صدت القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، هجمات لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظتي الضالع والبيضاء بالتزامن مع تقدمها المتواصل في الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء واستمرارها في تعقب جيوب الحوثيين في أطراف الجوف ومأرب. ووفقا للحياة اللندنية، ردّت القوات السعودية بعنف على خرق الهدنة من قبل الحوثيين والقوات الموالية لصالح خلال اليومين الماضيين، فيما أكدت قيادة التحالف أنها تحرص على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية تمديد العمل بالهدنة، إلا أنها حذرت من أن «استمرار المليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال». وذكر مصدر أن طائرات التحالف تمكنت من تحديد مواقع قواعد الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة جازان ودمرتها وقتل وأصيب بجوارها عشرات المسلحين. وقال سكان من منطقة جازان إنهم سمعوا صوت إطلاق «باتريوت»، وبعدها بثوانٍ شوهد انفجاران مضيئان تجاه الحدود، مشيدين بقوة المنظومة الدفاعية. كما ردت القوات السعودية على إطلاق قذائف هاون وكاتيوشا على محافظتي الخوبة والطوال الحدوديتين. واستهدفت مدرعات وتجمعات عسكرية في صعدة كانت تتجه إلى منطقة الخوبة السعودية. وتمكنت من القضاء على عشرات المسلحين أثناء محاولتهم التسلل إلى الخوبة، ودمرت قواعد لإطلاق القذائف تجاه الملاحيط. وفي نيويورك، أبلغ المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مجلس الأمن، أن هناك حاجة إلى «إبرام اتفاقات أقوى لتعزيز وقف الأعمال القتالية في اليمن، وآليات للمراقبة» مطالباً المجلس «بدعم ضمان التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يسبق جولة المحادثات المقبلة». وأشار إلى أن «الطريق إلى السلام في اليمن سيكون طويلاً وصعباً ولكن الفشل ليس وارداً». وقال ديبلوماسيون إن اللجنة العسكرية التي اتفق الأطراف اليمنيون على تشكيلها في سويسرا للإشراف على وقف الأعمال القتالية «ستتألف من ممثلين عن طرفي النزاع، وسيرأسها ضابط لبناني متقاعد وسيكون مقرها في العاصمة الأردنية عمان». واستعد مجلس الأمن لتبني بيان صحافي بعد جلسة عقدها مساء أمس حول اليمن «يدعم مهمة ولد الشيخ أحمد، ويدعو الأطراف اليمنيين إلى التقيد باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في محادثات سويسرا وأطره الزمنية، وعدم عرقلة وصول المساعدات إلى كل المناطق اليمنية». وقال ولد الشيخ في إحاطته إلى مجلس الأمن، إن جولة المحادثات في سويسرا «شكلت ركيزة صلبة لاستكمال المحادثات في المستقبل» رغم «عدم التمكن من الحفاظ على وقف الأعمال القتالية». وأكد أن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في جولة المحادثات «يستند بشكل راسخ إلى قرار مجلس الأمن 2216 ويتيح آلية للعودة إلى الحل المنظم بالاستناد إلى المبادرة الخليجية كأساس لجولة المحادثات المقبلة». وقال إن جولة المحادثات «كشفت عن انقسامات عميقة بين أطراف النزاع، ولا تزال الثقة ضعيفة بينهم لكن المحادثات بينت التزامهم القوي» باستكمال المحادثات في الجولة المقبلة التي حدد موعدها في 14 (يناير) المقبل. وطالب مجلس الأمن «بتقديم الدعم لضمان التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار على أن يكون دائماً، قبل الجولة المقبلة من المحادثات، وبتأييد الإطار العام» الذي اتفق عليه الأطراف اليمنيون. وقال بن رعد إن مكتبه سيواصل دعوة أطراف النزاع إلى التقيد بحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي. من جهة أخرى، أشارت مصادر في صعدة إلى أن هناك تذمراً واسعاً بين السكان، بعد أن كثرت أعداد القتلى بسبب الاعتداءات الحوثية. ويأتي ذلك بعد وصول عشرات المركبات برفقة حراس إلى صعدة، ذكرت مصادر أن بينهم خبراء إيرانيين تم تهريبهم من صنعاء طلباً للنجاة، بعد أن اقتربت وحدات الجيش اليمني وقوات التحالف من تحرير صنعاء. في هذا الوقت أعلن المتحدث باسم المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف عبدالله الأشرف بدء المرحلة الثانية من تحرير المحافظة بعد تحرير مركزها والمجمع الحكومي ومعسكر اللواء 115 ومعسكر اللبنات ومديرية المصلوب. وقال إن المرحلة الثانية ستنطلق من المتون، غرب المحافظة إلى حرف سفيان، وستحل قوات الشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية في كل مناطق المحافظة.