شاب يخفى 4 ملايين ريال سعودى فى علبة حلوى.. وصعيدى يحاول تهريب 15 ألف دولار فى سرواله.. وسيدات يخفين الأموال فى أماكن حساسة ■ القبض على 10 تشكيلات خلال عام واحد.. والأموال التى حاولوا تهريبها 400 مليون جنيه.. ومصدر أمنى: المضبوط 10٪ فقط من حجم الجريمة! يلجأ عدد كبير من الركاب المغادرين مصر عبر المطارات، إلى تهريب الأموال، خوفاً من القوانين التى تحدد كمية الأموال التى يتم السماح بخروجها من البلاد، بشكل يمكن اعتباره ظاهرة، تفاقمت بعد قيام ثورة 25 يناير، حيث وصل حجم الأموال المضبوطة، فى عام 2015، فقط، إلى400 مليون جنيه، وبحسبة بسيطة تعرفها أجهزة الأمن، تقول إنها تنجح فقط فى ضبط نحو 10% فقط من حجم عمليات التهريب، ما يعنى أن حجم الأموال التى تم تهريبها 4 مليارات جنيه. 1 سقوط مافيا التهريب فى المطار فى العام الماضى وحده ضبطت سلطات أمن مطار القاهرة، الذى يعتبر المنفذ الرئيسى فى مصر، 10 عصابات متخصصة فى تهريب الأموال أغلبهم يعملون بتجارة العملة، بينهم عدد من رجال الأعمال المعروفين، باستخدام طرق متنوعة وجديدة وغريبة للمرور من تحت سمع وبصر رجال الأمن. ويقول العقيد محمد المنسى، مدير مباحث الأموال العامة بالمطار: إن تهريب الأموال أصبح ظاهرة خطيرة، خاصة بعد ثورة 25 يناير، فى ظل تشديد قوانين انتقال النقد الأجنبى، بالسماح بخروج 10 آلاف دولار فقط مع الراكب الواحد، لذا يلجأ البعض لإخفائها بطرق مختلفة، ومع زيادة معدل العمليات بشكل مخيف، واستخدام المهربين طرقا مبتكرة فى نقل النقود، لجأت أجهزة الأمن لاستخدام أفضل أنواع التكنولوجيا وأجهزة "الإكس راى" لضبط هؤلاء المجرمين، فضلاً على الحصول على معلومات من المصادر السرية لرجال الأمن. 2 أكبر القضايا المضبوطة قبل أسبوعين فقط تم ضبط شاب مصرى، يدعى م.م، 28 سنة، فى أكبر محاولة تهريب عملات أجنبية، بلغت قيمتها 19 مليونا و200 ألف جنيه، وتضمن المبلغ 4 ملايين ريال سعودى، و400 ألف دولار، حاول السفر بها إلى الأردن، لكن المصادر السرية أبلغت إدارة البحث الجنائى بالمعلومة وبالتعاون مع مباحث الأموال العامة، تم ضبط الراكب، أثناء إنهاء إجراءات سفره على الطائرة الأردنية المتجهة إلى عمان، حيث كان يخفى المبلغ داخل علب حلوى كبيرة. الواقعة الأخرى، كانت تستهدف تهريب مبلغ قيمته 15 مليون جنيه، من عملات مختلفة، إلى إمارة دبى، من خلال مافيا تهريب الأموال للخارج، حيث أبلغت المصادر السرية مدير إدارة مكافحة جرائم النقد والتهريب، عن عزم "ا.ع" تهريب المبلغ، فتم إلقاء القبض على 15 من عناصر هذه الشبكة قبل إتمام عملية التهريب، التى تستهدف الاستفادة من فارق أسعار بيع تلك العملات لشركات الصرافة بإمارة دبى عبر السفر إلى البحرين. وكانت المبالغ عبارة عن 15 مليون جنيه، و4,606 مليون ريال سعودى، و610 آلاف ريال قطرى، و145 ألف دولار، و65 ألف درهم إماراتى، وجميعها كانت مُخفاة داخل تجاويف سرية مستحدثة مُغلفة بالورق المُقوى ورقائق الألومنيوم العازل والعاكس للأشعة، بداخل حقائب سفر، للحيلولة دون اكتشافها، واعترف المتهمون بارتكاب الواقعة لحساب "ا.ع"، وقال اثنان منهم إنهما سبق أن حاولا تهريب عملات بقيمة 42 مليون جنيه، والمُحرر عنها القضية رقم 15058 لسنة 2014 جنح النزهة. أما القضية التى كشفت عنها مباحث الأموال العامة، فهى تهريب 1.9 مليون ريال سعودى خارج البلاد مع راكب مصرى لصالح شركتى صرافة فى الإمارات، حيث أخفى "م. ح" المبلغ داخل قمصان رجالى مغلفة، لتضليل الشرطة أثناء سفره إلى البحرين ومنها إلى الإمارات لتسليمها إلى شركتى صرافة هناك بالتعاون مع تجار عملة بالقاهرة. 