حملت صحف بريطانية صادرة، اليوم الثلاثاء، الكثير من التعليقات حول قضايا تتعلق بالشرق الاوسط منها "سعي إيطاليا لنشر قوة دولية بقيادتها في ليبيا" لمواجهة المخاوف المتزايدة حول نشاط المتطرفين هناك، وأزمة النفط في العالم والتوقعات بالنسبة لأسعاره، و"استعمال الرئيس اردوغان لقوانين الإرهاب لاسكات معارضيه". في صحيفة الجارديان كتب محلل الشؤون الدفاعية "آوين ماكاسكل" مقالا حول نشر قوة دولية في ليبيا بعد العملية العسكرية في تونس. واكد المقال إن قوة تقودها إيطاليا قوامها 5000 جندي على أهبة الاستعداد الآن للانتشار في ليبيا، بينما تتزايد المخاوف بشأن التهديد الذي تمثله الجماعات المتطرفة العاملة فيها، خاصة بعد الاشتباكات في تونس المجاورة التي أسفرت عن مقتل العشرات. وتعمل الحكومة الإيطالية، بحسب المقال، على خطة لإرسال قوة تضم جنودا بريطانيين للمساعدة في تدريب الجيش الليبي إذا ما وافق البرلمان هناك على دعم حكومة وحدة وطنية، ودعا القوة للانتشار. وسيستغرق نشر القوة شهرا على الأقل وسيتم التدريب بالقرب من العاصمة، بحسب ماكاسكل. وكان مسلحون قد شنوا، يوم الاثنين، هجوما ضخما على مواقع تابعة للجيش والشرطة في مدينة بنقردان التونسية القريبة من الحدود الليبية. وكان الرئيس التونسي باجي قايد السبسي قد قال إن المتطرفين الآن يشكلون تهديدا لبلاده كلها، وإن "هدف المسلحين ربما كان السيطرة على تلك المنطقة (بن قردان) وإقامة إمارة إسلامية." واشار المقال إلى هجمات سابقة لمسلحين في تونس وإلى تصاعد نشاطهم على الحدود الليبية التونسية مؤخرا. وتحدث الكاتب عن تقارير تشير إلى عبور تونسيين، أعضاء في تنظيم داعش عائدين إلى بلادهم للقتال هناك بعد تلقيهم تدريبات في ليبيا. وتعم ليبيا الفوضى منذ مقتل رئيسها معمر القذافي بعد حملة حلف شمال الأطلسي على ليبيا عام 2011. واشار ماكاسكال إلى أن صحيفة كوريلا دي لاسيرا الإيطالية نقلت عن السفير الأمريكي في روما جون فيليبس القول إن إيطاليا بوسعها أن ترسل 5000 جندي إلى ليبيا. وأضاف "نحتاج إلى أن نجعل طرابلس آمنة، وأن نتأكد أن تنظيم داعش غير قادر على توجيه الضربات بحرية." لكن تلك التصريحات أعقبها تصريح لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قال فيه إن الظروف لا تزال غير مواتية لتدخل عسكري في ليبيا، بحسب الكاتب الذي أشار أيضا إلى قول رينزي "ما دمت رئيسا للوزراء، لن ترسل إيطاليا 5000 جندي إلى ليبيا كقوة غزو." وأعربت دول عدة عن رغبتها في المشاركة في القوة التي ستقودها إيطاليا، منها بريطانيا، والولاياتالمتحدة، والمانيا، وفرنسا بالإضافة إلى دول عربية لم يسمها المقال. ويقول المقال إن الولاياتالمتحدة تقوم بالفعل بضربات جوية ضد أهداف للتنظيم في ليبيا، كما أن هناك وجودا لقوات فرنسية وقوات خاصة أخرى، لم يسمها المقال، على الارض هناك.