في خطبة الجمعة التي ألقاها مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخفي بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، قال المفتي: "الشريعة الإسلامية وضعت أسساً لتحقيق هذه النعمة وهي نعمة الأمن والاستقرار؛ فمن تلك الأسس التحلي بالدين الإسلامي، ومحبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإفراد الله جل وعلا في جميع أنواع العبادة والعمل الصالح القولي والفعلي الموافق لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا في كتابه العزيز: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون}". وأردف: "الشريعة حثّت على سلامة المجتمع وسلامة فكره وعقيدته؛ لأن كل مجتمع فَقَد عقيدته وانحرفت أفكاره؛ فإن فيه الضياع ولا بد من ذلك".
وتابع الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: "من أسباب تطبيق وحصول الأمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنه من شعائر وفرائض الإسلام فبه تُحقن الدماء والأوطان ويُقطع دابر الشر والفساد؛ فقد أمر الله بذلك في كتابه، وجعله خلقاً لهذه الأمة ووصف به نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر}؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخذ على أيدي السفهاء والمجرمين وقطع دابرهم".
وقال مفتي المملكة: "الأمر بالمعروف أمر بكل خير، والنهي عن المنكر نهي عن كل فساد وسوء".
وأردف: "من أسباب الأمن والاستقرار، طاعة ولاة الأمر فيه طاعة لله؛ فبطاعة ولاة الأمر تنتظم حياة المجتمع ويسلمون من الآفات والاضطرابات، قال الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، ويقول صلى الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحب وكره؛ إلا أن يؤمر بمعصيةٍ؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"، ويقول صل الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر؛ فإنه مَن فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية".