استطاعت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى، أن تعبر إلى قلوب القراء، خاصة من فئة الشباب، بروايات هى الأنجح فى تاريخها، وكان أولها رواية بعنوان "ذاكرة الجسد" عام 1993، والتى تم ذكرها ضمن أفضل مائة رواية عربية، فضلا عن تجسيدها فى مسلسل بنفس الاسم، للمخرج السورى نجدة أنزور، كما أبدعت مستغانمى، فى عدد آخر من الروايات، كان أبرزها رواية على مرفأ الأيام عام 1972، فوض الحواس عام 1997، عابر سبيل عام 2003، ونسيان عام 2009. وحققت رواية ذاكرة الجسد، للكاتبة أحلام مستغانمى، نجاحا كبيرا، وأشاد بها عدد من النقاد والكتاب وقتها، من بينهم الشاعر نزال قبانى، ويقول عنها: "هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها وشراسة لا حد لها .. وجنون لا حد له .. الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور بحر الحب وبحر الجنس وبحر الايديولوجيا وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها، ومرتزقيها وأبطالها وقاتليها وسارقيها".
لم تكن "ذاكرة الجسد" هى الأنجح فى تاريخ الكاتبة أحلام مستغانمى، بل قامت بتأليف روايتها التى حملت اسم "الأسود يليق بك"، والتى تم طرحها فى عام 2012، عن دار نوفل، محققة قدرا كبيرا من النجاح، ودارت الرواية حول مليونير لبناني ناهز عمره الخمسين من عمره، أعجبته مطربة جزائرية باسم هالة الوافي في السابعة والعشرين من عمرها، فيبدأ طلال الذي جاهد ليثري محصوله الثقافي في الموسيقى والفن والشعر إلى وضع الخطة تلو الخطة للإيقاع بهذه الحسناء التي ترتدي الأسود حدادا على مقتل والدها وأخيها خلال الاضطرابات التي شهدتها الجزائر في مطلع القرن الحالي.
بدأت مستغانمى، حياتها المهنية كمذيعة فى الإذاعة الوطنية فى الجزائر، وحصل برنامجها بعنوان "همسات" على استحسان كبير من الجمهور، محققا لها شهرة واسعة كشاعرة، كما نالت في الثمانينيات على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، فى بيروت، إضافة إلى حصولها على جائزة نجيب محفوظ عن روايتها ذاكرة الجسد، عام 1998.
انتقلت الكاتبة أحلام مستغانمى، إلى فرنسا فى سبعينيات هذا القرن، وكان والدها هو محمد الشريف، ناشطا سياسيا شارك فى الثورة الجزائرية، تردد الشريف، على السجون الفرنسية بسبب مشاركته فى مظاهرات 8 مايو 1945، وبعد إطلاق سراحه عام 1947، كان قد فقد عمله بالبلدية، وأصبحت الشرطة الفرنسية تلاحقه بسبب نشاطه السياسي، بعد حلّ حزب الشعب الجزائري، الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني.