أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، بافتتاح المرحلة الأولى للمشروع والتي تم خلالها استصلاح وتنمية عشرة آلاف فدان في سهل بركة بمنطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وذلك بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمهندس إبراهيم محلب مساعد السيد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي وعدد من السادة الوزراء، والقيادات العسكرية، ولفيف من المسئولين والإعلاميين. وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة هنأ فيها الشعب المصري على بداية تحقيق حلم استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، وأكد أن الدولة لا زالت على التزامها مع المصريين بعدم تدشين أي مشروع تنموي إلا بعد بدء العمل الفعلي به، وهو الأمر الذي يتحقق اليوم في المرحلة الأولى من مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان. وذكر السيد الرئيس أن الدولة تنفذ مشروعات تنموية واعدة لاسيما في المجال الزراعي حيث تسعى إلى استصلاح المليون ونصف المليون فدان خلال عامين بمعدلات تنفيذ غير مسبوقة، حيث كانت المعدلات السابقة لا تتجاوز خمسين ألف فدان في العام الواحد. وشدد السيد الرئيس أن استصلاح العشرة آلاف فدان في زمن قياسي يعد انعكاساً لجهد المصريين الدؤوب وعملهم الصادق وقدرتهم على الإنجاز. وأكد الرئيس أنه من حق المواطنين المصريين أن يتمتعوا بمستويات معيشة أفضل وببيئة نظيفة وصحية تساعدهم على العمل والإنتاج، وتضمن لهم ظروفاً حياتية أفضل. وشدد السيد الرئيس أن الدولة حرصت قبل تنفيذ المشروع على التعرف على آراء كافة الأطراف ذات الصلة بدءاً من الفلاح المصري للتعرف على احتياجاته اليومية لتوفيرها في المشروع، ومروراً بالخبراء والعلماء المتخصصين في الزراعة وتحديد نوعية التربة وجودة مياه الري المتاحة، وانتهاءً بالمستثمرين للتعرف على تصورهم للعمل والاستثمار في المشروع. وذكر الرئيس أن الدولة اختارت الطريق الأصعب ولكنه الطريق الصحيح، إذ حرصت على تجهيز أراضي المشروع وإمدادها بكافة المرافق والخدمات اللازمة سواء للزراعة أو للسكن والاقامة بما يتيح بدء العمل والإنتاج بشكل مباشر، وبما يضمن وحدة المعايير والمواصفات القياسية وكذا جودة التربة والمياه حرصاً على حياة المواطنين. ونوه السيد الرئيس إلى أن المرحلة الأولى للمشروع بالفرافرة تعد نموذجاً سيتم تعميمه في باقي أراضي المليون ونصف المليون فدان. وكلف سيادته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالانتهاء من كافة أعمال الطرق والاعمال الإنشائية الخاصة بالمشروع الكامل في غضون عامين فقط. وأشار الرئيس إلى أن شركة الريف المصري الجديد التي تم تأسيسها لإدارة وتسويق المشروع سوف تطرح خلال أيام قليلة كراسات الشروط الخاصة بخمسمائة ألف فدان. ووجه السيد الرئيس بألا تكون تكاليف الأراضي مجهدة بالنسبة للراغبين في الشراء، كما دعا سيادته البنوك التي ستمول عمليات الشراء إلى خفض سعر الفائدة على القروض التمويلية لأقل من 6% تشجيعاً للمواطنين على شراء المزيد من الأراضي والبدء في العمل والإنتاج. وأوضح السيد الرئيس أن عملية تخصيص الأراضي للمشترين ستشمل منح العقود لهم، علماً بأنه سبق بالفعل تحديد كافة أراضي مشروع الميلون نصف المليون فدان بالإحداثيات، وذلك