مازالت أفعال العنف تمارس ضد المرأة من جانب الرجل رغم مناداة جمعيات ومنظمات العالم المختلفة بمناهضة العنف ضد المرأة، ووضع آليات لمواجهة هذه الظاهرة وسبل تحجيمها والحد منها. وتتمثل أشكال العنف ضد المرأة في الضرب والإهانة والإكراه، المضايقة الجنسية و الاستغلال، والإيذاء الجسدي أو الجنسي أو النفسي لها، إضافة إلى الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، مما يدفع المرأة إلى اللجوء لرفع قضايا الخلع أو الطلاق ضد الرجل. في إطار ذلك قامت " الفجر" برصد بعض الحالات التي تعرضت للعنف من داخل محكمة الأسرة بمحافظة الجيزة، ورصدت تقديراً إحصائياً لعدداً من السيدات التي تقبل على رفع قضايا الخلع ضد الرجل، ومعدل الطلاق سنوياً. أب يقتل ابنه .. والزوجة تؤكد: العنف يولد الكفر في البداية قالت أسماء محمد 25 عاماً، متزوجة منذ 7سنوات، إنها لجأت لرفع قضية خلع على زوجها لأنه مُدمن ويأتي لها كل ليلة غائب عن الوعي ويقوم بضربها بشكل متكرر، بالإضافة إلى قيامه بضرب أطفالهم، كاشفة أنه كان سبباً في قتل أكبر أولادها بسبب ضربه المتكرر له. ووجهت أسماء نصيحة لكل رجل يتعامل مع زوجته بعنف، أنها ستلجأ للهروب من البيت وتلجأ للخلع، مؤكدةً أن "العنف يولد الكفر". طفلان يصابان بالصرع بعد إيذاء الأب لوالدتهما ومن جانبها قالت حسناء مصطفى 27عاماً، متزوجة منذ 11 سنة، ولديها طفلين، إن مشكلتها مع زوجها بدأت منذ أول شهر من الزواج، موضحة أنه دائماً ما كان يقوم بضربها حتى تفقد وعيها ويصيب أعضاء من جسمها، حيث قام بتكسير أصابع رجلها وهو الأمر الذي سبب لها الإيذاء النفسي وأثر ذلك على طفليها اللذان أصيبا بالصرع. وأكدت حسناء، أنها كثيراً ما طلبت الطلاق من زوجها ولكنه يرفض مطالبها باللجوء للخلع حتى لا يعطي لها حقها. إهانة وتشويه فيما أشارت ياسمين أحمد، 24عاماً متزوجة منذ 8سنوات، بعد قصة حب مع زوجها الذي كان يدرس لها بالمرحلة الإعدادية حيث كان يكبرها سناً، ولم يلبث أن تزوجا إلا أن تزوج من زوجة خاله بعد وفاته لثرائها الفاحش. وتقول ياسمين أن أكبر مشاكلها تتمثل في أهل زوجها "بيت العيلة" وحديثهم مع زوجها بغرض تشويه صورتها أمامه، مما يدفع الزوج إلى إهانتها وتحطيم مشاعرها بالكلام القاسي، مؤكدة أنه ذو شخصية ضعيفة مستسلمة، لم يقوم بإعطائها حقها الشرعي من نفقات وغيرها، مما دفعها لرفع قضية طلاق ضده. 15حالة يومياً تلجأ للخلع بسبب العنف من جانبه أكد مصدر مسئول بالمحكمة رفض الافصاح عن اسمه، أن هناك حالات عديدة من السيدات تلجأ للهروب يومياً من قهر الرجال لرفع قضايا الخلع والطلاق، مشيراً إلى أن عدد الحالات المقبلة على رفع قضايا الخلع يتراوح من 12- 15 حالة يومياً بمعدل 400 حالة شهرياً. وأوضح أنه غالباً سبب لجوء المرأة لرفع قضية الخلع للتخلص من الرجل هو النواحي الاقتصادية، وكذلك أهل الزوج مما يجعل المرأة تلجأ إلى طريق الخلاص من الرجل بالخلع. وعن معدل حالات الطلاق، أكد المصدر، أن عدد الحالات المقبلة على الطلاق يعادل 40% من حالات الزواج، أي أن كل 100حالة زواج للمأذون يلجأ منهم 40 حالة للطلاق. مختصين: العنف انتشر بسبب وعي المرأة وغضب الرجل وكما رصدت "الفجر" عدد من الحالات داخل محكمة الأسرة، استعرضت أيضاً آراء المختصين حول الناحية النفسية والاجتماعية، من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعه عين شمس، إن العنف ضد المرأة أبعاده وأسبابه كثيرة، مشيرة إلى أن العنف يتنوع بين حرمانها من التعليم، زواج القاصرات، الزواج دون موافقتها يعد عنف، ومعاملتها كآلة للإنجاب و عدم مراعاة كرامتها أثناء العلاقة الحميمة. وأضافت موضحة أن أسباب انتشار العنف ضد المرأة هو الجهل وعدم الوعي وقله الثقافة، منبهة إلى ضرورة أن يُربي الطفل على احترام المرأة وأن يتعلم ثقافة المشاركة. و من جانب آخر قال دكتور علي الجبلي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الاسكندرية، إن العنف ازداد في الفترة الأخيرة من الطرفين، الرجل ضد المرأة والعكس ايضاً، وأرجع السبب إلى العولمة معللا ذلك قائلاَ: "مع التكنولوجيا والتقدم العلمي والانفتاح على العالم الخارجي أكثر من اللازم أصبح لدى المرأة وعي أكثر فأصبحت مدركة لجميع حقوقها ومع ضغوط الحياة أصبح الرجل سريع الغضب " . واضاف الجبلي، الزحام و كثافة التعداد السكاني ايضا من عوامل زيادة العنف، ويمكن الحد من هذا الهياج الغاضب عن طريق احترام المرأة واحترام حقوقها، مضيفاً أنهم يتلقون شكاوى عديدة وبلاغات في المركز القومي لحقوق المرأة. وكان قد ذكر آخر تقرير احصائي، أنه تم رصد حوالي "95 حالة عنف أسري، و 49 عنف جنسي، و 36 عنف مجتمعي، و 13 حاله ضرب وتعذيب" .