بالرغم من قيام الصين في أول هذا العام بإلغاء "سياسة الطفل الواحد" التي كانت تطبقها بكل صرامة لمدة نحو أربعة عقود أفاد تقرير نشرته وكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا اليوم الإثنين أن نحو 60 % من الأمهات الصينيات العاملات لا يرغبن في إنجاب طفلا ثانيا. وكشف هذا التقرير الصادر عن الموقع الإلكتروني المشهور للتوظيف في الصين# zhaopin.com # أيضا أنه من بين 29.39 % من النساء الصينيات اللائى لم ينجبن أطفالا بعد، يوجد 20.48 % لا يرغبن في إنجاب أي أطفال. وفيما يتعلق بأسباب عدم رغبتهن في إنجاب أطفال، فأن أكثر من 56% ممن شملهن المسح ذكرن التكاليف. أما النقطة الثانية فهي الوقت والجهد والاهتمام المبذول، وكانت النقاط الأخرى تتعلق بالمخاطر المهنية وآلام الولادة وتراجع الثقة في زواجهن. وقالت أكثر من 70 % إنهن لم يفكرن في ترك أعمالهن ليصبحن أمهات بينما أخذت 18.53 % فقط هذا الموضوع بعين الاعتبار.وقال وانغ يي شين، أحد المستشارين بالموقع، إن معظم النساء العاملات في الصين يعتقدن أنه من المستحيل العيش اعتمادا فقط على رواتب أزواجهن. وعزا وانغ الأسباب الأخرى إلى رغباتهن الشخصية، حيث يخفن أنه إذا توقفن عن العمل فقد يصبحن معزولات عن المجتمع ويفقدن مستقبلهن المهني إلى الابد.ووفقا للموقع فإنه قام بهذا التقرير بعد سؤال نحو 14290 من النساء العاملات بشأن خياراتهن المتعلقة بالعمل والحياة وذلك بمناسبة عيد الام الذي تحتفل به الصين كل سنة مع العديد من دول العالم الاخرى يوم الأحد من الأسبوع الثانى من شهر مايو. جدير بالذكر أن الصين بدأت تنفيذ قانونها الجديد الذي يسمح لكل اسرة صينية بإنجاب طفل ثان في أول يوم من العام 2016، لتودع بذلك نهائيا "سياسة الطفل الواحد" التي كانت دائما ما تعرضها للعديد من الاتهامات بشأن حقوق الإنسان خاصة من المنظمات التي تعتقد أن الدول ليس من حقها أن تحدد عدد الأطفال الذين ينجبهم سكانها. والقانون الجديد جاء التصديق عليه من قبل المجلس التشريعى الصينى في اواخر شهر ديسمبر الماضى كمحاولة من الصين للتكيف مع مشكلة بدأت تمثل تحديا كبيرا لها منذ بعض الوقت الا وهى مشكلة زيادة أعداد كبار السن وتقلص الطاقات الشبابية وعدم التوازن النوعى حيث يزداد عدد الذكور عن الاناث بدرجة مقلقة للدولة التي بلغ عدد سكانها بنهاية العام الماضى ما يربو على 1.4 مليار نسمة. وسياسة الطفل الواحد في الصين هي سياسة لتحديد النسل انتهجتها جمهورية الصين الشعبية منذ عام 1978 وتتلخص في كون أنه لا يسمح بأكثر من طفل لكل أسرة في المناطق الحضرية، ولكن كان يوجد عدة حالات للإعفاءات منها مثل الاسر في المناطق الريفية والأقليات العرقية، والآباء والأمهات الذين ليس لهم أشقاء. وكانت هذه السياسة لا تطبق على المناطق الإدارية الخاصة لهونج كونج وماكاو والتبت. واختارت الصين تبنى هذا النهج طوال ال35 عاما الماضية لتخفيف المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بها، ولكن يقال أن هذه السياسة منعت أكثر من 250 مليون ولادة منذ تطبيقها وحتى عام 2000.وقد أثارت هذه السياسة التي تغيرت الآن الكثير من الجدل بسبب الطريقة التي تم تنفيذها بها وبسبب المخاوف من عواقبها الاجتماعية السلبية، فقد تسببت هذه السياسة في زيادة في حالات الإجهاض القسري، ووأد البنات، وتقليل الإبلاغ عن المواليد الإناث. كما سببت في عدم التوازن بين الجنسين في الصين، حيث تتوقع الأكاديمية الصينية للخدمات الاجتماعية أن 24 مليون رجل قد لا يمكنهم العثور على زوجات بحلول عام 2020، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد هؤلاء قد يتراوح بين ثلاثين وخمسين مليون شخص.