لم يتمكن مبعوث الاممالمتحدة الذي يحاول ايجاد وسيلة لانهاء الحرب الاهلية في ليبيا من تحقيق تقدم ملموس اثناء زيارة لطرابلس لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء يوم الثلاثاء. وأبلغته الحكومة الليبية بأنه يجب على حلف شمال الاطلسي ان يوقف الهجمات الجوية قبل ان يصبح من الممكن بدء أي محادثات وان دور معمر القذافي غير قابل للتفاوض مع ان المعارضة والغرب يصران على ضرورة تنحيه عن السلطة.
وتخلت بريطانيا وفرنسا اللتان تنفذان معظم هجمات القصف التي يقوم بها حلف الاطلسي عن اصرارهما على مغادرة القذافي للبلاد في اطار أي تسوية في تخفيف فيما يبدو لموقفهما.
ووصل مبعوث الاممالمتحدة عبد الاله الخطيب الى العاصمة طرابلس قادما مباشرة من محادثات مع المعارضين في معقلهم الشرقي في بنغازي يوم الاثنين.
واجتمع مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي الذي قال أنهما أجريا حوارا مثمرا بشأن تنفيذ قرارات الاممالمتحدة وليس التفاوض على انهاء الصراع المستمر منذ خمسة أشهر والذي لا يبدو أن لاحد من الجانبين اليد العليا فيه.
وقال المحمودي في مؤتمر صحفي بعد المحادثات مع مبعوث الاممالمتحدة ان الهجمات الجوية يجب ان تتوقف على الفور وبغير ذلك لا يمكن اجراء اي حوار او حل اي مشكلة في ليبيا.
وسئل ان كان ابلغ المبعوث ان وضع القذافي غير مطروح للتفاوض فقال "تماما".
ولم يتسن على الفور الاتصال بالخطيب للتعليق.
وفي لندن دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ونظيره الفرنسي الان جوبيه مرة اخرى القذافي الى التنحي عن السلطة لكن فيما يتعلق بامكانية البقاء في ليبيا قال الاثنان ان الامر متروك لليبيين لكي يتخذوا قرارا بشأنه.
وقالت بريطانيا انها لم تغير سياستها لكن تعليقات هيج تم تفسيرها على انها تأييد ضمني للاقتراح الذي طرحته في الاسبوع الماضي فرنسا بأنه يمكن للقذافي ان يبقى في ليبيا.
وكان زعيم للمعارضة قد وافق فيما يبدو هذا الاسبوع على الرأي الذي يمثل تغيرا كبيرا عن المطالب السابقة للمعارضين بأن يتنحى ويحاكم في اتهامات جرائم حرب في لاهاي.
ويقترب موعد انتهاء المهلة بالنسبة للتحالف الذي يتزعمه حلف الاطلسي الذي ينتهي تفويض الاممالمتحدة له بالقيام بعمل عسكري خلال شهرين.
وتراجعت الامال بامكانية التوصل الى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في الاسبوع القادم.
ويسيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على ثلث البلاد وبصفة رئيسية في الجزء الغني بالنفط مثل الجبل الغربي قرب العاصمة وجيب يضم ميناء مصراتة.
وقالت مستشفيات في مصراتة ان ثلاثة من مقاتلي المعارضة قتلوا بالقرب من المدينة يوم الاثنين وان 11 جرحوا في القتال الذي دار اليوم الثلاثاء.
ولم يتمكن المعارضون من احراز تقدم حاسم ضد القذافي حتى مع دعم حلف الاطلسي واتهموا الجزائر بدعم قواته وغض الطرف عن شحنة اسلحة.
وواصل حلف الاطلسي ضرباته ضد قوات القذافي في انحاء ليبيا وضرب مرتين وسط طرابلس يوم الاثنين وقالت بريطانيا انه لن يحدث توقف للقصف اثناء شهر رمضان.
وأيد القذافي الحوار مع المعارضة والغرب. ولكن لم يظهر اي مؤشر على موافقته على التنحي عن السلطة.
وناقش الخطيب الذي اجتمع مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي المعارض في بنغازي يوم الاثنين امكانية اطلاق "عملية سياسية" تنهي الحرب التي فشلت في الاطاحة بالقذافي رغم أشهر من هجمات مقاتلي المعارضة التي تدعمها الغارات الجوية لحلف شمال الاطلسي.
وقال لرويترز انه لم يضع خطة أمامهم وانه بحث الافكار والاراء بشأن كيفية اطلاق عملية سياسية تحقق حلا سياسيا.
وقال ان افكاره تشمل هدنة وبالتزامن انشاء الية لادارة فترة انتقالية. ولم يذكر تفاصيل.
وقال محمود جبريل العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي لرويترز بعد محادثاته مع الخطيب ان المعارضة لن تقبل اي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي من السلطة كخطوة اولى نحو السلام.
لكن قادة المعارضة اعطوا اشارات متضاربة في الاسابيع القليلة الماضية حول تقبلهم فكرة بقاء القذافي واسرته في ليبيا اذا تنازل عن السلطة.
وفي احدث تصريحات في هذا الشأن قال مصطفى عبد الجليل وهو من قادة المعارضة لصحيفة وول ستريت جورنال ان هذا يمكن قبوله.
ونقلت عنه الصحيفة قوله "القذافي يمكنه البقاء في ليبيا لكن لنا شروطا. سنقرر اين يبقى ومن سيراقبه. ونفس الشروط تنطبق على اسرته."
ويبدو من المستبعد أن تنجح المعارضة التي تفتقر الى التسليح الكافي في الاطاحة بالقذافي قريبا. وأعلنت الاسبوع الماضي تقدمها على عدة جبهات وانها كادت تسيطر على مدينة البريقة النفطية لكنها قالت لاحقا ان حقول الالغام ابطأت تقدمها.
وعانت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون من نقص الوقود اثر اندلاع حريق في مستودع بعد هجوم صاروخي لقوات الحكومة الليبية. (رويترز)