تلال من القمامة تحترق على مدار 24 ساعة وسط صمت من المسؤولين مرضى بالسرطانات والأمراض الصدرية ينتظرون الموت ويعيشون ب"الكمامات" الأهالي يصرفون شهرياً 700 جنيه على الأدوية لإنقاذ أطفالهم من الموت
مقلب قمامة على طريق المشير رصدت الفجر معاناة أهالي سكان "زهراء مدينة نصر" و "الحي العاشر" و"مدينة الواحة" الذين يتعرضون لعملية قتل بالبطيء يوميًا، مطالبين وزير البيئة بحل لحرق مقالب القمامة الموجودة بالمنطقة، وأعرب الأهالي عن استيائهم من عدم استجابة المسؤولين لشكواهم، وعدم الوصول لحل ملموس، إذ يوجد مقلب قمامة رئيسي على طريق المشير طنطاوي وأمام دار الدفاع الجوي يتم حرق القمامة فيه يوميًا، كما تتكاثر سحب الدخان الرهيبة ذات الأبخرة والغازات القاتلة بالإضافة للبكتيريا والجراثيم مما يؤثر على صحة سكان المنطقة، وخاصة الأطفال والأمهات والمسنين، مطالبين بسرعة وجود حل لهذه المأساة. مطالب بالحل الجذري من جانبها طالبت رشا محمد، إحدى قاطني حي الواحة، بوجود حل جذري لمقالب القمامة الموجودة على طريق المشير طنطاوي، وليس فقط مجرد إطفاء للحريق المندلعة، ثم يرجع الأهالي ويشعلون النيران في القمامة مرة أخرى. وقالت:" احنا ولادنا مبيعرفوش ياخدوا نفسهم من الريحة اللي بتدخلنا جوه البيوت وده مش منطقه عشوائية أرجوكوا اتحركوا وشيلوه علشان نقول فعلا الوزارة دي محترمة وعملت حاجة محترمة، الموضوع مش محتاج غير حد عنده ضمير". وأكدت رشا أن أهالي المنطقة ناشدوا وزارة البيئة أكثر من مرة، على موقعها الإلكتروني، دون أي استجابة لشكوانا، في حين أنه إذا كانت "بنت الوزير" هي المتضررة من الدخان والأمراض دي هل سيرضى هذا الأمر الوزير ؟!. 700 جنيه شهرياً مصاريف للعلاج أما ياسين أمين، أحد سكان الواحة، فقال: "أنا من المكان هنا ومش عاوز أموت أنا وولادي موت بطيء، احنا في مصيبة، ولو المقلب ولع كل المناطق المحيطة بالواحة مثل "مدينة نصر، والمشابك، والتجمع" ستتدمر هذه المناطق تمامًا ، مضيفًا أنهم قد ينفقون600 ل700 جنيه شهريًا على العلاج من الأمراض، ولكن صحة أطفالي لا تعوض. وناشد ياسين، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتابع الأمر بنفسه، طالما أن المسؤولين لا يتابعون ولا يحلون المشكلة، مضيفًا: "أنا متأكد لو صوتنا وصل ليه مش هيرضيه المهزلة دي". السكان يعيشون في المنطقة بالكمامات وقالت سماح مصطفى، ربة منزل: "أنا مش عارفة أروح بولادي فين؟!، المفروض إننا في مكان راقي ومتحضر طيب نروح فين تاني، مقلب القمامة تطلع منه ريحة لا توصف مدى بشاعتها، واحنا مش عارفين نقعد في البيت ولا النادي القريب من البيت وتعبنا من كتر الأدخنة". وتابعت اشجان زيد، من سكان حي الواحة، أن الأهالي يعانون من أضرار حرق القمامة ويوجد حالات كثيرة من السكان مرضى؛ منها حالات خطرة بسبب اختناق الأدخنة، مستكملة: "احنا مش بنقدر نعيش من غير الكمامات داخل الحي، أرجوكم محتاجين حد يساعدنا". المسؤولية تقع على وزارة البيئة فيما حمل يوسف هلال، احد سكان "الواحة" وزارة البيئة مسؤولية ما سيحدث له هو وأولاده بسبب هذه الأدخنة، خاصة وأن هذه الحرائق ملاصقة لمنازلهم، مطالبًا الدولة بإيجاد حلول سريعة وجادة. إلقاء نفايات طبية وحرقها كما لفت محمدعطية، إلى أن "الواحة" تعاني من إلقاء "النفايات الطبية" وغيرها، بصورة غير حضارية وعشوائية، بالإضافة الى إهمال رقابة المسئولين، مؤكدًا أنه يشاهد العمال يقومون بحرق النفايات، بعد أن قاموا بجمعها، مطالباً بفتح تحقيق حول الحرائق المتكررة في المنطقة.
