منذ الحرب الأهلية التي دارت في لبنان عامي 1675، و1990، والبرلمان اللبناني يمر بالعديد من الإخفاقات أثناء اختيارة رءئياً للجمهورية اللبنانية، حيث دائماً ما تتنازع القوى السياسية في البرلمان بين مرشحيها، ويقوم البرلمان برفع الكثير من الجلسات المُخصصة لاختيار رئيساً للبلاد، إما لعدم اكتمال النصاب القانوني، أو لحدوث نزاعات بين مرشحي القوى البرلمانية ينتج عنها تأجيل الجلسات لحين حدوث وفاق بينهم. وفي هذا السياق، ترصد "الفجر"، آخر إخفاقات المجلس في اختياره رئيس الجمهورية. إخفاق 2008 أخفق البرلمان اللبناني، فى عقد جلسة لانتخاب الرئيس، في 22 إبريل 2008، للمرة الثامنة عشرة على التوالي بسبب أسوأ أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ الحرب الأهلية التى دارت بين عامى 1975 و1990. ولم يحدد رئيس مجلس النواب نبيه برى موعداً جديداً للانتخاب، لكنه دعا الفرقاء المتنافسين إلى عقد جلسة حوار، حيث أعلن إنه لن يدعي لجلسات انتخابية أخرى إلا بعد انعقاد حوار بين الفرقاء اللبنانيين، وحتى يتم التوصل إلى اتفاق حول نسب المشاركة بالحكومة وإطار قانون الانتخاب. وبعد فراغ في سدة الرئاسة استمر اكثر من سبعة اشهر، ومواجهة عسكرية بين أنصار قوى "8 آذار" حزب الله وخصومه قتل فيها أكثر من مئة شخص، تم التوصل إلى توافق محلي ودولي على انتخاب ميشال سليمان الذي كان في حينه قائداً للجيش. لبنان بلا رئيس وفي 22 مايو عام 2014، تكرر نفس المشهد مرة أخرى داخل البرلمان اللبناني، حيث أعلن رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى إبقاء جلسات مجلس النواب اللبنانى مفتوحة حتى اكتمال النصاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعلى إثرها قرر رفع الجلسة الأولى المُخصصة لانتخاب الرئيس، بسبب عدم اكتمال النصاب جراء مقاطعة الكتل البرلمانية لقوى 8 آذار لجلسة المجلس باستثناء كتلة حركة أمل. وفي 3 يوليو 2014، أخفق البرلمان اللبناني للمرة الثامنة، في انتخاب رئيس جديد خلفاً لميشيل سليمان الذي انتهت رئاسته في 24 مايو 2014، بينما تعاني البلاد من العنف والتدهور الاقتصادي وتدفق اللاجئين السوريين. وذكرت الأنباء أن رئيس البرلمان نبيه بري، أرجأ جلسة انتخاب رئيس جديد إلي 23 يوليو الجاري بسبب عدم اكتمال نصاب الثلثين لعدد النواب الحاضرين في جلسة ليتسني التصويت علي رئيس جديد. واستمر الوضع داخل البرلمان اللبناني، على هذا الحال حتى الآن، حيث أنه بعد مرور 648 يومًا علي شغور موقع الرئاسة اللبنانية، فشل مجلس النواب اللبناني في 32 مارس الماضي، مجددًا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي المرة السادسة والثلاثين علي التوالي، التي يفشل فيها المجلس في انجاز هذه المهمة، حيث انتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري، نحو نصف ساعة إضافية عن الموعد المحدد للجلسة، إلا أن ذلک لم يزد شيئًا في عدد النواب الحاضرين، وبناءً عليه قرر الرئيس بري إرجاء الجلسة إلي موعد لاحق. تأثيرات سلبية ومن جانبه، أكد سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن السبب وراء إخفاقات البرلمان اللبناني المتكررة في اختيار رئيساً للجمهورية، هو الصراع الدائم بين مرشحي قوتي "8آذار" و"14 آذار"، لافتاً إلى أن هذا الصراع السياسي مُستمر منذ الحرب الأهلية اللبنانية. وأضاف اللاوندي، في تصريح خاص ل"الفجر"، إلى أن شغور منصب رئيس الجمهورية كل هذه المدة، وعدم وجود حاكم للبلاد، سيؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد. وأوضح اللاوندي عن قلقه، أن تكرار فشل المجلس في اختيار رئيساً للجمهورية، قد يُصعد الأمور إلى حد الاقتتال بين أطراف النزاع مثلما حدث في 2008. يؤدي إلى مزيداً من التدخل وفي السياق ذاته، أكد سعيد صبري، المحلل السياسي، أن اختيار رئيساً للمجهورية اللبنانية، دائماً ما يخضع لتدخلا من الدول الخارجية، لافتاً إلى أن ذلك ما حدث أثناء اختيار "ميشال سليمان" رئيساً للبلاد. وأضاف صبري، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن الخلاف الدائم بين القوى السياسية اللبنانية، سينتج عنه مزيداً من التدخل الخارجي في شؤونها، لافتاً إلى أن تلك الدول تبحث عن الرئيس الذي سيحقق مصالحها بالبلاد. وأوضح صبري، إلى أن الطريقة الوحيدة لحل هذا النزاع، هو عقد حوار توافقي بين كلا القوتين، والتوافق على رئيس معين يخضع لموافقة أغلبية النواب.