يعد أحد أهم أبطال سيناء الذى شارك في صياغة تاريخ أرض الفيروز عقب نكسة 1967، وكان قد رأس جمعية مجاهدي سيناء (767 عضواً)، وله دورًا بطوليًا خلال حرب الاستنزاف، بعدما اشتهر بقدرته الفائقة على خداع الإسرائيليين، "المجاهد موسى رويشد"، حيث قام بتدمير أعداد كبيرة من الدبابات والمعدات الإسرائيلية. واستغل تملكه صيدلية «ابن سيناء» التي تقع في شارع 26 يوليو بمدينة العريش.. وعقب النكسة أصبحت الصيدلية مقراً للقاءات الفدائيين الذين كانوا يتبادلون فيها التعليمات بتنفيذ المهام القتالية. نسف أكثر من 30 مستودعاً للذخيرة في إسرائيل "الرويشد" مواطن بسيط، ويعتبره الكثيرون تنظيماً سرياً مستقلاً، إذ قام بالاستطلاع، وخطط ونسف أكثر من 30 مستودعا للذخيرة في إسرائيل بواسطة الألغام أثناء معارك أكتوبر 1973، وفقد إحدى عينيه وتهشم قفصه الصدري بعد تعذيبه داخل السجون الإسرائيلية. أجاد "الرويشد" تركيب الألغام بمهارة فائقة، وكان متفوقاً ومبتكراً في استخدامه لها، وعندما تم تكليفه بنسف مستودعات الذخيرة الإسرائيلية في "سيناء" أدى المهمة بنجاح رغم تحصينها، ونفذ أكثر من 30 عملية، وفى آخر عملية شاركه صديقه البطل سلام الذى استشهد. وأصيب البطل "الرويشد" بجروح غائرة في جانبه الأيمن وسقط مغشياً عليه، وعندما أفاق وجد نفسه وسط الجنود الإسرائيليين، الذين حاولوا بكل الطرق إجباره على الاعتراف على أفراد الشبكة التي يعمل معها، لكنه رفض فجاءوا بوالدته معصوبة العينين لعله يتراجع عن إصراره، لكنها همست في أذنه قائلة: "اصمد، فالشدائد تصنع الرجال"، وحكمت إسرائيل على البطل موسى الرويشد بالحبس لمدة 13 عاما، لكن أطلق سراحه بعد مبادلته برفات 4 جنود إسرائيليين. بكاء "شارون" مع سكان "ياميت" ولا ينسى "الرويشد" دموع أرييل شارون، فعلى بعد 7 كيلو مترات من حدود مصر الشرقية في رفح تقع قرية أبوشنار التي يسكنها مئات البدو، وعندما احتلت إسرائيل سيناء قامت بطرد سكان القرية وحولتها إلى مستعمرة إسرائيلية وأطلقت عليها اسم «ياميت»، واعتقدت إسرائيل أنها نقطة الأمان لها، بل جعلتها صرحاً صناعياً وزراعياً وبعد انتهاء معارك أكتوبر 1973 كان التفاوض لانسحاب إسرائيل من بقية الأرض المحتلة، لكنها حاولت التمسك بالقرية والإبقاء عليها، وأثناء انسحاب إسرائيل منها بكى شارون مع سكان «ياميت»، ثم قامت إسرائيل بنسفها وإبادة كل ما أقامته وشيدته فوق الأرض من مصانع ومزارع، وحتى الأنفاق التي استغلتها في عملياتها العسكرية. اعتقال "الرويشد" في سجون إسرائيل لفك الألغام ويحكى "الرويشد" قصته مع المقاومة قائلا: عندما وجدت أحد جنودنا مصاباً بطلق ناري غائر، حملته أنا ووالدتي على الجمل، وبدأنا علاجه بالأعشاب الطبية، وبعد أن تماثل للشفاء تبين أنه مهندس ألغام، دربني أنا ووالدتي على كيفية فك الألغام واكتشافها في الأرض، فكانت والدتي ترعى الغنم ونحن نسير خلفها ونفك الألغام الأرضية لنأخذ ما بها من بارود، ويقوم المهندس بتصميم لغم فعال، ونحدد في اليوم التالي الموقع الذى نستهدفه ثم نفجره. إصابته بعدة شظايا ويستكمل حديثه:" في إحدى العمليات شاهدني جندي إسرائيل فأطلق علىّ النيران، فما كان مني إلا أن فجرت اللغم في موقع ذخيرة، وكنت قريباً منه، فأصيب جسمي بعدة شظايا لاسيما عيني، وتم القبض على، واعتقلت في سجون إسرائيل، وحاولوا خلال سنوات طويلة انتزاع أي اعتراف مني عن الشخص الذي دربنا، وهنا نقلت والدتي مهندس الألغام على الجمل حتى أوصلته إلى القنطرة دون أن يلاحظها أحد".