تشهد إثيوبيا هذه الأيام مظاهرات عنيفة من قبل مواطني "الأورومو" على ما يُعرف باسم "الخطة الرئيسية لأديس أبابا"، التي تهدف إلى توسيع العاصمة لتضم ستة من البلدات المجاورة لها الخاضعة حالياً لإدارة أوروميا. وقد أسفرت المظاهرات والمواجهات مع قوات الأمن إلى سقوط 75 قتيلًا على الأقل والمئات من الجرحى، وهو الأمر الذي استنكرته بشدة منظمة "هيومن رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الإنسان. وشعب "الأورومو" هو أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، ويصل عدده إلى 39,5% من إجمالي السكان، أي ما يتجاوز 25 مليون نسمة. ويعد "الأورومو" من أقدم الشعوب التي سكن منطقة القرن الإفريقي، وكانوا يستخدمون مينائهم التاريخي في استيراد و تصدير البضائع، من أهمها القهوة الأورومية التي لا تزال معروفة في العالم العربي وتمثل 40% من الإنتاج العالمي. وكان الشعب الأورومي قد حصل على حكم ذاتي بشكل صوري، عقب الثورة التي أطاحت بحكم "منجستو هيلا مريام"، في جزء من إقليم "كلل" وعاصمته مدينة نازريت. وشكل "الأورومو" جبهة تحرير يرأسها "داود أبسا" من أجل الحصول على حق تقرير المصير لشعب "الأورومو" الذي يمثل ثلث سكان إثيوبيا، واستعادة إقليم عاصمته أديس أبابا. فقد كانت أديس أبابا قرية أورومية قبل أن يغزوها الإمبراطور منليك الثاني في عام 1886، الذي فرض بعد ذلك اللغة الأمهرية. ومنذ ذلك الحين، توسعت المدينة ليتم تهجير مزارعي "الأورومو".