شهدت القاهرة منذ أيام حدث فني عالمى لم يشعر به سوى المهتمين بالشأن الفني والإعلامي فى مصر والمدعوين على هذا الحفل، تحت مايسمي بحفل توزيع جوائز السينما العربية ACA، أو كما هو أطلق عليه "الأوسكار المصري" والتى أقيمت بالتعاون بين مجلة "دير جيست" ووكالة C.A.T، وتحت رعاية إعلامية من قناة النهار وجريدة اليوم السابع، فى مشهد أراه انفراجة جديدة للسينما المصرية التى تعاني من التدهور فى جميع مستوياتها خلال السنوات الأخيرة. لفت نظرى خلال حفل توزيع الجوائز عدة أشياء أهمها المجاملات فى توزيع الجوائز، وترشح عدد كبير من الأسماء فى المنافسة على جائزة واحدة، بل وترشح عدة أسماء من أسرة الفيلم الواحد على نفس الجائزة، بالإضافة إلى قلة الأفلام المرشحة للفوز، وقلة النجوم الذين حضروا الحفل، ولا نستطيع أن ننسي "حضن" أحمد حلمى لزوجته منى زكي لحظة فوزها بأوسكار أفضل ممثلة.
عتاب أوجهه لإدارة المهرجان التى وافقت على أن يطلق على المهرجان اسم "الأوسكار" وأنسابه إلى الأوسكار الدولى، وأن كان من الأفضل أن نبتعد عن "الأوسكار الأمريكاني" حتى لا نقع فى المقارنة الدائمة بما يفعله الأمريكان والأجانب وما نفعله نحن هنا فى مصر، خاصة وأن الأوسكار العالمي يترشح على جوائزه أفلام من كافة الدول الأجنبية والعربية، بينما ما شهده "الأوسكار المصري" هو ترشح لأفلام مصرية للفوز بالجوائز الكبري للمهرجان، وكان من الأفضل تسميته بمسمي أخر، وليكن مهرجان "الفن السابع"، أو مهرجان "هوليوود الشرق"، ولا أدرى لماذا اختارت إدارة المهرجان أيضًا نفس نموذج واستايل جائزة الأوسكار والتى على شكل فارس يحمل سيفا ويقف على شريط فلمي، فى حين وضعت إدارة الأوسكار المصري فتاة مصرية على نموذج الأوسكار تقف على شريط سينما، لتقديمها للأفلام والأشخاص الفائزة، فهل هذا هو "التاتش" المصري.
رغم السلبيات التى ظهرت فى الدورة الأولى من المهرجان؛ إلا أنني أتمني استمراره لسنوات عدة قادمة لهدفهم النبيل من المهرجان فى تكريم الأفلام الجيدة التى تحافظ على هوية السينما المصرية فى ظل جبروت وفحولة سينما هوليوود ومنافستها القوية بوليوود، كما أن المنطقة العربية بدأت تشهد نمو فى سوق الأفلام مثل سوق السينما الإيرانية التى أصبحت أفلامها من أهم الأفلام التى تعرض على الساحة حاليًا، وأفلام تركيا ولبنان التى فرضت نفسها بقوة الآونة الأخيرة.
أتمني فى الدورات القادمة تفادي أخطاء الدورة الأولى حتى لا يقال أن "الأوسكار المصري" أسوء مهرجان فى جوائزه التى تعتمد على المجاملات من النسخة الأم "الأوسكار الأجنبي" التى تمنح للأفضل على مستوى العالم، كما أتمني أن تبتعد إدارة المهرجان عن المجاملات، ودعوة عدد كبير من نجوم الفن والمجتمع وعدم اقتصار الأمر على أبطال وصناع الأعمال المرشحة للفوز، وترشح أفلام من كافة الدول العربية، ودعوة صحافة عالمية لتغطية هذا الحدث، وفى حال نجاحنا فى هذه التجربة بالشفافية والمصداقية وتكريم الأفضل فى كل المستويات سنستطيع أن نقول أن الأوسكار المصري أفضل من أمه الأجنبي.
كلمة شكر أخيرة أوجهها للفنان الكوميديان أحمد أمين، الذى قدم الحفل وبعض الفواصل الكوميدية خلال حفل توزيع الجوائز لخفة دمه وذكاءه، على غرار مقدمى جوائز الأوسكار من النجوم الكوميديانات مثل كريس روك وبيلى كريستال، رغم أن ترشحه لتقديم هذا الحفل جاء مجاملة أيضًا من قبل إدارة المهرجان من خلال شبكة قنوات "النهار" الراعية للحفل، لأنه يقدم برنامج كوميدي عبر شاشتهم، وذكرنا "أمين" بحضوره الكوميدي على المسرح بأمجاد الأشخاص الذين أثبتوا حضورهم على المسرح أمام الجمهور ولعل أشهرهم وأبرزهم الإعلامي باسم يوسف، فهما نفس المدرسة التى ظهرت بعد ثورة 25 يناير من خلال سخريتهم الكوميدية على الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى نشبت بعد الثورة، وكان نصيب الأسد من الشهرة باسم يوسف صاحب برنامج "البرنامج" الموقوف من العرض.