3 الجنيهات فى البسبوسة والدولارات فى المحشى من القصص اللافتة والمضحكة فى قضايا التهريب، قيام صعيدى بلف كميات كبيرة من النقود الورقية داخل سرواله وتم كشفه أثناء التفتيش الذاتى، بعد اشتباه ضباط أمن شركة مصر للطيران فيه أثناء مروره على جهاز كشف المعادن "الإكس راى"، حيث كان يحمل 15 ألف دولار و100 درهم إماراتى. يلجأ المهربون لطرق مختلفة للمرور بأموال، منها وضع الأموال فى أماكن حساسة بأجساد النساء، فيما لجأ أحد المسافرين للف كميات كبيرة من النقود فى «حبل طويل» حزم به حقائبه، ورغم معرفة أجهزة الأمن بالمطار بأن الرجل يهرب أموالاً إلا انها لم تكتشف حيلته رغم تفتيش حقائبه عدة مرات لولا تمزيق أحد رجال الأمن الحبل فظهرت النقود، وقام مسافر آخر إلى دبى، بتهريب 150 ألف جنيه داخل أكياس لحمة مجمدة. وحاول راكب ثالث كان مسافراً إلى تركيا، تهريب 25 ألف دولار داخل حذائه، بينما كشفت أجهزة الفحص أجساما معتمة فى حقائب سوريتين، ليتم إحباط محاولتهما لتهريب 162 ألف دولار، إلى إسطنبول، وعند تفتيشهما ذاتياً، تبين أنهما لفتا حول جسديهما 162 ألف دولار، أخرى، ويلجأ آخرون إلى طرق بسيطة، حيث وضع راكب مصرى 40 ألف دولار و100 درهم إماراتى، داخل جيوب بنطلونه وبين طيات ملابسه، فيما أخفى 10 آلاف دولار، بحقائبه. أما أشهر طرق التهريب فكانت بوضع الأموال داخل 8 عبوات جبنة قديمة، حيث تم العثور على النقود فى شكل 96 لفافة، ملفوفة ببلاستيك أصفر، وبحجم وشكل قطع الجبنة القديمة، ومسكوب عليها سائل المش، ووصل المبلغ ل2 مليون و40 ألف جنيه، و10 آلاف دولار، وفى محاولة تهريب أخرى عثر رجال الأمن على 800 ألف جنيه مخبأة داخل فطير مشلتت. وخلال تفتيش راكب مصرى قادم من السعودية، تم العثور على مليون ريال داخل علب حليب أطفال، الفارق أنها كانت أثقل وزناً ما أثار الشكوك وسهل اكتشافها، بينما أخفى عراقى كان متجهاً من القاهرة إلى دبى، نصف مليون جنيه و15 مليون دينار عراقى، داخل 6 صوانى بسبوسة، فيما كان الحل الوحيد أمام راكب آخر كان متجهاً إلى قطر هو إخفاء 45 ألف دولار داخل حلة محشى، مغلفة بورق الفويل، بينما فشل راكب مختلف فى تهريب 400 ألف جنيه لأنه أخفاها فى ورق جرائد داخل حقائبه أثناء سفره إلى دبى. 4 مصير المضبوطات والمهربين جميع قضايا التهريب يتم تحرير محاضر بها وتحويلها للنيابة المالية والتجارية، بالتجمع الخامس، بعد السماح للمتهم باسترداد المبلغ المسموح به، وهو ما لا يزيد على 10 آلاف دولار أو ما يعادلها وتتم إحالة المتهم بعد ذلك إلى النيابة ومصادرة المضبوطات، وإرسالها للبنك المركزى قبل إحالة الجانى لمحكمة الجنايات، وبعض المتهمين يتم إطلاق سراحهم مقابل كفالة إذا كان المبلغ المضبوط قليلاً، أو لأنه يجهل قانون النقد الأجنبى، أما اصحاب قضايا التهريب الكبرى، فيتم حبسهم على ذمة القضية التى تستغرق وقتاً طويلاً فى المحاكم. 5 الأمن القومى وتهريب الأموال أغلب وقائع التهريب يتم تحويلها لأجهزة الأمن القومى مباشرة خوفاً أن يكون المهربون لديهم علاقة بالمنظمات الدولية والنشطاء أو الجماعة الإرهابية، لكن تم اكتشاف أن أغلب المهربين يعملون فى تجارة العملة بالسوق السوداء، أو يقومون بتهريب الدولار لشراء البضائع، أما أغلب الدول التى يتم تهريب الأموال إليها فهي الامارات وتحديداً إمارة دبى، لأن قانون النقد الأجنبى، هناك، يسمح بدخول أى كمية من الأموال، تليها الصينوتركيا.