قدم دومينيكو سكالا اليوم السبت استقالته من منصب رئيس لجنة التدقيق والامتثال بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتجاجا على قرار كونجرس الفيفا الذي انعقد في مكسيكو سيتي والمتعلق بمنح الحق للمجلس الجديد بتعيين وعزل أعضاء لجان الحوكمة والامتثال الرئيسية. وأكد سكالا أن هذا القرار "يقوض" عملية الاصلاح بالفيفا الذي عانى من سلسلة من فضائح الفساد المتتالية في الفترة الأخيرة. وقال المسؤول السويسري- الإيطالي إن هذه الخطوة تعني أن المجلس بإمكانه أن يمنع إجراء تحقيقات ضد مسؤول بعينه أو أن لجنة الحوكمة من الممكن إخراسها عبر التهديد بالعزل. وأوضح أن لجان المراقبة "تم بشكل كبير تجريدها من استقلاليتها مع وجود خطر أن يصبح أعضاؤها عملاء لهؤلاء الذين من المفترض في الأساس أن يقوموا بمراقبتهم". وأضاف "أنا مرعوب من هذا القرار، حيث أن الركيزة الأساسية للحوكمة الجيدة للفيفا تم تقويضها والانجاز الرئيسي للاصلاح تم الغاؤه". وتابع "لهذا السبب اعلن استقالتي الفورية كرئيس للجنة التدقيق والامتثال للفيفا". وتعد استقالة سكالا ضربة قوية للسويسري جياني إنفانتينو الذي تم انتخابه في شباط/فبراير الماضي رئيسا للفيفا، وسط تعهد بإجراء اصلاحات جذرية في الاتحاد الدوري الذي عانى من استشراء الفساد في عهد سلفه جوزيف بلاتر. ودافع إنفانتينو عن قرار منح الحق للمجلس الجديد للفيفا بتعيين وعزل أعضاء لجان الحوكمة والامتثال الرئيسية. وحصل المجلس الذي تم تشكيله لخلافة اللجنة التنفيذية للفيفا ضمن برنامج إصلاح الاتحاد الدولي لكرة القدم، على حق اتخاذ القرارات بشأن الموظفين لمدة عام حتى موعد كونجرس الفيفا في 2017. وبموجب هذا القرار اصبح من سلطات المجلس الجديد إقالة رؤساء اللجان الرئيسية المستقلة، دون استشارة أعضاء هذه اللجان خلال الكونجرس السنوي للفيفا. وبإمكان المجلس الجديد الذي يترأسه إنفانتينو تعيين وعزل رؤساء الهيئات النظامية بهدف السيطرة على الأعضاء. وأكد إنفانتينو أن هذه الخطوة لا تتعارض مع استقلال لجان المراقبة وستمنح "المرونة" للمجلس في العام المقبل "لعزل وتعيين الأعضاء إذا رأى المجلس ضرورة حدوث ذلك". ووفقا لمعلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فإن هذه الخطوة جاءت بعد فشل العديد من المرشحين المحتملين للجان الفيفا، في اجتياز إجراءات النزاهة للفيفا، بجانب عدد وجود عدد كاف متبقي من المرشحين لشغل هذه المناصب. وبدلا من الانتظار لمدة عام تقرر منح المجلس سلطة تعيين وعزل الأعضاء حتى موعد انعقاد الكونجرس ال67 للفيفا في كوالالامبور في مايو 2017. وشدد سكالا على أنه عمل على اصلاحات الفيفا منذ إعلان بلاتر في يونيو الماضي أنه سيتنحى عن منصب رئيس الفيفا، ثم جاء الكونجرس الاستثنائي في فبراير الماضي ليقر "حزمة اصلاحات رائدة" مما كان سيفتح الطريق أمام "مستقبل ذات مصداقية للفيفا".