أثارت الفنانة فيروز، التى أطلق عليها الكثيرون لقب "الطفلة المعجزة"، ولفتت الأنظار بشكل كبير، خلال أعمال فنية اشتهرت بها، بعد أن اكتشفها صديق والدها الفنان السورى، إلياس مؤدب، مادفعه إلى تأليف وتلحين مونولوج لتغنيه فيروز بمفردها. اشتهرت "فيروز" بقدرتها على التمثيل والغناء والاستعراض، واختارها الفنان أنور وجدى، لتشاركه فى عدد من الأفلام، حيث وقع عقد احتكار مع والدها، تتقاضى عنه ابنته مبلغ ألف جنيه عن كل فيلم، واشتركا معا فى لاول مرة فى فيلم "ياسمين" عام 1950. واستطاعت الطفلة المعجزة فيروز، أن تترك بصمة فنية كبيرة، خلال مشواره فنى لم يتجاوز ال9 سنوات، حيث اعتزلت عن التمثيل فى عام 1959، حتى وفاتها فى 30 يناير من هذا العام 2016. وقدمت فيروز، خلال مشوارها الفنى الصغير، عدد من الأفلام الهامة فى تاريخ السينما المصرية، ومنها: فيروز هانم، صورة الزفاف، دهب، الحرمان، عصافير الجنة، اسماعيل يس للبيع، اسماعيل يس طرزان، أيامى السعيدة، وبفكر فى اللى ناسينى. اسمها الحقيقى "بيروز آرتين كالفايان"، ولدت بالقاهرة لأسرة أرمنية أصلها من حلب في سوريا، تزوجت من الفنان بدر الدين جمجوم، واستمر زواجهما ل30 عام، حتى وفاته عام 1992، وأثمر زواجهما عن ابن وابنة هما، أيمن وإيمان، وهى الأخت الكبرى للفنانة نيللى، وابنة عمة الفنانة لبلبة. استطاعت أن تشق طريقها الفنى، من خلال حفلات منزلية اصطحبها فيها الفنان إلياس مؤدب، لتؤدي المونولوج في إحدى المرات، وأثارت الصغيرة إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحا باهرا، فقرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الاوبيرج الليلي حيث نجحت نجاحًا باهرًا والتف حولها المنتجون السينمائيون. وعن اعتزالها المبكر، قالت "فيروز" فى تصريحات صحفية، إن الفنان أنور وجدى كان سبا فى نجاحها، ولكن كان أحد أسباب اعتزالها الفن أيضا، قائلة: "أراد أنور وجدي أن ينتقم من والدي، لأنه رفض أن يرتبط معه بعقد احتكار مرة ثانية، فما كان منه إلا أن أرسل عددًا من البلطجية إلى دار سينما رويال التي تعرض فيلم "الحرمان" عام 1953، حيث وقفوا على الباب الخارجي، وراحوا يتناقشون بصوت عال: إيه الفيلم ده؟ وإيه الدور العبيط ده اللي مثلته فيروز؟ وكان أنور وجدي يقصد بذلك أن يكون للفيلم دعاية سيئة تجعل الناس ينصرفون عن مشاهدته، ولكن يشاء القدر أن تكون النتيجة كويسة جدًا، ويحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا". وأوضحت الفنانة الراحلة، خلال تصريحات صحفية، أن اعتزالها للفن لم يكن بسبب أنور وجدي فقط ولكن والدها لعب دورًا أساسيًا ويعتبر هو المسئول عن تعثر خطواتها الفنية فيما بعد، لأنه لم يكن على دراية واسعة بعملية تنظيم إدارة شئونها الفنية. أثار رحيل الفنانة فيروز، عن عمر ناهز ال72 عام، بعد صراع طويل مع المرض، حزن كبير داخل الوسط الفنى، وعبر عدد من نجوم الفن عن حزنهم من خلال حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومنهم الفنان خالد النبوى، وقال ناعيا وفاتها: "فيروز معجزة الفن المصرى واكتشاف أنور وجدى، وداعا.. أتمنى لكى الرحمة والمغفرة". وكتبت شريهان على تويتر قائلة: "دعائي وعزائي إلى أخواتي وصديقاتي وزميلاتي نيللي ولبلبة في غالية وحبيبة ونجمة مصرية مبدعة عظيمة فيروز واسمحوا لي أن أعزي نفسي فيها معكم"، وكتبت الفنانة ليلى علوي، على صفحتها الشخصية على "انستجرام": "الساحرة الصغيرة، الله يرحمها، ادعوا لها. فيروز في ذمة الله".