يصادف اليوم الذكرى ال100 للاتفاقية المعروفة باسم "سايكس بيكو"، فبعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على الوطن العربي، في الحرب العالمية الأولى، اتجهت أنظار فرنساوبريطانيا إلى اقتسام المنطقة، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية، وبمقتضاها وبموجب وعد بلفور، أعطيت فلسطين للصهاينة لبناء دولة إسرائيل. اتفاقية القاهرة السرية عرفت في بادئ الأمر، باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، فبعد أن عينت الحكومة الفرنسية "جورج بيكو" قنصلها العام السابق في بيروت مندوبا ساميا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع ب"مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، وأسفرت هذه الاجتماعات والمراسلات عن اتفاقية عُرفت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرغ الروسية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية سُميّت باتفاقية سايكس بيكو. الكشف عنها ووقعت "سايكس بيكو" بمفاوضات سرية بين فرنساوبريطانيا، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنساوبريطانياوروسيا القيصرية آنذاك، وما لبث أن تم الكشف عنها بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار غضب الشعب السوري الذي يمسّه الاتفاق مباشرة وأحرج فرنساوبريطانيا، وكانت ردة الفعل الشعبية-الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون. التقسيم وبموجب الاتفاقية السرية، تقرير تقاسم الدول العربية بين الدول الثلاث، فرنساوبريطانياوروسيا؛ فاستولت فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية أضنة، أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا. كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانياوفرنساوروسيا. ونص الاتفاق على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسالبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الإسكندرون الذي كان سيقع في حوزتها، وبموجب وعد بلفور لليهود، أعطيت فلسطين للصهاينة لبناء دولة إسرائيل.