عشرات الفتاوى عن السبى والرق وملك اليمين وأنواع الجوارى وطرق نكاحهن بتسع دقائق من سرد وقائع الخطف والسبى والإهداء والإيجار والبيع فى أسواق نخاسة "داعش"، وفجائع الرق والاستعباد الجنسى والاغتصاب الوحشى المتوالى التى تعرضت لها، مع 150 امرأة إيزيدية أخرى تم ترحيلهن إلى مدينة الموصل العراقية بعد وقوعهن فى أسر عناصر التنظيم، نجحت الفتاة الأيزيدية نادية مراد باس طه، فى انتزاع دموع سفراء الدول الأعضاء فى مجلس الأمن فى جلسته هذا الأسبوع. وتصدرت المشهد الإعلامى الدولى من جديد بظاهرة "جوارى داعش" اللواتى يقنن التنظيم عمليات سبيهن واسترقاقهن، وإقامة الأسواق خصيصا لبيعهن فيها لعناصره ك"إماء" و"ملك يمين" وكوسيلة متوفرة للاستمتاع الجنسى الذى يكفله التنظيم. الأهم أن عودة ظاهرة "جوارى دولة البغدادى" والفجائع الجنسية التى ترتكبها بحق الآلاف من الأيزيديات والمسيحيات ونساء الطوائف الأخرى فى مناطق نفوذ التنظيم وفروعه، إلى صدارة المشهد الإعلامى الدولى من جديد، سلط الضوء أيضا بشكل أكبرعلى الأسانيد الشرعية التى ينطلق منها داعش ويعتمد عليها فى تشريع جرائمه الجنسية والترويج للرق والسبى بين صفوفه، عبر الأداة الإعلامية الناطقة باسمه. كما يفضح على الجانب الآخر – وهو الأخطر- حفنة من الفتاوى والتصريحات لقامات كبيرة من الدعاة السلفيين من المحيط إلى الخليج ، يجاهرون بشرعية سبى نساء الأعداء واتخاذهن جوارى، والترويج لذلك أيضا كحل جوهرى لعدد من الإشكاليات الاجتماعية والجنسية العصرية !. لا يمكن بأى حال من الأحوال اجتزاء ظاهرة "الاستعباد الجنسى" الذى يمارسه داعش على نساء المناطق التى يستولى عليها، وضد أعدائه من الطوائف التى يكفرها، خارج سياق "استراتيجية التوحش" و"تصدير الرعب" فى إطار الحرب النفسية للتنظيم ضد أعدائه من ناحية، وكعامل جذب مهم لاستدراج مزيد من العناصر والأتباع الجدد سعيا للحصول على الرفاهية الجنسية المجانية التى تكفلها لهم دولة الخلافة المزعومة من ناحية أخرى. الاغتصاب باسم الله وفى إطار جميع الأهداف، لم يتخل التنظيم على الإطلاق عن إصراره على تغليف استراتيجيته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والفتاوى الفقهية التى تدعم موقفه من الناحية الشرعية، وعليه خصص داعش الجزء الثانى من العدد الرابع لمجلته الأشهر "دابق" عن مشروعية استرقاق "الوثنيات" و"الكتابيات من نساء اليهود والنصارى" واتخاذهن جوارى، فيما اعتبرته "دولة الإسلام" تحت عنوان "عودة الرق قبل قيام الساعة"، علما بأن أنصار البغدادى يروجون بالأساس إلى أن علامات الساعة تتحقق فيهم وبالممارسات التى أعادوها بما فيها "نظام الرق". ووضحت "دابق"موقفها الشرعى الصريح من الإيزيديين بأنهم" أقلية وثنية تواجدت لعصور فى مناطق من العراق والشام، تتمسح بالإسلام ويجب القضاء عليها" وأن "وجودهم إلى يومنا هذا لمسألة ينبغى على المسلمين أن يطرحوها لأنهم سيُسألون عنها يوم القيامة" عملا بآية السيف الموجودة فى القرآن الكريم. وأضافت: إن "الدولة الإسلامية" بعد فتح إقليم سنجار تعاملت مع تلك الطائفة كما فى كيفية التعامل مع المشركين ب"جواز سبى نسائهم مباشرة على العكس من اليهود والنصارى، حيث "لم يكن هناك مجالٌ لدفع الجزية" و"بخلاف نساء المرتدين الذين قال أغلب الفقهاء إنه لا يجوز سبيهن ويمكن أن يُستتبن أو يواجهن القتل". أعلن التنظيم أيضا فى العدد الاستثنائى من مجلته الأشهر أنه "بعد أسرهن تم تقسيم نساء وأطفال الإيزيديين بين مقاتلى الدولة الإسلامية الذين شاركوا فى عمليات سنجار، بعد نقل خمس السبى إلى سلطة الدولة الإسلامية"، وأن "عائلات الإيزيديين الذين تم سبيهن يباعون الآن بواسطة جنود الدولة الإسلامية كما بِيع المشركون بواسطة الصحابة (رضى الله عنهم) من قبلهم". وفى سياق تصدير سياسة الترهيب مع من يختلف مع الأسانيد الشرعية التى أوردوها كرخصة شرعية لاغتصاب الأسيرات والاستغلال الجنسى لهن.. حذر داعش صراحة من وصمهم بأنهم "ضعاف العقول والذين فى قلوبهم مرض" أن يتذكروا أن "أسر عائلات الكفار وأخذ نسائهن كسبايا هو أمرٌ راسخٌ فى الشريعة، وإن كان هناك من يريد أن ينفيه أو يستهزئ به، فإنه بذلك ينفى أو يستهزئ بآيات القرآن وسنة النبى (ص)، ويكون بذلك مرتدًا عن الإسلام ". كما بدأ داعش فى الترويج للجرائم الجنسية التى يمارسها عناصره، بأنها فضائل يجب السعى إليها، استناداً إلى حديث أبوهريرة عن النبى "عجب الله من قوم يدخلون الجنة فى السلاسل" وتفسيره بأنه يشير إلى الذين يدخلون الإسلام وهم رقيق ثم يدخلون الجنة، فيرفع السبى فى هذه الحالة من قدر المسبية ويجر عليها خيرا عظيما حيث تدخل فى دين الله فتصير مسلمة وهى بذلك تنجى نفسها من الخلود فى نار جهنم، كما حدث مع صفية بنت حيى بن أخطب وجويرية بنت الحارث وأصبحتا أمهات للمؤمنين وزوجتا النبى فى الدنيا والآخرة. مضيفاً: "إن أبا هريرة (رضى الله عنه) تعليقًا على قوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فى سورة آل عمران، "كنتم خير الناس للناس، تأتون بهم فى السلاسل فى أعناقهم، حتى يدخلوا فى الإسلام"، وأن التخلى عن الاسترقاق أدى إلى شيوع الفاحشة (الخيانة الزوجية، الزنى، إلخ)، لأن البديل الشرعى للزواج لم يعد موجودًا، لأن الرجل الذى لا يستطيع الزواج من امرأة حرةٍ يجد نفسه محاطًا بشهوات توقعه فى المعصية. بالإضافة إلى أن الكثير من العائلات المسلمة الذين استأجروا خادماتٍ للعمل فى بيوتهم، واجهوا فتنة الخلوة المحرمة وما يتبعه من زنى بين الرجل والخادمة، بينما لو كانت ملك يمينه لكانت هذه العلاقة مباحة. كما أن الاستمتاع بالأسيرات حماية لهن من الوقوع فى الفاحشة وحماية للمجتمع من الانحلال الجنسى خاصة مع فقد هؤلاء الفتيات للعائل ومورد الرزق وامتهانهن الرذيلة ما يؤدى إلى انتشار الفوضى والإباحية. كتالوج جنسى داعشى أصدرت "إدارة البحوث والفتوى" فى تنظيم "الدولة الإسلامية " و"قسم شئون النساء" بالتنظيم كتيب "سؤال وجواب فى السبى والرقاب"، عبارة عن 32 سؤالا واجابة، تُكَون مايشبه "الكتالوج الشرعى" فى تصنيف المسبيات والتعامل معهن من الناحية الجنسية، حيث تم توزيعه على أعضاء التنظيم ونشره على النوافذ الإعلامية على شبكة الإنترنت، وتناول عدة مسائل أهمها "إباحة وطء المسبية" وإقامة علاقة جنسية معها، سواء بإذنها أوبدونه.. مباشرة بعد الملك إذا كانت بكرا لم يسبق لها الزواج، والانتظار حتى استبراء رحمها إذا كانت "ثيب" سبق لها الزواج. وأباحت الفتاوى، الاستخدام الجنسى للأطفال ب "جواز وطء الأمة التى لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء، فيكتفى بالاستمتاع بها دون الوطء"، وأباحت لعناصر التنظيم أيضا جواز العزل "وهو عدم إنزال المنى فى فرج المرأة " فى جماع الرجل لأمته سواء بإذنها أو بدونه. كذلك جواز بيع وشراء وإهداء السبايا والإماء اللواتى يقعن فى الأسر لأنهن "محض مال، يُستطاع أن يُتصرف به من غير مفسدة أو إضرار" بحسب نص الفتوى، كما يتم توريثهن كالمال وتقسيمهن بين الورثة كما هو الحال فى باقى الممتلكات من تركة المتوفى، ناهيك عن جواز ضرب الأمة للتأديب وتعذيب من تحاول الهروب منهن، وعدم إباحة الزواج منها إلا للضرورة القصوى. فتاوى سلفية على نمط داعش أما الكارثة الأكبر الآن أن فتاوى داعش الجنسية لاستغلال النساء هى فى الحقيقة نسخة بالكربون من فتاوى فقهية لدعاة سلفيين ووهابيين معاصرين من أصحاب النفوذ والمريدين، فبخلاف الدعوة الشهيرة لأبو إسحق الحوينى بعودة نظام "الرق" المترتب على الجهاد، وما فيه من امتلاك الغنائم بما فيها النساء وبيعهن كسبايا، كحل للأزمات الاقتصادية الطاحنة التى تعانى منها الدول والمجتمعات الإسلامية. وفتوى الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء السعودية بأن الرق من الإسلام ومنكره جاهل وملحد، يأتى الدور أيضا على المفكر الإخوانى محمد قطب الذى أفتى بأن الاستمتاع بالمسبية ليس فيه اغتصاب ولا عدوان عليها ولكنه إعلاء من قدرها، وشدد على أن الإسلام جفف منابع الرق القديمة كلها، فيما عدا منبعاً واحداً لم يكن يمكن أن يجففه، وهو رق الحرب " وهو تحديدا النوع الذى يعتمد عليه داعش فى سبى جواريه. وكذلك الداعية السلفى الأردنى ياسين العجلونى الذى أفتى بحل مشكلة اللاجئات السوريات باتخاذهن جوارٍ وإماء ضمن عقد "ملك اليمين".