قيمتها 650 مليونا ويدير بها 32 مليار جنيه فى عالم البيزنس لاشيء يحدث صدفة..لاصفقة بدون فرصة..لا مصلحة لوجه لله أو الوطن المكان: البورصة المصرية، الزمان: 8 أكتوبر الماضى، الخبر: رغبة شركة أوراسكوم للاتصالات ومالكها رجل الأعمال نجيب ساويرس (87%) وشركة أكت فايننشال (13%) ورئيسها سامح الترجمان فى الاستحواذ على 100% من أسهم شركة بلتون المالية القابضة ورئيسها علاء سبع. ساويرس المتفائل بإتمام الصفقة قبل نهاية 2015 والذى يستبعد فشلها، لاعتقاده أنها هدف لتحقيق أحلام وطموحات مختلفة تراوده منذ مايقرب من عشرة أعوام لامتلاك بنك استثمار وبنك تجارى. الصفقة الآن فى ملعب أطرافها..دور الدولة يتوقف على الإشراف على تنفيذها..هيئة الرقابة المالية من جانبها اطلعت على عرض الشراء المقدم من أوراسكوم وأكت وطالبتهما باستيفاء بعض الإجراءات والأوراق اللازمة للموافقة على العرض. ومن المقرر توزيع كامل أسهم بلتون للبيع بين الشركتين على النحو التالى: نسبة 53٪ من أسهم شركة بلتون المالية القابضة لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، ونسبة ال13٪ التالية من أسهم شركة بلتون المالية القابضة لشركة أكت فاينانشال للاستشارات، وما يتبقى من الأسهم المعروضة يتم تخصيصها لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوچيا القابضة. وأعلنت البورصة عن سعر عرض الشراء وهو 4 جنيهات للسهم وحددت فترة سريان بنحو عشرة أيام عمل تبدأ من بداية جلسة تداول يوم الأحد وحتى نهاية جلسة تداول 12 من نوفمبر. ألغاز وكواليس الصفقة حللها لنا خبراء فى أسواق المال..فى البداية يقول أحمد فؤاد - المحلل المالى ورئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن هذه الصفقة مثار شك كبير بين المستثمرين، حيث إن هناك غموضا حول الهدف منها وحول توقيتها خاصة أن السوق لا تساعد أو تشجع حاليا للاستثمار فى قطاع الخدمات المالية، بالإضافة إلى أن النتائج التى حققتها شركة بلتون خلال آخر عامين ليست جيدة وهو أمر تعانى منه شركات القطاع بأكمله. ويضيف فؤاد أن ما يزيد من غرابة الصفقة هو توقيتها الذى يأتى فى ظل خروج استثمارات كثيرة من البورصة وأزمة الدولار الأخيرة، لافتا إلى أن شكوك المستثمرين حول الصفقة ترجع إلى أن بلتون كان لها تجربة سابقة فى الإعلان عن رغبتها فى عمل شراكة مع شركة بايونيرز وفشلت الصفقة بعدما تم الإعلان عنها والفحص واتخاذ الخطوات. وأضاف: خبراء سوق المال يتساءلون عن المغزى الحقيقى من الصفقة فأى صفقة هى مسألة اقتناص فرصة ولكن هذا الاستحواذ لا يعتبر فرصة، خاصة أن التصريحات الصادرة عن شركة أوراسكوم وبلتون قليلة جدا. ويرى فؤاد أن أوراسكوم كانت ترغب فى الاستفادة من فرصة السعر المتدنى لسهم بلتون كما أن مالكها رجل الأعمال نجيب ساويرس اختار أن يشترى بلتون للاستفادة من اسمها المهم فى السوق بدلا من البدء فى إنشاء كيان جديد فى قطاع الخدمات المالية. وعن السبب الأهم للصفقة أكد فؤاد أن هذه الصفقة تؤكد أن ساويرس يمكنه تحقيق أرباح منها، لأن بلتون القابضة تستحوذ على إدارة أصول بعض البنوك مثل بنك مصر والبنك الأهلى وبنوك أخرى بالاضافة إلى محافظ مالية لبنوك مختلفة وأيضا صناديق الدخل الثابت التى تتعامل فى الودائع البنكية وهى من ضمن شركات القمة فى أحجام التداول. اتفق وائل النحاس - خبير أسواق المال مع سابقه، مؤكدا أن قوة شركة بلتون تعود إلى أنها تدير مجموعة من الصناديق المصرية ولها مساهمات فى حوالى 65 شركة فى مصر وكانت ترغب فى طرح نفسها فى البورصة من أجل زيادة رأسمالها بقيمة 2 مليار جنيه. وأضاف: هذا الاستحواذ نطلق عليه الاستثمار غير المباشر، فبدلا من أن يقوم ساويرس بإنشاء مشروع جديد نجد أن كل استثمارات عائلة ساويرس خارج مصر، وفى تلك الصفقة سيقوم بدفع 650 مليون جنيه قيمة الصفقة ومن خلالها يمكنه إدارة صناديق تتراوح قيمتها من 10 - 12 مليار جنيه حيث تمتلك بلتون ثلث الحصة السوقية لصناديق الاستثمار فى مصر والتى تبلغ 65 مليار جنيه. ويرى النحاس أن تلك الصفقة