تيسيراً على المشترين في التعاملات والإجراءات البنكية وغيرها. وذكر السيد الرئيس أن منح العقود للمشترين مع إجراءات التخصيص سيساهم بفاعلية في جهود مكافحة الفساد كما سيقضي على التعقيدات البيروقراطية. وذكر السيد الرئيس أن الدولة تتفهم احتياجات بعض كبار المستثمرين الراغبين في الحصول على مساحات شاسعة من الأراضي لإقامة استثمارات ضخمة تتطلب تجهيزات محددة، ولذلك فإن الدولة ستتيح لهم فرصة الشراء في بقية أراضي مشروع استصلاح وتنمية أربعة ملايين فدان، والتي تبلغ مساحتها 2.5 مليون فدان، ويتعين إنجاز العمل بها خلال فترة زمنية تتراوح فيما بين ثلاث إلى أربع سنوات، موضحاً أن أراضي المليون ونصف المليون فدان ستكون جميعها على نمط مشروع الفرافرة. وأكد السيد الرئيس خلال كلمته أن الدولة ستواصل العمل من أجل إطلاق العديد من المشروعات التنموية مثل مشروع مدينة الرخام بسيناء والتي زارها السيد الرئيس مؤخراً ووجه بالانتهاء من إنشائها بالكامل في غضون ستة أشهر إلى عام واحد فقط، وكذا مشروعيّ مدينة الأثاث بدمياط ومدينة الجلود بمنطقة الروبيكي، فضلاً عن التباحث مع وزارة التجارة والصناعة لإنشاء المزيد من المدن الصناعية التخصصية بمختلف المناطق. كما أعلن السيد الرئيس عن قيام الدولة بإعداد مشروع تنموي متكامل في منطقة النوبة، مؤكداً أنه سيتم تدشينه عقب البدء الفعلي في تنفيذه، بالإضافة إلى المشروعات التنموية بالمنطقة الغربية. وأعرب السيد الرئيس عن سعادته بما شاهده من تنمية وتقدم في مشروع الفرافرة، متمنياً أن يكون لذلك صدى طيبٌ في نفوس المصريين، مؤكداً حاجة المجتمع المصري للتحرك بفاعلية وبوتيرة سريعة من أجل تحقيق معدلات النمو المرجوة، وذلك للحاق بركب التقدم، ولتدارك آثار الزيادة السكانية المضطردة حتى يشعر المواطن المصري بنتائج التنمية. وأكد السيد الرئيس خلال كلمته أن الدولة تهدف إلى إقامة مشروعات التنمية المتكاملة والمستدامة التي يمكن التوسع فيها مستقبلاً. ووجه سيادته السيد وزير الرزاعة واستصلاح الأراضي إلى العمل على زيادة إنتاجية الفدان في مصر، بما يحقق الزيادة الرأسية المنشودة ويساهم في توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين من خلال الإنتاج وتحسين نوعية البذور والتقاوي. ووجه السيد الرئيس رسالة طمأنة إلى الشعب المصري فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، مشيرا إلى أنها تسير بشكل جيد، وإلى أن الجانب الاثيوبي أكد مراراً التزامه بعدم إلحاق أي ضرر بمصر وشعبها. وأشار السيد الرئيس إلى أن مصر تتفهم الاحتياجات التنموية للشعب الاثيوبي وأن التفاوض يستهدف تحقيق المصلحة المشتركة. ووجَّه السيد الرئيس في ختام كلمته الشكر للحكومة والقوات المسلحة ولكل من ساهم في إعداد الدراسات وتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان ، الذي يُعد بمثابة خطوة على طريق التنمية والتقدم في مصر. وكان الرئيس قد قام عقب إلقاء كلمته بجولة تفقدية رافقه فيها أحد المزارعين المصريين، وشهد خلالها السيد الرئيس نموذجاً لأحد البيوت الريفية وتعرف السيد الرئيس على تصميم البيت الريفي الذي يمكن بناء طابق إضافي عليه ليستوعب النمو السكاني في المستقبل، فضلاً عن الأجزاء المختلفة التي يضمها للاستقبال والمعيشة وتربية الدواجن وإعداد الطعام الريفي.