مؤشرات كثيرة تصدر عن دراسات ومؤسسات للرصد أظهرت ارتفاع نسبة العنوسة في مصر، التي لم يختلف حال الدول العربية عنها كثيراً، والتي عانت أيضاً من نفس الظاهرة. فنشرت إذاعة "هنا امستردام " تقريراً رصدت فيه مؤخراً نسبة العنوسة في الوطن العربي، حيث كشفت أنها ارتفعت في منطقةالشرق الأوسط وخاصة في سوريا و لبنان، لتصل إلى 85% ، في حين كانت المؤشرات عالية أيضاً في دول الخليج وعلى رأسهم دولة الإمارات، التي وصلت نسبة العنوسة فيها ل 75%؛ و قد سجلت دولة البحرين أقل النسب في الدول الخليجية التي حصلت علي نسبة عنوسه لتصل إلي 25%، ونتيجة للحروب التي شاهدتها ليبيا والتي لا زالت تشاهدها سوريا في هذه الفترة، ولعدم الأستقرار السياسي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسه لتصل في سوريا إلي 70% ، في حين تصل النسبة في ليبيا إلى 35%، كما تصل النسبة في مصر إلى 40% نتيجة لسوء الآحوال الأقتصادية، وأنخفاض مستوي المعيشه. وتباينت أسباب ارتفاع نسبة العنوسة ما بين انخفاض مستوى المعيشة، والمغالاة في المهور، وتعنت الآباء، وتكاليف الزواج وفقاً للأعراف الخليجية، كما أنه لا يسمح للرجال في الدول الخليجية بالزواج من غير خليجيات فيما عدا الإمارات. وحول ذلك رصدت "الفجر" آراء الشباب حول ظاهرة العنوسة، والذين أرجعوها إلى المغالاة، بالإضافة إلى تقدم أعمار الشباب. من جانبها أوضحت أسماء يسري، 30 عام، أن العنوسة في مصر تعود إلى ظروف الشباب الاقتصادية، بالاضافة إلى ارتفاع أعمار الشباب السنية وفي المقابل يختارون فتيات أقل منهم سناً، مما يزيد من نسب عنوسة البنات بعد وصول أعمارهم إلى الثلاثينات. كما أشارت إلى ارتفاع أسعار العقارات والأثاث المنزلي، بالاضافة لأسعار الذهب المرتفعة، المر الذي أدى لأن يصبح الشباب قليل الحيلة. وقالت مروه السيد، 25 عام، إن بعض الآباء ينظرون إلى الزواج نظرة ماديه ليصبح غرضهم من زواج ابنتهم هوالحصول على مهرها، أما المشكلة الأخرى فهي تكاليف الأجهزة. وتابعت: "كل هذا تسبب في خلق مشاكل واضحة كالشمس.. فالشاب رحب بأن يكون عازبا وأصبحت الفتاة تعاني من العنوسة و بات المجتمع يعاني من الفساد الاخلاقي، بجانب كثرة الأمراض النفسية". واعتبرت المحامية أمنية عبد الحميد، 32 عام، أن الشاب يظل معتبراً نفسه طفلاً طوال فترة مراهقته، وينظر إلى نفسه كمراهق في فترة شبابه، لافتة إلى أنه لهذا لا يفكر في الزواج تفكيراً جدياً إلا بعد تقدمه في السن، وطوال هذه الفترة يكون العبء علىالأهل تماما، ومن ثم يصبح تحمل المسؤلية مع الوقت أمراً من الصعب أن يتأقلم عليه، مستكملة: "الزواج كان يحتل مكانة ساميه في السابق عن الوقت الحالي، لضعف الإحساس بالمسئولية، و للخوف والنفور منها، فالزواج أصبح قيدًا وسجناً". أما محمود سليمان، 29 عام، فأكد أن من أهم أحلامه هو الاستقرار والزواج، ولكن مرتبه لايكفي، والعمل الواحد قد يستغرق أكثر من 10 ساعات في اليوم، مما يضيق المجال للبحث والعمل في مهنة أخرى، بجانب أنه العائل الوحيد لأسرته. وتابع أن النصائح العامة لا تؤدي إلى حل مشكلة العنوسة في الوطن العربي بأكمله.