تؤكد الشائعات والأنباء التى تتوارد عن رغبة ساويرس ومجموعة من رجال الأعمال فى الاستثمار فى اليونان وقبرص وأنه من خلال شركة بلتون للاستثمارات المالية يستطيع أن يخرج الأموال من مصر بسهولة. وعلى صعيد آخر يشير النحاس إلى أن توقيت الصفقة يأتى مع احتمالات قوية بارتفاع مستوى التضخم فى أسواق العالم خلال شهر ديسمبر المقبل، ومن ضمنها البورصة المصرية، موضحا أن بلتون ستكون هى مسمار ساويرس لتجفيف السيولة المتبقية فى البورصة المصرية بالقانون! حيث سيقوم بالمضاربة بالأموال التى سيضعها داخل بلتون فى البورصة وذلك من خلال الصناديق التى تديرها الشركة تزامنا مع ارتفاعات الأسواق المالية فى العالم. من جانبه يصف إيهاب سعيد - المحلل المالى، الصفقة بالممتازة والتى كانت سببا فى تأثر كل أسهم شركات الخدمات المالية والبورصة بشكل عام إيجابيا على مدار أسبوع بعد الإعلان عنها وذلك بعد غياب أى أخبار محفزة منذ عشرة أشهر. ويوضح سعيد أن خبر الإعلان عن الصفقة كان قبلة الحياة لقطاع شركات الخدمات المالية لدرجة أن سعر سهم بلتون كان يصل إلى 2.65 قرش وحدثت طفرة كبيرة جدا فى سعره حتى وصل إلى ما يقترب من 4 جنيهات وهو ما يعنى أن الصفقة أعادت تقييم شركات قطاع الخدمات المالية، مشيرا إلى أن القطاع يعانى بعد ثورة يناير نتيجة لانخفاض قيم التعاملات، الأمر الذى دفع شركات كثيرة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية باللجوء لغلق الفروع وتسريح عمالة ووقف النشاط. ويرى سعيد أن كل المؤشرات تؤكد بنسبة كبيرة أن الصفقة ليست «فشنك» أو مجرد شو إعلامى فلايوجد دليل على ذلك، مشيرا إلى أن هناك ثغرات فى قانون 95 لسنة 1992 الخاص بهيئة سوق المال بحيث لانستطيع الجزم بأن أى شركة تتقدم بعرض شراء إذا كان حقيقيا ام لا مهما اتخذت هيئة الرقابة المالية من إجراءات. ويؤكد سعيد أنه مازالت هناك بعض الشكوك فى إتمام الصفقة ولكن ماذا لو رفضت بلتون العرض الذى تم تقديمه فى الصفقة، خاصة أن سعر السهم كان مغريا وكانت فرصة للشراء، لافتا إلى أن شركة اكت هى المهتمة أكثر بإتمام الصفقة وهى الراغبة فى الاستحواذ على بلتون على أن يكون ساويرس هو الممول للصفقة كما حدث فى موضوع حقوق بث الدورى. وأضاف: هذه الصفقة ليست أول مرة يعلن فيها ساويرس عن اهتمامه بالاستحواذ على إحدى شركات قطاع الخدمات المالية، حيث سبق وعرض الاستحواذ على 20% من أسهم هيرميس القابضة بصفقة وصلت قيمتها إلى 1.8 مليار جنيه ولكنها لم تتم. ويرى رأفت عامر - المحلل المالى، أن الصفقة جيدة تحاول بها شركة أوراسكوم عمل تنويع لأنشطتها من خلال الاستحواذ على بلتون التى تعتبر الثانية على مستوى السوق فى الخدمات المالية بعد شركة هيرميس،مستبعدا أن يكون عرض الصفقة غير حقيقى مع تقديم عرض شراء واتخاذ الإجراءات الرسمية. ويضيف عامر أنه ليس هناك أى ضرر سيقع على صغار المستثمرين من الصفقة فالقرار فى يد المستثمر إذا رفض بيع حصته ستستمر البورصة فى التداول على السهم ولن يستطيع أحد إجباره على البيع، مثلما حدث عندما عرضت شركة فرنسية الاستحواذ على سهم الشركة المصرية لخدمات المحمول موبينيل ورفض مجموعة من المستثمرين بيع أسهمهم لأن السعر لم يرضهم، قائلا: ننصح الجميع بالبيع لأن الأسهم فى صفقات الاستحواذ تنخفض قيمتها بعد الصفقة مما يؤدى إلى الخسارة. وشهد العام المالى المنتهى فى 30 ديسمبر 2014 تراجع نتائج أعمال شركة بلتون لتسجل 15.3 مليون جنيه مقابل 75 مليون جنيه فى 2013 بنسبة انخفاض 80%. ويبلغ حجم الأصول التى تديرها بلتون حوالى 32.3 مليار جنيه عبر محافظ وصناديق تزيد على 15 صندوق طبقا لآخر إحصائية للشركة تتنوع بين صناديق أسهم ودخل ثابت ونقدية ومحافظ ادخار وخطط تقاعد. ويتوزع هيكل ملكية بلتون بين: علاء سبع بواقع 10.4%، و»سكيد مور» المملوكة لرجل الأعمال ممدوح عباس بواقع 18.26%، وشركة «أم أم جروب» بنسبة 10.18%، و«أس أو أس هولدنج» بنسبة 8.18%، وأحمد حسين عبد المجيد بنسبة 9.62%، ومنى فؤاد طاهر بواقع 8.14%، وخالد آل نهيان بواقع 3.14%.