مما لا شك فيه أن 2015 كان عاماً شبه مثالي في مسيرة ليونيل ميسي. حيث واصل الأرجنتيني تحطيم الأرقام القياسية في الطريق للتتويج بالثلاثية الثانية في تاريخ نادي برشلونة، وذلك في موسم عانى فيه فقط من خسارة المنتخب الأرجنتيني في نهائي كوباأمريكا أمام تشيلي، ولا يزال بإمكانه زيادة غلّة هذا العام بالفوز بكأس العالم للأندية. حيث شكّل البرغوث الأرجنتيني المرشح لنيل الكرة الذهبية الخامسة في مشواره ثلاثياً رهيباً إلى جانب الأوروجواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، المرشحان النهائيان أيضاً في هذه الجائزة، حيث سجّلوا معاً في أول 11 شهراً من عام 2015 أهدافاً أكثر من باقي الفرق الأوروبية، بعد أن عاد مرّة أخرى إلى الجناح الأيمن كما في بداياته، يبدو أن ميسي قد استعاد مستواه المعهود.
ونُسلط الضوء على ثلاث لحظات مميزة عاشها الأسطورة الأرجنتينية في عام 2015.
برشلونة 5-0 ليفانتي، أفضل ممرّر في الدوري الأسباني
غالباً ما يتألق ميسي بأهدافه، ولكن في عام 2015 أبهر النجم الأرجنتيني الجميع بتمريراته الحاسمة. في المباراة ضد ليفانتي في الأسبوع 23 من الدوري الأسباني، قدّم صاحب القميص رقم 10 مباراة مثالية سجّل فيها ثلاثية كما العادة وبدأها بتمريرة لنيمار سمحت له بتجاوز لويس فيجو كأفضل ممرّر في تاريخ البطولة برصيد 106 تمريرة حاسمة. بالقرب من الجانب الأيمن من منطقة الجزاء، رفع ميسي رأسه ليرى انسلال البرازيلي من الجانب الأيسر ورفع له الكرة ليتأكد من أنها ستتجاوز كلّ المدافعين ليترك نيمار وحده في مواجهة حارس مرمى الخصم.
كما حدث في عام 2014، بقي ميسي على أبواب الفوز ببطولة كبرى مع الأرجنتين لوضع حدّ لجفاف مؤلم منذ 22 عاماً. إذ لم يحالف الحظ الأرجنتيني في ركلات الترجيح التي توّجت تشيلي بطلة لأمريكا الجنوبية، ولكن قبل ذلك، حظي المشجعون بفرصة أخرى لحضور عرض جديد للقائد الأرجنتيني. حدث ذلك في الدور نصف النهائي ضدّ باراجواي.
كان الطريق إلى هناك صعباً وشاقاً بسبب النتائج المتقاربة والمعاناة في ركلات الترجيح في الدور ربع النهائي أمام كولومبيا. ولكن ضدّ كتيبة ألبيروخا جاءت الأهداف فجأة: ستة. لم يُسجّل ميسي، ولكنه شارك في جميعها بتمريراته الحاسمة وبصنعه الفارق لخلق المساحات، كما فعل بسلسلة مراوغات ستبقى للذكرى انتهت باصطدام لاعبين باراجوايانيين بعد عجزهما عن إيقاف "البرغوث."
برشلونة 3-0 بايرن ميونيخ، إلى نهائي الأبطال بسرعة البرق
كان بيب جوارديولا قد حذر من خطورته قبيل المباراة: "في مستواه الحالي لا يمكن إيقافه. فموهبة بهذا الحجم لا يمكن إيقافها." وكما لو كان قد سمع كلمات مدربه السابق وقرّر تطبيقها، كانت 17 دقيقة كافية لميسي كي يضع برشلونة في الطريق إلى الفوز بلقبها الخامس في دوري أبطال أوروبا.
كانت مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا متعادلة 0-0 في الدقائق الأخيرة، ثم ظهر ميسي، أولاً سجّل هدفاً بتسديدة قوية بجانب القائم من حافة منطقة الجزاء.
وعندما كان بايرن يحاول امتصاص ألم الضربة الأولى سجّل هدف الليلة. "لقد حدث ذلك في ثانية واحدة بطريقة عفوية. فكّرت في تجاوزه على اليمين، لأنني قلت إنه سيعتقد أنني سأراوغه من اليسار بقدمي المفضلة." هكذا أوضح ميسي المراوغة التي أسقط بها جيروم بواتينج مدافع البارفاري قبل رفع الكرة فوق مانويل نوير. وكمسك ختام لهذه الحفلة، قدّم في الوقت بدل الضائع تمريرة حاسمة لزميله نيمار لقتل المباراة.