مازلنا نعانى من أزمة الورق.. والرواية هى الحل قال: «أضعف الناس لديه لحظات قوة أسطورية» لا يعرف المجاملة، ويؤمن أن الصدق أقرب الطرق للحقيقة.. فنان من طراز خاص لا تشغله أى حسابات سوى الدور الجيد والمختلف.. يكره المشاهد التى لا تحمل أى مشاعر بل يعتبرها هى الأصعب على الإطلاق، ويشارك فى دراما هذا العام بمسلسل "أفراح القبة" ويلعب دور سرحان الهلالى مدير المسرح الذى تدور خلاله معظم مشاهد المسلسل. يرى سليمان أن "أفراح القبة"، الذى يشارك بطولته هذا العام مختلف جداً، عن بقية الأعمال الرمضانية، ولا تنطبق عليه قواعد الدراما التليفزيونية التقليدية، لأنه تركيبة مختلفة، يعرى التفاصيل الداخلية للمجتمع ويغوص فيما وراءها بشكل إنسانى صادق. يرى "سليمان" أن المشهد الذى جمع بينه وبين إياد نصار، وقدما مقاطع من مسرحية هاملت لم يكن به أى مجال للاستعراض إنما هو مشهد به كم كبير من الصدق والإحساس، وهو عبارة عن شقيقين فى حالة "سكر"، وهناك كم كبير من الاعترافات الصادقة. وقال سليمان: "حسبتى لم تتغير على الإطلاق فى اختيارات الأعمال وهذا المسلسل ليس هو الأول فى تاريخى الذى يكون بطولة جماعية، والسؤال الأهم هو هل المسلسل قيم أم لا؟، ولا يشغل بالى أى حسابات أخرى". ويؤكد سليمان أن الدراما العربية ما زالت تواجهها "أزمة الورق"، والعودة للرواية العربية، وتاريخها العظيم يعد جزءاً من حل الأزمة، وقال: "يجب الاستفادة من الرواية قدر الإمكان خاصة أن نسبة القراءة تكاد تكون معدومة وأصبحنا بعصر الصورة، كما أن هناك عملين هذا العام كلاهما أكثر من رائع الأول فى مصر "أفراح القبة" لنجيب محفوظ والثانى فى الخليج ومأخوذ عن رواية "ساق البامبو" وهو ناجح جداً، وأنا من قبل شاركت فى مسلسل مأخوذ عن رواية فى مصر وهو مسلسل "الشوارع الخلفية" لعبد الرحمن الشرقاوى والثانى "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمى وأنا أحب الأعمال المأخوذة عن رواية ولا أقصد أن كل أعمالنا تكون عنها لكن قدر الإمكان لأنه لدينا تاريخ كبير جداً كما أن الرواية تضيف وترفع من قيمة العمل". وعن التعاون مع المخرج محمد ياسين فيقول سليمان: "ممتع ومرهق فى نفس الوقت، ممتع لأنه يغوص فى جميع التفاصيل حتى لو كانت صغيرة جداً، ويدخل فى عوالم الشخصيات ويبحث عن اللمعة الإبداعية لدى الممثل ويستفزه ليخرج أفضل ما لديه، ومتعب لأنه ليس لديه أى تنازلات، ويعمل لفترات طويلة دون كلل أو ملل بإتقان شديد وكل المشاهد بالنسبة له "ماستر سين" ولا يعجبه أى شيء. أما عن أصعب المشاهد بالنسبة له يقول سليمان تلك التى ليس بها مشاعر، والتى تكون فيها أوامر أو اجتماعات عكس ما يظن البعض أن المشاهد التى تجمعنى ب " إياد" أو غيره هى الأصعب لكن هى فى واقع الأمر أسهل ما يكون بالنسبة لى لأنها مليئة بالمشاعر والأحاسيس وبالتأكيد هذه المشاهد ليست بالنسبة لى فرد عضلات. أما عن شخصية "سرحان الهلالى" الذى يعمل مديراً للمسرح ويقدمه فى المسلسل فقال:"أنا قابلت مثله كثيراً فى مصر حينما جئت لأنه ليس موجوداً بكثرة فى سوريا لأنه فى الغالب المسرح ملك للدولة هناك لكن هنا الأمر مختلف". ويرى سليمان أن "سرحان" الحقيقى كشخصية ظهر كبنى آدم ضعيف وهش من الداخل لكنه يغلف نفسه بغلاف قاس من الخارج بل بارع جداً فى ذلك ولديه مشكلة كبيرة مع والدته، وتركت أثراً كبيراً بداخله جعلته لا يثق بأحد، وليس له أصحاب من العلاقات الطويلة والممتدة لأنه يثق أن آخرها خيانة و"سرحان" لا يسمح لأحد أن يدير حياته بل هو أحيانا يدير حياة من حوله لكنه هو فى الحقيقة ضعيف جداً كشقيقه "طارق"، وظهر ذلك جداً فى مشهد حينما كان مخموراً مع شقيقه. وتابع: "لم نتأثر نحن كأبطال بتغيير مؤلف العمل سواء حينما ترك أمين راضى المسلسل أو حينما جاءت نشوى زايد للكتابة فالشركة والمنتج جعلا الأبطال خارج تلك الحكاية لذا لم نفصل أوننشغل وكانا كلاهما بارع فى إدارة تلك الأزمة والحمد لله خرج العمل فى أبهى صورة". وأكد سليمان أن البطولة الجماعية ليست موضة فى الدراما ولا العكس صحيح لكن هناك موضوعات تتطلب أبطالا وشخصيات كثيرة وموضوعات أخرى لا تحتمل ذلك. وتحدث سليمان عن الفنان محمود حميدة وأكد أنه لا يعرف سر اعتذاره عن الدور الذى يقوم ببطولته، رغم أنه على يقين أنه كان سيؤديه بشكل رائع وجميل لأنه ممثل من العيار الثقيل. يعترف سليمان أنه أحياناً يحدث ما يسمى بالموضة فى الفن والظاهرة وسرعان ماتختفى ويظل الفن الجيد فقط، وحدثت كثيراً فى الوطن العربى، وفى هوليود كانت هناك ظاهرة كبرى اسمها "سلفيستر ستالونى"، كان أهم من آل باتشينوو وروبرت دى نيرو أين هو الآن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح". وعن جديده قال: أنا بصدد التحضير لتصوير الجزء الثانى من مسلسل "أفراح إبليس" بعد الانتهاء من شهر رمضان، وهذا المشروع كان منذ فترة طويلة وليس مستحدثاً أقصد من ذلك لكن تعطل لعدة أسباب منها مرض الكاتب الصديق الراحل محمد صفاء عامر كما أنه فى نهاية حلقات الجزء الأول كتب إلى اللقاء فى الجزء الثانى". وتابع: "أنا أحب الأدوار الصعيدية وكذلك البدوية والتاريخية وأستمتع أثناء تجسيدها كما أننى أبحث عن الدور الجيد فى النهاية، ليس شرطا أن يكون لشخصية قوية لأننى أؤمن أن حتى أضعف الناس لديه لحظات قوة أسطورية وأقوى الناس لديه لحظات ضعف صادمة هكذا البشر ويبرع المؤلف حينما يتحدث عن كلا التناقضات بصدق. ويعكف سليمان على كتابة رواية لبطل سورى الجنسية يحبه كان ماركسياً وقضى سنوات طويلة داخل محبسه وأثناء الأحداث الأخيرة اكتشفوا أنه ينتمى لجبهة النصرة، ومازالت الرواية فى طور الكتابة.