هو أحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وإرتبط إسمه بالأناشيد الوطنية، قدم العديد من الأعمال الرائعة التي ما زالت متواجدة حتي الآن ويتوارثها الأجيال، إنه الموسيقار الراحل دكتور محمد عبد الوهاب، ولهذا العَلم محطات كثيرة في حياته الشخصية والفنية منذ ميلاده حتي رحيله، فهو الذي قال: "الفن الذي لا يأخذ لا يعطي"، وكان يردد كيف أخرج عن أسواري العربية ولا أتلقى منهم؟ لابد أن يتأثروا بي وأنا أتأثر بهم. محمد عبدالوهاب، له من الأولاد محمد وأحمد وعائشة وعفت وعصمت، من زوجته الأولى إقبال، وكان يقول ل "تمتم" ورغم أنها كانت لا تحب هذا الإسم لكنه كان يصر على هذا وكان يقول ل عائشة إش إش، ول عفت "فتفت"، حيث إخترع هذه الأسماء كنوع من أنواع الدلع، تزوج من إقبال عن قصة حبْ كبيرة وكانت أصغر منه ب 25 عام، رآها في رأس البرْ وأحبها من أول نظرة وكان لا يحبذ الزواج في البداية بسبب كونه الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي يملك الكثير من المعجبات ولكن من حبه فيها تزوجها وأنجب خمسة ابناء وعاشوا حوالي 10 أعوام وإنفصلوا وكان أولاده صغار وتزوج الأردنية نهلة القدسي، وبعد وفاته تعبت وعادت بلدها للعيش مع إبنها. كان لزوجته الأولى إقبال إبن يدعى طارق نصر، وتربى مع عبدالوهاب في منزله، ولم تستحمل إقبال الطلاق ولكن كانت علاقتهم قوية بعدها وكانوا على إتصال وجمعتهم الصداقة والسبب أنها كانت تريد أن تعيش حياة زوجية عادية، وعندما رأت فنْ عبدالوهاب وحياته، لم تستطيع التأقلم وكانت علاقتهم جيدة، وكانت طقوسه هي: الأكل والشرب بمواعيد، يمارس الرياضة ثم يتناول وجبة الغداء وينام بعد الظهر والحياة كانت تمشي بالروتين الخاص به. من مشاكل موسيقار الجيال، أنه كان وسواس، وأكله دائمًا كان مسلوق طيلة عمره ولم يغير نظام أكله إطلاقًا وكان يحمل إرادة قوية، وكان يشكْ في أكل الفاكهة، كيف تم غسلها وكان يدخل المطبخ بنفسه ليتابع طريقة غسلها لأن لديه وسواس في صحته وكان لديه طباخه خاص، ووقت تعب أيًا من أولاده كان لا يتمنى أن يذهب إليه أحد وكان يخاف من "البرد" كثيرًا وعندما كان يتعب كانت نفسيته تتعب أيضًا. أولاده، ليس لهم في الفنْ لأنه كان لا يريد أن يدخلهم بسبب أنهم أولاد عبد الوهاب، وقال يومًا ما لو رأيت فيكم موهبة سأشجعها، وكانت عفت موهوبة في البيانو وتحب الموسيقى الكلاسيكية فشجعها أما عصمت فتحب الباليه ولكنه منعها من ممارسته قائلًا لها إلعبي بيانو فمارست البيانو عن غير رغبة لأنه كان متحفظ ووالده وأخيه شيوخ وهذا أثّر في شخصيته، وكان يقول لإبنته عصمت "عايزة ترقصي؟!" وكانوا يرضخون لقرارته لأنهم يحبونه. وعند زواجه من نهلة القدسي، تفاجأ أولاده، لكنهم أحبوها كثيرًا واعتبرها مثل أمهم، وعرفوا الخبر من والدتهم إقبال، حيث تزوج بعد عام من إنفصاله وقالت لهم إقبال "باباكم إتجوز" وحاولت أن تكون طبيعية كي يأخذ الأولاد الأمور ببساطة، وقالت لهم روحوا إتغدوا معاه عشان تتعرفوا علي السيدو نهلة، وكانت طيبة معهم وظلت لطيفة ولم تحدث اية مشكلة وكانت هي وأمهم إقبال أصدقاء، وكان عبدالوهاب يقّدر إقبال ويراها ستْ عظيمة ولم تفكر في الزواج بعده وكان أم حنونة. الأهم في حياته أنه كان يخاف من الطائرة وظل سنوات يركب المركب والقطر وعندما كبر إضطر أن يركب طيارة بسبب صحته وعندما يسافر كان يغيب بالشهور وكان يقول أنا خواف من الطائرة وهذا نوع من الحصانة، ومن أسباب عدم ركوبه الطائرة أنه قال: عندما يخطر على بال المهندس أن يركن كي يصلح عطل هيركن فين وعلى أي سحابة، وكان يحزن من أولاده إذا أهملوا في صحتهم وكان يحب فنه أكثر من أي شخص وطالما قرر أن يلحن لأحد كان يلحن بدقة وحب وإهتمام وقال على نجاة أنه كان يرتاح وهو يلحن لها لأنها كانت تحفظ بدقة كبيرة. وكان يحرص أن يسمع أجنبي وكلاسيكي كثيرًا وكان يسمع شعبي ويحب أحمد عدوية لأن لديه "بحة" في صوته كان يعجبه محمد ثروت ويرى أن صوته جميلًا، وعلاقته كانت جيدة بعبدالحليم حافظ، وكان عبدالحليم يتعامل مع أولاده أنهم إخوته الصغار وكان يقدم لهم دروس بيانو ويعلمهم في منزل عبدالوهاب،وعند وفاته إنهار عليه، وفي حادثة وفاة موسيقار الأجيال قالت غبنته عصمت: وقع وإتخبط في دماغه ونهلة القدسي زوجته كلمتني وقالت باباكي وقع تعالي شوفيه أخدناه المستشفى ولم يكن هناك شيء ومن كثرة خوفه إتوهم وبعدها بأسبوع توفى ومات من خوفه على نفسه، وقبل وفاته جلس في غرفة نهلة وقال لي إنتي عارفة تمارين التنفس، هي إنك تاخدي نفس جامد للداخل وتكتميه كي تقوي الرئة ونزلت من منزله ليلًا وبعدها بنصف ساعة توفى، وتوفت عائشة إبنته برحيله وكانت حساسة ومنكمشة في نفسها.