قال مسؤول روسي بارز اليوم الثلاثاء إن الانفجارات الإرهابية التي ضربت بروكسل برهنت على أن تركيز حلف شمال الأطلسي "الناتو" على روسيا هو أمر " خاطئ تماما "، لأن العدو الحقيقي هو الإرهاب الدولي. وأضاف المسؤول وهو ألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي في تصريحات لوكالة أنباء تاس التابعة للدولة إنه " في الوقت الذي ينشغل فيه الناتو بالإعداد لنشر مزيد من الوحدات العسكرية في دول البلطيق، يتم تفجير الأشخاص في مدينة بروكسل مقر حلف الناتو ". وأوضح بوشكوف أن هجمات بروكسل " تؤكد فقط الصواب البالغ لوجهة نظر الذين يحاولون أن يحركوا الاتحاد الأوروبي صوب التعاون مع روسيا في الكفاح ضد الإرهاب ". وأشار النائب الروسي إلى أن " التهديد الأسوأ للأمن الأوروبي لا يأتي من ناحية روسيا ولكن من جانب تنظيمات الإرهاب الدولي ". وقال إن الناتو " يواصل التأكيد على أن مهمته الرئيسية هي التعامل مع تهديد روسي، بينما من الواضح للجميع أن التهديد الأسوأ يأتي من الجنوب ". ومن ناحية أخرى حذرت وزارة الخارجية الروسية من أنه لا يمكن للغرب أن يساند بعض الإرهابيين، وفي نفس الوقت ألا يتوقع تعرضه لهجمات من قبل جماعات إرهابية أخرى. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في تصريحات أذاعتها وكالة تاس " إننا للأسف أصبحنا شهودا على النتائج المؤسفة للغاية لسياسة المعايير المزدوجة، إنه لخطأ أن نصنف الإرهابيين في فصيلين الأول طيب والثاني شرير ". وأضافت " إنه لمن المهم للغاية أن نتخذ خطوات ملموسة للقيام بعمل على مستوى العالم وغير مشروط له أهداف لمكافحة الإرهاب الدولي ". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف هجمات بروكسل بأنها " جريمة بربرية ". وفال في بيان رئاسي " إن القتال ضد هذا الشر يتطلب أعلى مستوى من التعاون الدولي النشط ". وأعرب بوتين عن تعازيه لأسر ضحايا الهجمات، وأيضا لملك بلجيكا فيليبي.وتبنت روسيا منذ فترة طويلة التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، خاصة في سورية حيث تعد حليفا رئيسيا للرئيس بشار الأسد. وأدان النظام السوري هجمات بروكسل، وربط بينها وبين المساندة الغربية للجماعات المسلحة التي تقاتل النظام. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الخارجية السورية قولها إن الهجمات " هي النتيجة الحتمية للسياسات الخاطئة والتساهل إزاء الإرهاب من أجل تنفيذ أجندات سياسية معينة عن طريق تصنيف بعض الجماعات الإرهابية على أنها معتدلة ". وقالت الوزارة أيضا إن " الهجمات الإرهابية في بروكسل وقبلها في باريس وأماكن أخرى من العالم تؤكد أن الإرهاب لا يعرف الحدود ". وأضافت إن سورية " التي تحدت الإرهاب التكفيري لمدة خمس سنوات، تجدد دعوتها للجهود الدولية الصادقة لكي تكبح جماح الدول الراعية له، وأن تلزمها بوقف جميع أشكال الدعم للفصائل الإرهابية لصالح السلام والاستقرار إقليميا ودوليا ".