" لن أفرط في المسؤولية إطلاقًا، ولن أسمح بقيام مراكز قوى أبدًا، سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي، وسأشرف بنفسي ولجنة قضائية في مكتبي، ومستشارون من وزارة العدل، للإشراف على كل صغيرة وكبيرة، بدءً بتوزيع التذاكر من الوحدة الأساسية، لكي نأتي باتحاد هو الذي يمثل شعباً صنع هذا التاريخ"، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن ما أطلق عليه تصحيح لمسار ثورة 23 يوليو 1952، ضد تيار اليسار في 15 مايو 1971، للقضاء على ما يسمى مراكز القوى؛ أي أنصار الراحل جمال عبد الناصر. مراكز القوى كان السادات نائباً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعقب وفاته، أصبح "السادات"، رئيساً للجمهورية، وما لبث أن وجد نفسه محاطاً بما يسمى مراكز القوى، ؛ أي رجال عبد الناصر، وكان من بينهم؛ علي صبري نائب رئيس الجمهورية، وشعراوي جمعة وزير الداخلية، ومحمد فايق وزير الإعلام، ومحمد لبيب شقير رئيس البرلمان، وسامى شرف سكرتير رئيس الجمهورية. تآمرات واستقالات شعر "السادات" أن هؤلاء الأشخاص يعدون لمؤامرة ضده، وما أكد ذلك في 11 مايو 1971، حضر ضابط شرطة يعمل في إدارة الرقابة على الهاتف في وزارة الداخلية لمنزل الرئيس، وقدم له مجموعة تسجيلات من بينها شريط يحمل مكالمة بين اثنين من مراكز القوى يتآمران على السادات ويخططان لاغتياله. أقال السادات، وزير الداخلية شعراوي جمعة، فردت مراكز القوى باستقالات جماعية، في محاولة منهم للانقلاب على نظام الحكم وإحداث فراغ دستوري، ففاجئهم السادات بقبول الاستقالة. التحالف مع الإخوان وقرر "السادات"، تحالف مع جماعة الإخوان في مواجهة التيار اليساري، أو ما يطلق عليهم مراكز القوى، واستمر وجودهم في المشهد السياسي حتى في عهد مبارك، الذي اعتبرهم جماعة "محظورة". ويذكر أن "السادات" السبب في تصدرهم المشهد لفترة ليست بالوجيزة، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير لتعيد الإخوان للمشهد مرة أخرى، وتقلدوا الحكم لمدة عام واحد فقط، وأفسدوا خلال مدة حكمهم القصيرة البلاد، وتخلص الشعب المصري منهم للأبد في ثورة 30 يونيو. اعتقال مراكز القوى وفيما عرف بتصحيح مثار ثورة يوليو، وتحديداً في مساء 15 مايو من عام 1971، أذاع استقالة 5 من أهم الوزراء، على رأسهم وزراء: الحربية والداخلية والإعلام. وبعد أقل من 48 ساعة ألقى السادات خطاباً، أعلن فيه اعتقال من أطلق عليهم مراكز القوى، على خلفية المؤامرة التي كانت تحاك ضده لاغتياله، ومحاولة هؤلاء انقلاب نظام الحكم عليه. وصدر حكم بالإعدام ضد بعض أعضاء مراكز القوى بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، في محكمة استثنائية، لكن "السادات" خفف الحكم إلى السجن لمدد متفاوتة، وظل بعضهم المدة كاملة في السجن، وأفرج عن آخرين لأسباب صحية.