمي بواشنطن للتوثيق تلاحظ أن هذه المنظومة تعانى من عدد من المشاكل التي ظهرت نتائجها في عدة صور منها أن المنظومة المطبقة فى مصر والمسماة ب"الدبلومة الأمريكية" لا تتوافق مع الدبلومة الأمريكية المطبقة فى الولايات المتحددة الأمريكية لسبب أساسي وهى اعتبارها أن جهات الاعتماد هي من يمنح شهادة الدبلومة الأمريكية بل وتقوم هذه الجهات بختم شهادات الدبلومة الأمريكية الصادرة من مصر للإيحاء بذلك رغم عدم قياس نفس هذه الجهات بختم الشهادات الصادرة من الولاياتالمتحدة مما يعنى أنها "مضروبة". كما أكد تقرير واشنطن أن اعتماد الدبلومة الأمريكية فى مصر، يعاني من عدم الرقابة حيث قال التقرير نصا:" فى المنظومة المطبقة فى مصر والمسماة بالدبلومة الأمريكية فإن لدى المدارس وجهات الاعتماد سلطة كاملة لمنح وتغيير الدرجات للطلاب دون رقابة كافية، بالإضافة الى ارتفاع غير طبيعى فى درجات الطلاب فى عديد من المدارس بدون رقابة رسمية حيث يتم منح معدل تراكمي يقترب من 100% لكل أو أغلب الطلاب". ممارسات غير رسمية لم يقف الأمر عند هذا الحد، فكانت الكارثة الكبرى فى تقرير واشنطن الذى أرسل إلى وزارة التربية والتعليم، تتمثل فى أنه يوجد جهات تقوم بعمل ممارسات غير رسمية، حيث بمراجعة القرار الوزراي رقم 235 الخاص بشروط ترخيص وتنظيم عمل المدارس التى تطبق مناهج خاصة فإن تمت الاشارة لأكثر من مرة فى هذا القرار إلى مصطلح "الجهة المانحة" بينما أنه فى المنظومة الحالية تعامل جهة الاعتماد كأنها جهة مانحة حيث يطلب ختمها على الشهادات وهى ممارسة غير سليمة حيث لا يحق لجهة الاعتماد في أمريكا أن تمنح أى شهادة أو أى درجة. وأكدت واشنطن في تقريرها أيضا، على ضعف الاتصال المباشر بين كل من وزارة التربية والتعليم والمكتب الثقافي بواشنطن بشأن التنسيق العام للسياسات والممارسات المطلوب تنفيذها بشأن شهادات الدبلومة الأمريكية الممنوحة في مصر كما أن جهات الاعتماد قد أصبحت محو الاتصال بين الأطراف المختصة. لغز الأختام وحصول الطلاب على الدرجات النهائية وعن كارثة أخرى أظهرها التقرير، قال إن زيادة ظاهرة تزوير أختام المكتب الثقافي المصري بواشنطن مؤخرا ظهرت بشكل ملحوظ جدا، فى أمور متعلقة باعتماد شهادات الدبلومة الأمريكية وقد سبق وخاطب مكتب واشنطن وزارة التربية والتعليم فى ذلك الأمر من عدة أشهر ولكن دون جدوى، مؤكدا المكتب الثقافي فى واشنطن أنه يعانى من صعوبات مع بعض جهات الاعتماد خاصة الجهة الأكبر من حيث عدد المدارس والتى يتعامل معها المكتب حاليا، فإن هذه الصعوبات تتمثل فى أن أغلبية الطلاب يحصلون على درجات تقترب من المعدل النهائى للدرجات على مستوى معظم المدارس وبعضها يكون الطلاب قد حصلوا على جميعا على الدرجات النهائية مما يتنافى مع التوزيع الطبيعى المتعارف عليه للدرجات فى أى نظام تعليمى بالإضافة إلى أن بعض الجهات تمارس الضغط على المكتب الثقافى فى اعتماد شهادات قد يكون بها ملاحظات مستغلة فى ذلك بالإضافة إلى قيامهم بتوجيه أولياء الأمور بالضغط على الوزارة لطلب ختم المكتب الثقافى على الشهادات. تحصيل أموال طائلة من أولياء الأمور أما عن الجانب المالي فأكدت واشنطن أن المنظومة الحالية للاعتماد في مصر تستنفذ أموالا طائلة من خلال المصاريف التي تقوم المدارس بدفعها لجهة الاعتماد مقابل اعتماد منظومة التعليم بها بالإضافة إلى المصاريف التى يدفعها أولياء الأمور مقابل توثيق الشهادات، فإن بعض جهات الاعتماد تقوم بتحصيل مبالغ من أولياء الأمور أكثر من اللازم. مقترحات بإعادة النظر في جهات الاعتماد وفى نهاية تقريرها، قدمت واشنطن بدائل لإصلاح منظومة الدبلومة الأمريكية فى مصر، حيث طالبت بإعادة النظر في جهات الاعتماد الحالية، وأن تكون عملية قبول جهة أمريكية كجهة اعتماد لشهادات الدبلومة الأمريكية فقط عن طريق مكاتب رسمية من المكتب الثقافي المصري بواشنطن مباشرة الى وزارة التربية والتعليم المصرية، وليس من خلال المدارس المانحة بالإضافة الى إيجاد منظومة بديلة للمنظومة الحالية. 75 ألف طالب من الحاصلين على الدبلومة وفى السياق ذاته، كشفت مصادر بديوان عام وزارة التربية والتعليم و التعليم الفني، عن الأعداد الكبيرة التي تتقدم للدبلومة الأمريكية حيث يصل عدد الطلاب الحاصلين على الدبلومة الأمريكية أكثر من 75 ألف طالب، وأكدت المصادر أن سنويا بداية من 2007 حتى عام 2015 تكون أعداد الطلاب المتقدمين من 5000 طالب إلى 6000 ، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب المقدمين للحصول على الدبلومة الأمريكية لهذا العام عام 2016 يصل عددهم إلى 9000 طالب أى أن عدد الطلاب الحاصلين على هذه الدبلومة حتى الآن يصل إلى 84 ألف طالب.