قال الدكتور خالد عبداللطيف، أستاذ الأدب العبري بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، إلى موسكو تأتي في إطار بحث التنسيق العسكري بين الطرفين فيما يخص الأزمة السورية. وأكد "عبداللطيف" أن إسرائيل، أدركت بدورها خطورة الجماعات الإرهابية التي خرجت عن النطاق المسموح لها، ومن ثم يصبح بقاء بشار الأسد ضرورة بالنسبة للأمن الإسرائيلي.
وأضاف "عبداللطيف" – في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن إسرائيل تحاول اجتذاب الموقف الروسي تجاهها من خلال فتح المجال الجوي الإسرائيلي للطيران الروسي لضرب الجماعات الإرهابية في سوريا.
وتابع "عبداللطيف" أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الدقة، حيث تبدي بعض الدول الأوروبية بل والإدارة الأمريكية ذاتها، بعض المرونة حيال مصير شخص الرئيس السوري بشار الأسد، اتساقًا مع الموقف الروسي، موضحا أن إسرائيل أدركت الدور الروسي المتنامي في المنطقة، ومن ثم يحاول نتينياهو التنسيق مع الأطراف الفاعلة تمهيدا لإتاحة المجال لإسرائيل للضلوع بدور فاعل في سوريا "ما بعد بشار الأسد"، وحتى لا تكون إسرائيل بعيدة عن المشهد السوري.
وأوضح أن نتينياهو أراد التحقق من الموقف السوري ذو العلاقات الوطيدة بحزب الله الرافض للكيان الإسرائيلي، خاصة بعد التطورات العسكرية الأخيرة في الجولان، كما يريد أن تقوم روسيا بالضغط على سوريا للضغط على حزب الله لتحييد دوره بالنسبة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلادمير بوتين كانت مطمأنة بالنسبة لنتينياهو حيث قال إن "سوريا لا تريد فتح جبهة أخرى للحرب".
وحول توقعه بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، وما يثيره من إزعاج بالنسبة لإسرائيل، لفت "عبداللطيف" إلى أن نتينياهو وإن كان فشل في وقف هذا الاتفاق فهو على الأقل يريد تحييده من خلال التنسيق مع روسيا ذات العلاقات الحميمة مع إيران، مختتمًا: الدور الأمريكي في حالة تراجع حاد وإسرائيل أدركت ذلك، لذا تحاول التواكب مع متغيرات الواقع الدولي والتأقلم مع موازين القوى الجديدة بصرف النظر عن علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة.