أكدت وزارة الخارجية الصينية أهمية الزيارة التى قام بها المبعوث الصينى الخاص للأزمة السورية شيه شياو يان الى دمشق أمس والتقى خلالها مع مسئولين من الحكومة السورية وممثلى المعارضة ، حيث تم تبادل الأراء بشكل متعمق حول الأوضاع الراهنة فى البلاد. وقالت المتحدثة بإسم الوزارة هوا تشان يينغ فى تصريح صحفى اليوم أن شيه التقى مع كل من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السورى وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان ، حيث أكد المبعوث الصينى أن الفرصة ما زالت سانحة للتوصل الى تسوية سياسية للقضية السورية ، خاصة مع صمود اتفاقية الهدنة واستئناف محادثات السلام فى جنيف وتقدم عمليات الاغاثة الانسانية ، كما عبر عن تقدير الصين للجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية فى سبيل تحقيق كل هذا. وأضافت أن المبعوث الصيني أكد للجانب السورى أن الصين ملتزمة بموقفها من أهمية تسوية القضية السورية من خلال الطرق السياسية وبدون أى تدخلات فى الشئون الداخلية لسوريا أو الإضرار بسيادة واستقلال ووحدة الأراضى السورية. وشدد كذلك ، بحسب ما قالته المتحدثة ، على أن مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السورى بنفسه ، وأشاد بالدور المحورى الذى تلعبه الأممالمتحدة وجهود الوساطة التى تقوم بها ، داعيا جميع الأطراف المعنية للعمل على التوصل الى حل يتناسب مع الواقع فى سوريا ويحتوى مخاوف جميع الأطراف من خلال الحوار السياسى الشامل. وأشارت هوا الى أن المبعوث أوضح حرص الصين على ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع أطراف الصراع فى سوريا ورغبتها فى المساهمة بكل ما يمكنها من جهد للتوصل الى تسوية سياسية مناسبة فى أقرب وقت ممكن. وقالت المتحدثة إن الجانب السورى قام خلال الزيارة بإطلاع المبعوث الصينى على آخر التطورات المتعلقة بالهدنة وبمباحثات السلام والأوضاع الإنسانية للشعب السورى ، معربا عن تطلعه الى قيام الصين بدور أكبر لتحقيق التسوية السياسية المأمولة. كانت الصين قد أعربت أمس الخميس عن قلقها ازاء الصعوبات التى تواجهها محادثات السلام السورية حاليا ، خاصة بعد قرار الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية تأجيل جولة المحادثات فى جنيف. وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الصينية ، فى تصريح بهذا الشأن ، إن جميع الأطراف بذلوا الكثير من الجهد لاطلاق الجولة الجديدة من المحادثات حول القضية السورية لاقتناعهم بأن التسوية السياسية هى الطريق العملى الوحيد لخروج سوريا من أزمتها. وأكدت دعم الصين لجميع الجهود الهادفة الى الدفع بمحادثات جنيف ، تطبيقا لقرارات مجلس الأمن الدولى والتوافق الذى تم التوصل اليه بين أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا. وأعربت هوا عن حرص الصين على مساندة جهود الوساطة التى يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة للأزمة السورية ستيفان دى ميستورا ، مطالبة جميع الأطراف المتصارعة فى سوريا بأن يشاركوا فى محادثات جنيف للسلام بطريقة بناءة وبدون وضع شروط مسبقة ، وأن يواصلوا الحوار حتى يتم التوصل الى النتائج المرجوة. وأشارت الى أن التزامهم باستمرار المفاوضات يخدم المصالح الأساسية والجوهرية لسوريا وشعبها ، مؤكدة اصرار الصين وحرصها على الاستمرار فى المشاركة فى التسوية السياسية للقضية السورية.