■ والد الضحية: المشرفون كانوا يعلمون بالواقعة.. ومدير الجمعية: الكلمة الأخيرة للنيابة لا يمكن تسمية ما حدث فى الملجأ التابع لجميعة «م.أ» ، سوى أنه فضيحة، وليس مجرد جريمة، حيث وصل إهمال إدارة الجمعية، وتقاعسها، إلى غرق الأطفال الأيتام فى لذات محرمة، باغتصاب زميل لهم يصغرهم سنا، لمدة عام كامل. الجمعية التى بنت أقدم ملجأ فى مصر عام 1908، ملحق بها مدرسة مشتركة تضم ثلاث مراحل دراسية، من الابتدائى وحتى الإعدادى، كانت محل بلاغ قدمه والد أحد الأطفال، قال فيه، إن نجله ذا ال10 سنوات، تعرض لاغتصاب على يد خمسة أطفال، ما أصابه ب «تهتك فى المؤخرة»حيث استمر الاعتداء عليه، لفترة زمنية طويلة..وقال «هشام.ر» والد الطالب محمد، فى المحضر رقم 2336 بقسم شرطة الوايلى،إن خمسة طلاب بالمرحلة الابتدائية والإعدادية،المقيمين بالملجأ التابع للجميعة، اغتصبوا ابنه،خلال إقامته بعنبر الكبار بمقر الجمعية ليلاً، كما اتهم عدداً من المشرفين على العنابر بالتقصير والإهمال، ما أدى لإقامة حفلات للشذوذ بين الأطفال داخل عنابر النوم. واتهم والد الطالب جميع مسئولىالجمعية، وعلى رأسهم مجلس الإدارة، بالإهمال البالغ والجسيم وأنهم يعلمون بأمر حفلات الشذوذ، داخل عنابر الملجأ، ولم يحركوا ساكناً، وأن ابنه قال له إن بعض المدرسين،يعلمون بما يتم ليلاً . أما الطفل الضحية، فقال إن كلاً من «ف. س، وم. س،وع. س، وأ. ش، وم. ح ، وم.أ»، اغتصبوه، وأنه سبق واشتكى للمشرفين، عما يحدث معه، لكنهم لم يتخذوا أى إجراء حيال المعتدين وأن أحد المشرفين ويدعى «ع» ضربه ودفعه إلى دولاب العنبر عندما أخبره بما يحدث. «الفجر»التقت والد الضحية،حيث رفض تصويره أو نجله خوفاً من الفضيحة، التى ربما ستلاحق نجله، وقال إنه فتح باب غرفة نجله صباحاً للاطمئنان عليه، فأصيب بالصدمة، مما شاهده، حيث كان يعبث بمؤخرته، فانهال عليه بخرطوم المياه، ثم اعترف له بأنه منذ عام، أوثقه زملاؤه فى عنبر النوم بالملجأ، وأجبروه على ممارسة الشذوذ الجنسى، حتى تعود على فعل هذا الأمر، وأن المدرسين والمشرفين يعلمون بما يجرى ليلاً فى العنابر، وحسب رواية التلميذ الضحية، يتزعم خمسة طلاب، حفلات الاغتصاب الجماعى، بالعنابر. الأب المصدوم، توجه بنجله إلى طبيب استشارى،بالمنطقة، حيث أخبره الأخير بعد الكشف على الطفل، إنه مصاب بتوسع بالغ بفتحة الشرج، وأبدى الطبيب استعداده للشهادة أمام أى جهة تحقيق بسبب الجريمة. وتوجه الأب إلى قسم شرطة الوايلى، وحرر محضراً ضد الطلاب المتهمين ومسئولى الجمعية، لأنهم متورطون فى الجريمة بالإهمال والتقصير، وبعد المحضر توجه بنجله إلى مستشفى الزهراء لتوقيع الكشف الطبى عليه،ولكن إدارة المستشفى رفضت، قائلة: «مفيش هنا طب شرعى»، ونصحوه بالتوجه إلى مصلحة الطب الشرعى فى منطقة زينهم، حيث تم الكشف على نجله. وفى اليوم التالى ذهب إلى النيابة، وأثبت فى محضر التحقيق أن الطلاب الخمسة المتهمين يجبرون زملاءهم على ممارسة الشذوذ فى أحد عنابر الجمعية، وحقق وكيل النيابة مع نجله تفصيلياً فيما يفعله هؤلاء الطلاب. وفى مقر الجمعية بمنطقة العباسية، قال أشرف. س، مديره،إن ولى أمر الطالب، يتهم أطفالاً لم يبلغوا 11 سنة، بممارسة الشذوذ مع نجله، وهو أمر غير معقول، ورغم ذلك فتحت الجمعية تحقيقاً موسعاً مع الموظفين والمشرفين على العنبر، كما قامت إدارة الشئون الاجتماعية، المشرفة على الجمعية، بالتحقيق الشامل فى الواقعة، رغم أن والد الطفل لم يقدم شكوى للجمعية وفى النهاية النيابة هى الجهة المنوط بها حسم الأمر. وعن الطلاب المتهمين، قال إن أحدهم ترك الجمعية منذ عام وتم تسليمه لوالدته، وتقديم إقرار استلامه لجهات التحقيق، مضيفاً: هناك واقعة حدثت منذ عشرات السنين عندما حاول أحد المشرفين الاعتداء جنسياً على إحدى الفتيات، وحينها قمنا بتسليمه لجهات التحقيق، وتم الحكم عليه بالسجن المشدد 15 عاماً. مدير الجمعية أوضح أن المدرسة داخل المبنى وليست «منفصلة» عنه وتخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، مستطرداً: هناك أقوال متضاربة فى محضر قسم الشرطة عن تحقيقات النيابة. وأضاف: النيابة أرسلت لنا صور شهادة ميلاد الطلاب المتهمين، ونقوم الآن بتجميعها وتسليمها للنيابة فى الأيام القليلة القادمة، وسننتظر ما تسفر عنه التحقيقات، مضيفاً: طلبت النيابة أيضاً عناوين منازل الطلاب لاستدعائهم ومواجهتم باتهامات والد الطفل الضحية. وحول التفسير النفسى للواقعة، قال الدكتور محمود غانم استشارى الطب النفسى والأمراض العصبية بالإسكندرية، إن الطفل قد يصل لسن البلوغ فى عمر 10 سنوات، ومن ثم يصبح قادراً على ممارسة الجنس، متابعاً: للأسف عدد كبير من الأطفال فى هذه المرحلة ينجذبون لممارسة الشذوذ الجنسى. وأضاف: أغلب هذه الوقائع تحدث داخل الغرف المغلقة، لعدة أسباب من بينها ارتفاع نسب مشاهدة الأطفال للأفلام «الإباحية» عبر شبكة الإنترنت، ناهيك عن مشاهد الإثارة التى يشاهدونها فى التليفزيون على مدار اليوم، متابعاً: صادفنى عدد كبير من هذه الحالات منها طفل وصل لمرحلة البلوغ فى سن العاشرة وبدأ فى ممارسة الشذوذ الجنسى مع شقيقه، وبنت لم تبلغ عامها ال11 كانت تمارس الشذوذ مع بنت خالتها، مشدداً على ضرورة الرعاية الأسرية واحتواء الأطفال فى هذه المرحلة العمرية الخطيرة.