تعيش قوات الأمن السعودية في حالة تأهب طوال الوقت تحسبا لأي محاولات قد يلجأ إليها متطرفون أو إرهابيون لتنفيذ عمليات تخريبية بهدف إرباك المملكة من الداخل. والمتابع للشأن السعودي، يجد أن طيور الظلام والقوى الإرهابية باتت تتربص بالمملكة العربية السعودية، وتتعدد الجبهات التي يجب على المملكة أن تعد لها العدة وتستعد لأي حادث طارئ، خاصة بعد السياسة التي بدأت السعودية في انتهاجها لمواجهة الإرهاب ومكافحة التطرف وقوى الظلام في المنطقة. وتأتي على رأس القوى الظلامية التي تتربص بالمملكة، تنظيم القاعدة الذي يعمل حاليا على تجميع شتاته، وإعادة ترتيب صفوفه بعد الضربات التي تعرض لها، والتي جعلت التنظيم يفقد الكثير من قوته، ويتراجع بسبب محاصرتهم، إلا أن التنظيم بدأ يكسب الكثير من القوة في اليمن، وربما تلجأ القاعدة إلى الانتقام من النظام السعودي، والخطر الأكبر يتمثل في أن يقوم هذا التنظيم أو غيره باستهداف المنشآت النفطية أو أن يتم اللجوء إلى أسلوب الذئاب المنفردة بالقيام بعمليات تستهدف اغتيال قيادات سعودية، ينفذها أشخاص منفردين أو انتحاريين، لإرباك النظام من الداخل ومحاولة إحداث فوضى في الداخل الأمر الذي يتطلب من قوات الأمن وخاصة الداخلية السعودية أن تكون يقظتها على أعلى درجة، وألا تتهاون في إجراءات تأمين القيادات وأفراد الأسرة المالكة، وكذلك تشديد إجراءات تأمين المنشآت النفطية والحيوية. الخطر لا يقتصر على القاعدة فقط، بل إن رد الفعل الإيراني على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر ، ربما تكون تداعياته أخطر من لجوء القاعدة إلى الانتقام، لأن الإيرانيين قد يلجأوا إلى تحريك الشيعة في السعودية في اتجاه العنف، وكذلك قد يستغل الإيرانيون جماعة الحوثيين في اليمن لإحداث قلاقل كبيرة للملكة، دون أن تدخل إيران في مواجهة عسكرية صريحة مع السعودية، لأنه في حال حدوث هذا الأمر فإن العالم الإسلامي السني لن يترك بلاد الحرمين تواجه التمدد الإيراني وتخوض الحرب مع إيران بمفردها، ولذلك فإن المملكة لابد وأن تكون على استعداد تام لأي محاولات أو خطط يقوم بها الجناح الأكثر هدوءا في إيران بعيدا عن الجناح المتشنج والغاضب والذي عبر عن غضبه بحرق السفارة اللسعودية، لأن مثل هذه التصرفات تضر بإيران أكثر مما تضر بالمملكة. خطر آخر يحدق بالمملكة، ويمثله تنظيم داعش الإرهابي الذي تفحل أمره في المنطقة العربية، وبات يمثل خطرا حقيقيا على مستقبل المنطقة، ومشاركة السعودية في التحالف العالمي لمواجهة داعش والقاعدة كان سببا رئيسيا في تحجيم التنظيمين الإرهابيين والحد من قوتيهما. جبهة أخرى على المملكة أنتكون مستعدة لها، وهي جبهة الحوثيين الذين ربما يستغلوا الوضع الراهن، وبدعم من إيران، ويشنوا هجوما على جيزان على الحدود مع السعودية، وهذا الأمر إن حدث ستكون له مخاطر كبيرة على الحدود السعودية خاصة أن الجهة المقابلة لجيزان السعودية في اليمن بها سهول وجبال ووديان ربما يلجأ إليها الحوثيون لحمايتهم من الطيران السعودي.