«سما» طفلة تعتبر سماء ذويها، صاحبة الثلاث سنوات لا تكل ولا تمل من اللعب واللهو ولا انقطاع لصوت ضحكاتها الصغيرة، أصبحت ضحية جهل الأم وسفر الأب والإهمال الطبي والتشخيص الخطأ من الطبيب الصيدلي، والذي لم يكن طبيبًا، كلها أسباب أدت لتشويه هذا الوجة الملائكي وتحويل هذه الضحكات لبكاء واستنكار من الطفلة مرددة: «لماذا يا أمي ينظروا إليّ هكذا ولماذا يخاف منى من حولى من الأطفال!». تقول والدة سما «فايزة أحمد محمود»: «شعرت ابنتي بحساسية في بطنها فاخذتها لصيدلية بجوار المنزل وهي صيدلية دكتور (علي بدوي) معتمدة على وجود كشف طبي داخلها، ووجود طبيب صيدلي، وعليه سألت عن الطبيب لكي أشرح له ما تعاني منه طفلتي». وتضيف الأم: «كان بداخل الصيدلية شخصان أحداهما الدكتور محمد، والأخر علي بدوي، وقاموا برش مادة أدت لتورم وجه الطفلة وبدأت في تساقط طبقات جلدها، وقال لها أعتبري بنتك قضت يومين في البحر ووشها قشر». وعليه قامت الام باصطحاب ابنتها لمستشفى إمبابة العام، وشمل تقرير الطوارئ :«المريضة سما أسامة إبراهيم، حضرت إلى استقبال حرر في مستشفي إمبابة العام يوم 27 /10 /2015 وكانت تعاني من حروق كيميائية، من الدرجات الثالثة بالوجه والرقبة وإصابات بالعين وقطع بالقرنية وتم عرضها علي قسم الرمد والأطفال، والحرق، تحريرًا في 4/ 11/ 2015». وحررت عائلة الطفلة محضرًا بقسم أوسيم يحمل رقم 20434/2015، يدين كل من علي بدوى ومحمد العامل معه بالصيدلية، لما تعرضت له الطفلة من حروق، وعندما لم يجدوا نتيجة لذلك وشكوك في ضياع الأوراق الرسمية، نتيجة لنفوذ عائلة علي بدوي، كما نظموا وقفة أمام محكمة شارع السودان بإمبابة، وعليه قامت النيابة بأخذ أقوال الأم وفتح التحقيق، واستصدار قرارًا بضبط و إحضار المتهمين. وعلق المهندس إمام عبد الموجود، جد الطفلة: «إن حادثة سما لم تكن هى الأولى الناتجة عن جهل وإهمال التعامل داخل صيدلية (علي بدوي) بل وكان هناك حالة لسيدة أعطوها حقنة خاطئة أودت بحياتها، وتم غلق الصيدلية عام علي إثر ذلك». ومن جانبه قال «علي مشرف»، المحام الخاص بالطفلة «سما»: «إنه سيبذل قصارى جهده لتأخذ العدالة مجراها ويعود للطفلة حقها، وسيتم ذلك طبقًا لنصوص القانون». وقال أسامة إبراهيم والد سما، إنه يكاد يكون خسر عمله، ومصدر رزقه في السعودية، نتيجة لنزوله الطارئ للاطمئنان علي ابنته، مرددا: «لسنا في غابة ومنتظر رد القانون لاستعادة حق ابنتي».