مسؤولين لم يحركوا ساكنا وقال محمد كشك، أحد سكان الواحة : "احنا مش هنستنى كتير على موضوع جبال القمامة اللي بتخنقنا كل يوم والتاني وكم الغربان اللي موجودة لا تتخيلوها أكثر من 2000غراب"، لافتا إلى أن هذه الغربان ضلت الطريق ووقفوا فوق الكمبوند، مما أثار الزعر والرعب للأطفال والنساء. وتابع: "اشتكينا كتير للمسؤولين ولوزارة البيئة ولم تحرك ساكنا ورغم أن القنوات الفضائية صورت هنا في منطقة الواحة واظهروا منطقة القمامة ومدي الأدخنة المنبعثة منها كل يوم ومع ذلك لا أحد اتحرك وعمل حاجة، عاوزنا نوصل صوتنا لمين تاني كمان، أطلق على المنطقة الواحة العشوائية". ووجه كشك، حديثه إلى وزير البيئة: " ياريت تنزل المنطقة وتتفرج على جبال القمامة وتتفرج على المدينة بتعتنا حرام منطقة راقية و نظيفة في مصر تتحول إلى منطقة عشوائية". وقال عمرو عزوز، أحد سكان الواحة: " أنا والدتي بتتعالج من مرض السرطان بسبب الجو والأدخنة والانبعثات الضارة، وهي نفسها متعرفش عندها ايه ومخبي عليها، وربنا ميسر لي أمري وقادر أعالجها في أحسن المستشفيات". واستكمل عزوز: " أنا بسعى أنى اقفل المقلب لأني مش عايز أمهات صحابى وغيرهم يحصلهم حاجة وبالأخص الغير قادرين". "استراتيجي" يطالب بإنشاء وزارة للتجميل والنظافة ومن جانبه أكد أمين حسن، خبير استراتيجي للأمن القومي في مجال المخلفات، أن تراكم مخلفات القمامة بالشوارع من أساسيات حرب الجيل الرابع على مصر، لافتا إلى أن المشكلة لا تتركز علي مقالب الواحة والقطامية والوفاء والأمل فقط. وأضاف حسن، في تصريحاته الخاصة ل" الفجر"، أن المشكلة تكمن في أن جميع المقالب والمدافن الصحية بمحافظة القاهرة امتلأت إلى أقصي حد ولا تستوعب المزيد من القمامة، منوها إلى أنه خلال ال 6 أشهر المقبلة سوف تزيد نسبة الحرائق في المقالب فمعدل الحرق سوف يزيد يوميا. وأوضح حسن، أنه إذا حسبنا على حسب تقدير وزارة البيئة، أن معدل الفرد من 500 إلي 700 جرام مخلفات يوميا سوف نصل إلى متوسط من 7000 إلى 8000 طن مخلفات يوميا وهذا يصب في نفس المقالب المعتادة التى قد امتلأت بالفعل. وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أنه يتم الحرق لكي تستوعب المقالب المخلفات الجديدة، لافتا إلى أنه لا يوجد عندنا استراتيجية لتوفير أماكن جديدة للمقالب الصحية داخل محافظة القاهرة مما يتسبب في معدل الحرق دخل المقالب. وأكد أن المخلفات التجارية الناتجة من المحلات بتنتج 15 الف طن مخلفات يوميا، فضلا عن مخلفات الرتش والهدم التي تقدر ب8000طن يوميا، مضيفا أن هذه الكميات تحتاج لدفن صحى يوميا في مساحة 20 الف متر مكعب، مطالبا بضرورة إيجاد بدائل استثمارية عن طريق تدوير المخلفات واستخراج الطاقة والاستفادة منها بدل حرقها الذي يتسبب في ضرر جسيم للمواطنين. ونوه إلى أنه عرض بعض الحلول والاستراتيجيات لحل مشكلة القمامة في مصر على وزير البيئة وغيره من المسؤولين، وهي إنشاء كيان خاص للنظافة تحت مسمي (وزارة النظافة والتجميل وإنتاج الطاقة البديلة ) حيث تكون وزارة تنفيذية بعيدا عن وزارة البيئة والمحليات لكى نتمكن من محاسبتهم على التقصير .