حسين: تبادل للخبرات وليست استعدادًا لعمل عسكري مسلم: تجهيز لعمليات محتملة في دول تهدد الأمن القومي العربي "سويلم: تبادل للخبرات يخدم التحالف العربي في "اليمن شهدت منطقة الشرق الأوسط، حالة من الزخم في أعقاب ثورات الربيع العربي، التي تسببت بدورها في تفشي الفوضى في عدد من الدول، مثل سوريا وليبيا واليمن، وانتشار عدد من الجماعات المسلحة والمتطرفة التي تتخذ من الدين ستارًا لها، ومثلت هذه الجماعات تهديدًا مباشرًا لعدد من الدول الإقليمية والدولية، مما أسفر عنه توجه دولي وإقليمي هادف إلى مجابهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره. وفي ظل هذه المخاطر، بات التكامل العسكري بين الدول ضرورة ملحة، من أجل مواجهة هذه المخاطر، ولأن العلاقات المصرية السعودية تتوافق في عدد من القضايا، كان لزاما أن يشتركوا في عدد من المناورات آخرها المناورة "رعد الشمال" والتي أعلنت عن قيادتها السعودية، وشاركت فيها مصر ضمن 20 دولة أخرى من أجل رفع الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة وكذلك تنفيذ خطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات في مناطق تمركزها.
وسلطت "الفجر"، الضوء على هذه المناورة من خلال رؤية بعض الخبراء العسكريين عن أهداف تلك المناورة، وتداعياتها على مستقبل دول الشرق الأوسط.
معلومات عن "رعد الشمال" طبقًا لما هو معلن فإن القدرات العسكرية والقتالية المشاركة في "رعد الشمال" تعتبر الأكبر والأوسع في تاريخ المناورات السعودية العربية، حيث تتكون هذه المناورة من 350 الف جندي، و20 ألف دبابة ومدرعة، و2540 طائرة حربية، و460 مروحية، بالإضافة إلي مئات القطع البحرية. نوع من التنسيق لاكتساب الخبرات كما أكد اللواء زكريا حسين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية والمدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية، أن التدريب المشترك لا يعني إطلاقًا أنه تخطيط استراتيجي في مواجهة دولة معينة، ولكنه مجرد نوع من التنسيق لاكتساب الخبرات بين الدول. وأضاف حسين، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن هذه المناورات تهدف إلى التعرف على العقائد القتالية والقدرات التكنولوجية للدول المشاركة، بالإضافة إلى صياغة عقيدة مشتركة لوضع خطط سياسية قابلة للتنفيذ. وأشار حسين، إلي أن المناورة تأتي في إطار تبادل الخبرات وليست مقدمة لعمل عسكري، و أن العمل العسكري يتطلب تحديد قيادة معينة، وكذلك حجم القوات المشاركة بدقة والقيام بعمليات تدريب تفصيلية بين مختلف القوات، لافتاً إلى أن قيام إيران بمناورة بحرية لا تخرج عن كونها حرباً نفسيه بين الدول.
غرضها تحقيق أعلى مستوى من التعاون العسكري المشترك أما اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، فأوضح أن المناورات العسكرية التي تتم بين الدول العربية غرضها تحقيق أعلى مستوى من التفاهم والتعاون العسكري المشترك. وأكد مسلم، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن مناورة "رعد الشمال" التي تقام في المملكة العربية السعودية بمشاركة قوات مصرية تجهز لعمليات محتمل أن تُتخذ داخل الدول التي تشهد أزمات تهدد الأمن القومي العربي. وأوضح الخبير العسكري، أن مناورة "رعد الشمال" تخدم التحالف العربي في اليمن، لافتاً إلى أن دورها تقديم المساعدة للدول العربية والخليجية التي تتعرض لأي تهديد خارجي.
تتبنى استراتيجية عسكرية تتواءم مع الظروف الحالية في السياق ذاته أشار اللواء حسام سويلم، خبير استراتيجي، أن الدول العربية تشهد خط متصاعد من الجماعات الإرهابية بشكل غير مسبوق، مما يعد تهديداً للأمن القومي العربي، مؤكدًا أن مناورة "رعد الشمال" التي تنظمها السعودية بمشاركة قوات مصرية وأخرى عربية، تتبني استراتيجية عسكرية تتواءم مع الظروف التي تشهدها المنطقة. وأوضح سويلم، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن المناورة ليس الهدف منها الدخول برياً في سوريا، فقرار الدخول إلى الأراضي السورية يعود بالأساس لتقديرات كل دولة على حدا.