تعتبر مسرحية "مدرسة المشاغبين" من الإرث المسرحي المصري، فأي منزل عربي لا يخلو تقريباً من هذه المسرحية التي يتم عرضها على فضائيات عربية عدة، وتتلخص أحداث المسرحية في خمسة من الطلبة المشاغبين، يجمعهم فصل واحد داخل مدرسة لا يستطيع مديرها السيطرة على شغبهم، حيث يظهرون تفوقهم عليه في عدة مواقف، فيبعث مدير المنطقة بامرأة معلمة كي تهذب الأولاد، فيعبث معها الأشقياء أول الأمر، لكنها لا تكل، وتحاول جاهدة تهذيب الأولاد، وتستطيع في النهاية أن تسيطر على مجرى الأمور وعلى الأولاد. وقام بطولتها عدد من الفنانين منهم سعيد صالح، عادل إمام، يونس شلبي، أحمد زكي، حسن مصطفى، سهير البابلي وهادي الجيار. ألف المسرحية الكاتب المصري علي سالم. كان الفنان الرحل سعيد صالح مرشحاً لدور "بهجت الأباصيري" كبطل أول للعمل، ولكنه بعد أن قرأ النص، فضّل دور "مرسي الزناتي"، مرشحاً بنفسه "الزعيم" عادل إمام لتأدية دور "قائد الطلبة"، وفق ما كشف كاتب العمل علي سالم في احدى المقابلات الإعلامية. وبعد مرور 43 عاما على عرضها، ظهرت كواليس وأسرار جديدة حول ذلك العمل المسرحي الشهير نرصد أبرزها.. النجم الراحل أحمد زكي، كان دائماً ما ينتقد مساحة دوره في المسرحية، معتبراً أن دور "أحمد الشاعر" تم اختصاره، بالإضافة إلى إلغاء فصل كامل من المسرحية، كان من المفترض أن يتبلور فيه دوره بشكل أفضل، وذلك بتوصية من المخرج جلال الشرقاوي الذي رأى أن "طول المدة كانت ستفسد العمل الفني". ويُعد "إفيه" سعيد صالح "ينكمش بالحرارة ويتبربر بالبرورة"، من أشهر الجمل الكوميدية في المسرحية. وكشف نجم العمل عادل إمام في صفحته الرسمية على "فيسبوك" أساس هذا "الإفيه"، كاتباً إن "أول من نطق هذه الجملة هي منى شقيقة عادل إمام بينما كان يساعدها في دراستها، وكان سعيد صالح رحمه الله حاضرا وقتها". وأوضحت منى أنها كانت تدرس بوجود شقيقها الأكبر عادل إمام وصديقيه سعيد صالح وصلاح السعدني، فسألها شيئاً من الدرس لم تكن حفظته بعد، فردت بالجملة الذي أصبحت "إيفيه" على لسان "مرسي الزناتي". أكد إمام في حديث إعلامي قديم، عدم وصول المشهد الذي تقوم فيه المعلمة "عفت" (سهير البابلي) بتهديده بعد خروج زملائه من الفصل كي يشجعهم على التجاوب معها في الدروس، كما هو لمشاهدي المسرحية على التلفزيون. وأوضح إمام أن "هذا المشهد استمر مدة 15 دقيقة، ولكن الكاميرا ظلت ثابتة على سهير البابلي، من دون رصد ردود أفعالي التي كانت جديرة بالتقاطها، وهذا يرجع إلى تشنّج أصابع المسؤول عن الانتقال بين الكاميرات، وهو ما اعترف لي به المخرج (التلفزيوني) محمد فاضل شخصيا".