قال الدكتور خالد عبد اللطيف استاذ الأدب العبري بكلية لغات وتر جمة جامعة الأزهر أن إسرائيل تخطو خطوات حثيثة لتهويد الجولان السورية على غرار القدس ، كما تحاول فرض قرارها على المجتمع الدولى من اجل تقنين وضعها غير القانونى فى الجولان حتى لا تصبح ضمن الآراضى المحتلة وفقا لميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن. واشار عبد اللطيف فى تصريحات للفجر إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتينياهو عبر حسابه الخاص حيث قال أن الجولان كانت جزءا لا يتجزأ من اراضى إسرائيل القديمة وهى جزء لا يتجزأ من إسرائيل فى العصر الحديث ، كما قال إنه حان الوقت للمجتمع الدولى عقب 50 عاما أن يعترف أخيرا أن الجولان سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى أبد الآبدين . كما اشار عبد اللطيف إلى المستطونات الإسرائيلية التى تم إنشاؤها فى هضبة الجولان السورية ، علاوة على عقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلى هناك مؤخرا ، مؤكدا أن مثل تلك الاجراءات والتصريحات تمثل نقلة نوعية خطيرة على صعيد تسوية الأزمة . حيث استطاعت إسرائيل فرض واقع سياسى وجغرافى جديد لن يمكن تغييرة ، كما اكد أن إسرائيل بذلك نجحت فى اقتناص مقعد على طاولة مفاوضات جنيف الخاصة بالأزمة السورية واصبح لها دور معلن ورؤيا محددة لن يمكن تجاوزها فى صياغة التسوية المبتغاة للأزمة . وحول الدور الروسى حيال النوايا الخبيثة لإسرائيل بالنسبة للجولان ، أشار عبد اللطيف أنه يستبعد ممانعة موسكو لهذا الأمر ، حيث سبق لمجموعة من المعارضة الكردية السورية تقديم مقترح بشأن التوافق على نظام فيدرالى فى سوريا ولم تبد موسكو جدية كافية فى ممانعة هذا المقترح ، مما له دلالة خطيرة على امكانية التوصل لصيغة توافقية بين موسكو من جانب واطراف محلية واقليمية من جانب آخر وهم إسرائيل والاكراد تحقق مصالح الجميع، حيث تتمكن إسرائيل من الجولان ، ويحصل الاكراد على حكم ذاتى فى سوريا على غرار العراق ، مقابل أن تضمن موسكو مصالحها في اللاذقية، موضحًا أن نتينياهو سوف يزور موسكو قريبا ومن المتوقع أن تكون الجولان على رأس جدول الأعمال. كما أوضح عبد اللطيف أن رئيس الاركان الإسرائيلى كانت له تصريحات سابقة فى هذا الاطار ، حيث قال أن إسرائيل لن تسمح بدخول الجولان ضمن أية مفاوضات حال ما تم التوافق على تقسيم سوريا . واختتم عبد اللطيف حديثه قائلا : يبدو ومع الأسف الشديد أن سوريا الموحدة اصبحت حلما بعيد الآمال وأنها لن تعود كما كانت عليه قبل ما يسمى بالثورة السورية ، حيث تعذر التوصل لصيغة تحقق مصالح جميع الاطراف ذات المصالحة المتضاربة ، الا عبر تقسيمها حيث يحصل كل طرف على نصيبة من الكعكة ، وهذا ما ادركته إسرائيل مبكرا واتخذت التدابير والاجراءات الازمة للانقضاض على الدولة من اجل تقتين وضعها غير القانونى فى الجولان وفرض واقع جيوسياسى جديد يجعل من الجولان جزءا لا بتجزأ من إسرائيل التاريخية ، ويبدو ومع شديد الأسف أنها اصبحت قاب قوسين أو ادنى من تحقيق ذلك .